خاص- سيريانديز- سومر إبراهيم
العام الماضي خصصت محافظة دمشق حوالي 175 مليون ليرة لتقديم الخدمات للمزة 86 ، على أن تذهب المبالغ لصيانة وتزفيت الطرق وصيانة الأرصفة بكلفة تقديرية /50/ مليون ليرة، وإعادة تأهيل بعض شبكات الصرف الصحي بكلفة تقديرية /30/ مليون ليرة، وإعادة تأهيل شبكة الإنارة المتضررة بكلفة تقديرية /30/ مليون ليرة، ولكن انتهى العام دون أن يلحظ أحد من السكان أي فارق في تلك الخدمات بل على العكس ، أمضوا شتاءهم كله يعانون من الحفريات التي قام بها متعهد شركة الاتصالات لتمديد وتدعيم الشبكة الهاتفية ، وانتهى المشروع بعد زمن طويل بترقيع الطرقات بزفت رديء النوعية سرعان ما جرفته المياه وتشكلت فيه الحفر الكبيرة التي تحولت لبرك من الوحل وتشوهت بسببها الطرقات مما زاد طين سوء الخدمات بلّة ...!!
وتوقع الأهالي أن يتم تزفيت الطرقات بعد نهاية المشروع بالـ 175 مليون المرصودة ولكن ( عالوعد ياكمّون )..؟؟ طبعاً باستثناء بعض الترقيعات هنا أو هناك أو تزفيت مدخل لفلان أو علّان ...!!! هذا عدا مشكلة الصرف الصحي التي حدثت فجأة في هذا العام وتسببت بتلوث مياه الشرب لفترة طويلة دون اكتشاف ذلك إلا متأخرين والحمد لله ( عدّت على خير).
وخلال انتخابات مجالس الإدارة المحلية قبل فترة قصيرة زار رئيس مجلس الوزراء الحي المذكور واطلع بعد ممارسة حقه الانتخابي على الواقع الخدمي المزري وحال الطرقات التي ربما شعر بسوئها خلال ركوبه في سيارته الفاخرة والتي لن تنفعه مخمداتها لأن الحفر الموجودة لم تحسب حسابها شركات السيارات ، ووعد خلال زيارته بتحسين الواقع الخدمي .
وقبل يومين وحسب الخبر الرسمي زار وزراء الإدارة المحلية والبيئة والأشغال العامة والإسكان والتربية ومحافظ دمشق المزة 86، للاطلاع على الواقع التربوي والخدمي فيها بهدف الاهتمام بالطرقات والشوارع وشبكات الصرف الصحي وغيرها، ووعدوا بوضع برنامج لتقديم الخدمات لها .
والسؤال : هل يحتاج تزفيت الطرقات فيما لو تم ذلك، أو القيام بإصلاحات في الصرف الصحي أو غيرها أو إضافة غرفة صفيّة هنا وهناك لكل هذه الزيارات والجولات ..؟؟
والسؤال الأهم وبعيداً عن حسن النوايا للزائرين ما هو البرنامج الزمني للتنفيذ وخاصة أننا مقبلون قريباً على فصل الشتاء والتزفيت لا يصح بعد هطول الأمطار إلا إذا كان كتزفيت متعهد الهاتف.. ويقتصر أيضاً على الترقيعات، وهل نبشر السكان بشتاء مماثل للشتاء الماضي مليء بالحفريات والجور والأتربة وقطع الطرقات والازدحام ..؟؟؟ نرجوا ألا يكون ذلك .
حبذا لو قام الوزراء والمحافظ بجولة «راجلين» تاركين سياراتهم في أسفل الحي ومشوا في الشارع المتجه نحو خزان الماء العالي على يمين صيدلية الباسل ،ومن ثم أنهوا جولتهم نزولاً باتجاه صيدلية مجدولين وساحة الضباط ، لكانوا أحسوا فعلاً بواقع الطرقات الرديء.
هامش : حتى نكون منصفين وحدهم عمال النظافة من ترفع لهم القبعة ويستحقون الاحترام لأنهم يقومون بواجبهم وأكثر ويعملون بإخلاص طوال النهار دون أن ينتظروا كلمة شكر من أحد .
هامش2: يستحق الحي المذكور عنصرين أو ثلاثة من شرطة المرور مدعومين بضابطة لتنظيم حركة السير العشوائية وضبط المخالفات المرورية التي تسبب عرقلة السير والازدحام وخاصة في أوقات الذروة عند مرور باصات نقل الموظفين ... مع أن التجربة نجحت قبل الأزمة ولكن توقفت بعدها .