مؤخراً أصبحت اللاذقية تشتهر بالمقاهي والكافيات الشبابية التي تتسابق في تقديم الأفكار الجديدة والخدمات المتميزة مع الجودة العالية, مقاهي تختلف بنظام عملها عن غيرها من المحافظات السورية , وتستطيع لدى ارتيادك أغلبها أن تجلس لساعات دون أن تلتزم بعدد من الطلبات إضافة إلى إمكانية استقبال الطلبات الخارجية من وجبات وغيرها ,وفي منطقة الزراعة التي أصبح لها خصوصية لما تضمه من كافيات شبابية يستطيع الطالب الجلوس والدراسة لساعات طويلة ضمن الجو الذي يناسبه دون أن يتم إزعاجه ,يترافق ذلك مع انتشار المشروبات الشعبية و أشهرها المتة على قوائم الطلبات لترضي جميع الأذواق وتكون قريبة من بيئة روّادهم , للحديث عن خصوصية كافيات اللاذقية في تقديم الأفكار المميزة والتزامن مع كل جديد , أوضح صاحب صالتي دولشي فيتا و فانيللا في منطقة الأوقاف باللاذقية المهندس نبيل جعارة لسيريانديز بأنهم يراعون في أقسام الكافيه كل الظروف والحالات التي تهم الزبائن حيث يوجد في كافيه فانيللا قسم أخذ الطابع الدراسي للطلاب يتوفر فيه أنترنت ضوئي بسرعة 20 ميغا مجاني يستفيد منه طلاب الجامعة عادةً للدراسة أو لتحضير المشارع وحلقات البحث وقامت إدارة الكافية بتهيئة الجو الدراسي في الصالة بعدم تشغيل التلفاز أو أي صوت مرتفع ضمن الصالة , وعدم التدقيق على المدة التي يجلسها الزبون دون أن يجدد طلبه وذلك لمنع إحراجه .
متابعاً: الزراعة منطقة جامعية يتوجب فيها مراعاة الحالة المادية للشريحة الأكبر من المستهلكين وهم الطلاب والاعتماد على الكمية وذلك للموازنة بين الكلفة وقدرة المشتري والربح مع إرضاء جميع المستويات , مضيفاً أنهم يقدمون باتسيري وآيس كريم بكافة الأنواع ضمن المحل والتي هي من إنتاجهم إضافة للعصائر الطبيعية والكوكتيل تجعل من الأصناف التي يتم تقديمها في منشأتهم محط رغبة ورضى جميع الزبائن.
بدوره بيّن صاحب كافيه ماتركس زين حيدر بأنهم يتأثرون بالحركة الطلابية فيما إذا كان هناك عطلة أو امتحان وساعات الذروة بالإقبال على الكافيه تبدأ من 11 حتى3 بعد الظهر وبعدها تصبح الحركة محلية أكثر من طلابية ,لافتاً إلى انهم يتميزون إلى جانب خدمات الكافيه الروتينية بوجود صالات سينما4d و "كارو اوكيه" مع شاشة خاصة لمن يود تجربتها ,مضيفاً إلى أن الخدمات يتم تقديمها بجودة عالية وبكلفة تناسب المستهلك بحيث متوسط سعر طاولة لأربع أشخاص لا يتجاوز ال1700 ليرة في حال طلب مشروبات شعبية .
مدير سياحة اللاذقية عمار أحمد أوضح لسيريانديز بأن منطقة الزراعة تعتبر من أهم المناطق التنظيمية السكنية والخدمية الموجودة في محافظة اللاذقية ,وخلال الثمان سنوات السابقة لوحظ النمو الكبير بحركة الاستقطاب السياحي الشبابي لهذه المنطقة وانتشار الكافيتريات وصالات الشاي والمقاهي والمطاعم
وتابع: نحن في مديرية سياحة اللاذقية ووزارة السياحة قمنا بإحداث مسار سياحي خاص بهذه المنطقة وهو المسار السياحي الشبابي ,وهو يضم مجموعة كبيرة من المطاعم و الكافيتريات وصالات عرض ثلاثي الأبعاد الموجودة ضمن الكافيتريات والمطاعم .
مضيفاً أنه تم إقامة العديد من الفعاليات الشبابية الكبيرة على هذا المسار السياحي خلال الأزمة والاهتمام كبير بتوفير الخدمات المناسبة ,لما يضمه من شريحة شبابية كبيرة ليست محصورة باللاذقية بل من كل المحافظات السورية ومن دول عربية كونه بجوار جامعة تشرين التي هي منارة كبيرة لعموم سورية والمنطقة .
من جانبه أشار الشاب مجد إلى ضرورة تداول أفكار متجددة دوماً تطبق على الأرض , كإنشاء مكتبات للقراءة بطريقة شبابية حديثة تناسب بيئة الزراعة ونوادي رياضية متميزة وغيرها من المنشآت التي تجعل من منطقة الزراعة منطقة متكاملة ليست فقط محصورة بالكافيات , كما أوضحت ريم بأن الزراعة بما تحويه من كافيات أصبحت نقطة متميزة في اللاذقية وتجمع المنشآت ضمن منطقة واحدة فتح باب المنافسة بشكل كبير ليصبح الشاب أمام خيارات متعددة بشكل حضاري بعيداً عن الاستغلال.
لربما استطاعت اللاذقية أن تقدم مثال متكامل عن المجتمع السوري عبر كافيات ومطاعم تتماشى مع ظروف الطلاب وتسعى للتميّز وتقديم الأفضل دوماً ,وكما يطلق على باريس "مدينة مقاهي الأرصفة " , لا مانع في أن تصبح اللاذقية مستقبلاً "مدينة المقاهي الشبابية المميزة" التي تعطي مثالاً عن حضارة المجتمع السوري وفكره الخلّاق في الابتكار والاستقبال والخدمة ؟