سيريانديز
تعيش بلدة بلودان درة ريف دمشق الفرح والأمان أيام أعياد الميلاد المجيد ورأس السنة في أجواء من الأمان واندحار الإرهاب من محيطها بعد أن تحدته ببسالة لسنوات وأحكمت إغلاق أبوابها في وجهه بينما فتحتها أمام الآلاف من المهجرين من أبناء قرى وبلدات منطقة الزبداني وخارجها ولا يزال العديد منهم يستظلون بالأمان والمحبة يتقاسمها الجميع.
وكما نجحت البلدة السياحية التي تطل من جبالها (الشرقي وشقيف ويونان) على مدينة الزبداني وسهلها في مشهد آسر يحبس الأنفاس في إعادة صخب المهرجات الصيفية تنجح اليوم في صنع الفرح شتاء ولا يغادرها محبوها.
ويقول عيسى من العراق في لقاء مع مراسلة سانا بعد أن تجول في البلدة وزار مغارة موسى: إن كل شيء جميل اينما توجه القادم في بلودان مثنيا على شعبها الطيب بملاقاة الضيوف وتمنى لهم ولكل السوريين سنة خير وسلام.
ويقول بشار طالب طب: إن بلودان التي قاومت الإرهاب واحتضنت المهجرين ودحر الجيش العربي السوري الإرهاب من محيطها رجعت قوية وكما استقبلت بعد سبع سنوات السياح صيفا ها هي تحتفل بالأعياد وإضاءة شجرة الميلاد وسط البلدة بجمع كل من يقطنها على المحبة والفرح.
وتعبر نور طالبة أول ثانوي عن فرحتها بأجواء العيد وما رافقه من إضاءة الشجرة وسط البلدة وشجرة مغارة موسى وتوزيع هدايا على الأطفال والتقاط الصور مع رفاقي كأنه مهرجان شتوي من الفرح.
ناصيف دهبية يستعد لفتح مطعمه مع قدوم الربيع المقبل يقول إن أغلب المنشآت السياحية التي تعرضت للتخريب عادت للعمل وشهدت الحركة السياحية تحسنا كبيرا مع تحسن الخدمات وتأمين المواصلات وازالة الحواجز والمطاعم تفتح صيفا وشتاء.
ويقول ابراهيم مراد ” كل شيء رجع إلى وضعه الطبيعي وننظر إلى المستقبل مفعمين بالتفاؤل لإعمار كل سورية”.
الشابة رانيا الخوري تسبقها ضحكتها وهي تقول “في بلودان الشتوية حلوة والزينة والشجرة مميزة كل شيء جميل”.
وتتذكر ابتسام الخولي التي اضطرت لترك منزلها في مدينة الزبداني قبل تحريرها من الارهابيين كيف استقبلها وعائلتها أهالي بلودان مشيرة إلى أن البلدة هذه السنة أفضل من قبل وخاصة أجواء الأعياد وهو ما تراه فاطمة من دمشق حيث كل شيء متوفر.
في بلودان لا يغفل العيد أسر الشهداء والجرحى وبابا نويل يرسم الفرح على وجوه اطفال الأبطال من رجال البلدة ممن ضحوا بحياتهم لتحتفظ بلودان بتاج جمالها وتقول المهندسة مها هلال بينما كانت تغلف هدايا قدمها أحد أبناء البلدة لآباء الشهداء: “إنه تكريم لأرواح الشهداء والجرحى الذين فقدوا أجزاء من أعضائهم في سبيل حريتنا وتحريرنا من الإرهاب.. واجب علينا أن نشاركهم فرحة العيد”.
وتقول المعلمة رانيا زوجة شهيد وأخت شهيد وأم لطفلين إن أهل بلودان معروفون بمحبتهم لبعضهم وتقاسم الأفراح والأحزان.
مغارة موسى التي تدون للتاريخ براعة إبداع أبناء المنطقة في تجميل الطبيعة حل بها العيد أيضا ويقول صاحبها صفوان مرعي “لدينا سياحة على مدار العام وتزداد شتاء مع تساقط الثلوج وفي بلودان ضمن النسيج الاجتماعي نحتفل بالاعياد معا وزينا شجرة الصنوبر على مدخل المغارة”.
أبو نزار صاحب محل لبيع السكاكر والشكولا والفواكه المجففة والبزورات لا يكف عن الترحيب بالقادمين إلى المغارة ممسكا بطبق ضيافة ملأه بأنواع من السكاكر والكراميل والبسكويت يقول: “نرحب بكل من يأتي إلى بلودان والمغارة ونعتبره من أهلنا” متمنيا أن يعيد الله العيد على الجميع والوطن بالخير.
رئيس البلدية أكرم الخوري أكد توفر جميع الخدمات بالبلدة التي ما زالت تحتضن أسرا مهجرة من المنطقة وخارجها حيث يصل عدد سكانها حاليا في موسم الشتاء إلى 25 ألف نسمة بينما يقفز صيفا إلى 100 ألف نسمة لافتا إلى أن العاملين في البلدية ينتظرهم الكثير من العمل مع حلول دفء الربيع لإقامة جدران استنادية وصيانة الصرف الصحي وترميم وتجديد الأرصفة إضافة إلى فتح وتعبيد بعض الطرقات ومشيرا إلى تعبيد العديد من الطرقات خلال الفترة الماضية.
