سيريانديز
مع تعافي مدينة الحسكة من آثار الإرهاب بعد دحره على يد أبطال الجيش العربي السوري الباسل يأمل أبناء مدينة الحسكة وغيرها من المدن بتحسن واقع الخدمات المقدمة ووضع المؤسسات والدوائر الخدمية المعنية برنامج عمل لتحسينها ولا سيما الكهرباء والمياه وصيانة الشوارع المحفرة وفيضان شبكات الصرف الصحي وانقطاع خدمة الانترنت منذ ما يقارب 7 سنوات.
فريق سانا جال في مدينة الحسكة والتقى عددا من الأهالي الذين أشاروا إلى أن المطلب الأساسي هو توفير التيار الكهربائي بالشكل الأمثل الأمر الذي من شأنه المساهمة في تحسين واقع الكثير من القطاعات الخدمية التي ترتبط فيها إضافة إلى أنه سيعيد الحياة إلى مركز المدينة والأسواق الموجودة به وينشط الواقع الاقتصادي والاجتماعي علما أن المحال التجارية تغلق أبوابها اضطرارا عصر كل يوم نتيجة عدم توفر الكهرباء.
وكميات الكهرباء الواردة إلى المحافظة محدودة وهي تعتمد على ما يتم توليده من محطة السويدية والتي عادة ما يخصص جزء كبير منها للخطوط الخدمية المستثناة من التقنين بينما تأتي باقي الكميات الواردة من سد تشرين عبر محطة مبروكة وهي في أحسن الأحوال لا تتجاوز 70 ميغا يوميا توزع على مدن ومناطق المحافظة.
ونتيجة لذلك أجبر أهالي مدينة الحسكة على الاعتماد على المولدات الخاصة الأمر الذي رتب عليهم أعباء مالية إضافية وأضرارا تلحق بالأدوات الكهربائية المنزلية لعدم انتظام التيار الذي تولده هذه المولدات.
أما المياه فيعاني أهالي المدينة من برنامج تقنين المياه القاسي والمحدد بيومين ضخ في الأسبوع وعدم وصولها إلى المواطنين المشتركين القاطنين في طوابق عالية بنهايات خطوط شبكات المياه إلا بتشغيل محرك ضخ مياه منزلي.
وفيما يتعلق بواقع عمل مجلس المدينة يشتكي الأهالي من تراكم النفايات في أماكن محددة من المدينة وتجميعها لعدة أيام قبل نقلها إلى مكبات القمامة المخصصة لهذه الغاية إضافة إلى انتشار الحفر والمطبات في الشوارع وانسداد شبكات الصرف الصحي والتي تؤدي إلى فيضان الأقبية عند هطول الأمطار وعدم تصريف الفوهات المطرية للمياه الزائدة وتحولها إلى برك مياه كبيرة وسط الشوارع.
وأما قطاع الاتصالات فهو القطاع الخدمي الأسرع في التعافي والقدرة على إعادة الخدمة الهاتفية إلى جميع المناطق التي تعرضت للتخريب والسلب ولكن تبقى هناك شكاوى من وجود انقطاعات مستمرة في الشبكات الداخلية وخطوط المواطنين إضافة إلى عدم توفر خدمة الانترنت منذ بداية الحرب على الإرهاب نتيجة تعرض الكبل الضوئي للتخريب داعين إلى الإسراع في إنجاز مشروع مد الكبل الضوئي الذي يربط بين الحسكة ودير الزور ومعالجة الأعطال الحاصلة على الشبكة الداخلية في مراكز المدن.
وللرد على هذه الشكاوي التقى فريق سانا مع المعنيين حيث أوضح مدير مؤسسة المياه المهندس محمود العكلة أنه تتم تغذية مدينة الحسكة بالمياه عبر مشروع مياه علوك الموجود في ريف منطقة رأس العين عبر 30 بئرا ارتوازيا تضخ ما يقارب 80 ألف متر مكعب مياه يوميا يتم تخصيصها كل يوم لمركز المدينة أو الأحياء المحيطة به وأن استثمار الآبار في المشروع هو في الطاقة الكلية ولا امكانية لزيادة الكميات المنتجة في الوقت الحالي.
وأشار العكلة إلى أنه كان يتم توفير مياه الشرب لمدينة الحسكة من سدي الحسكة الشرقي والغربي ولكن جفاف السدين خلال السنوات الماضية وتوقف مشروع 113 بئرا التي كانت تغذي السدين عن العمل نتيجة سرقة معداتها من قبل المجموعات الإرهابية آنذاك جعل المؤسسة تعتمد بشكل كامل على ما ينتجه مشروع علوك من مياه لافتا إلى أن ضعف ضخ المياه في بعض المناطق ضمن المدينة والأحياء التي تحيط بها ستتم معالجته عبر مشروع صيانة شبكة المياه الذي ينفذ منذ شهرين بالتعاون مع اليونيسيف والذي سيستمر حتى نهاية العام بهدف معالجة الكسور والانسدادات في الشبكة.
بدوره يبين مدير عام شركة كهرباء الحسكة المهندس أنور العكلة أن قطاع الكهرباء من أكثر القطاعات المتضررة والتي تعرضت للتخريب والسرقة من قبل المجموعات الإرهابية قبيل اندحارها سواء المحطات والشبكات الكهربائية داخل المحافظة أو الأبراج وخطوط التوتر العالي القادمة من المحافظات المجاورة في ظل وجود صعوبات كثيرة تعترض العمل منها قلة توفر مستلزمات العمل وضعف تحصيل الديون المترتبة على القطاعين العام والخاص والتي تجاوزت المليارات.
وأوضح أن الشركة تعمل حاليا وفق الإمكانات المتوفرة لجهة معالجة الأعطال وإصلاحها داعيا جميع جهات القطاع العام والخاص لتسديد ما يترتب عليها من ديون بغية تطوير العمل وتحسين واقع التيار الكهربائي .
من جهته أشار رئيس مجلس مدينة الحسكة عدنان خاجو إلى أن المجلس يعاني من قلة شديدة في توفر الآليات الخاصة بنقل وتجميع وترحيل القمامة نتيجة سرقتها من قبل المجموعات الإرهابية سابقا موضحا أن واقع النظافة سيشهد تحسنا ملحوظا خلال الأيام العشرة القادمة بعد التعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لترحيل 60 مترا مكعبا من القمامة يوميا إلى مكب منطقة أبيض.
ولفت خاجو إلى أن المجلس نفذ خلال الشهر الماضي العديد من وصلات المجبول الزفتي لترقيع الشوارع إضافة إلى مد مجبول زفتي بطول 400 متر في حي الميرديان كما أن عمليات الترقيع مستمرة تباعا موضحا ان هناك معاناة في واقع شبكة الصرف الصحي في المدينة نتيجة قدمها وستقوم الورشات خلال الشهر الحالي بتنفيذ وصلات صرف صحي بطول 1600 متر في مناطق مختلفة من المدينة تعاني من الانسدادات.
من جانبه أرجع معاون مدير فرع الشركة السورية للاتصالات المهندس رائد كوريا سبب انقطاع الخطوط الداخلية إلى أعمال الحفر العشوائية التي تتم في بعض الأحياء الواقعة بمراكز المدن مؤكدا استمرار العمل على معالجة جميع الانقطاعات حال وصول الشكاوى من قبل المواطنين.
وفيما يتعلق بخدمة الانترنت بين المهندس كوريا أن فرع الشركة حاليا بصدد العمل على مد وإصلاح الكبل الضوئي على محور الحسكة دير الزور حيث تم توقيع العقود مع الشركة العامة للطرق والجسور والمباشرة إداريا بالمشروع ومن المقرر أن يكون الكبل الضوئي في الخدمة في الربع الأول من العام القادم.
ولفت معاون مدير فرع الشركة السورية للاتصالات إلى أنه مع إصلاح الكبل الضوئي ستعود خدمة الاتصالات والانترنت كما كانت سابقا حيث تم تخصيص بوابات انترنت للدوائر الرسمية في المحافظة التي تقتضي طبيعة عملها سرعة إنجاز المعاملات وحاليا تمت مخاطبة الجهات الرسمية لبيان حاجتها إلى هذه البوابات عن طريق محافظة الحسكة.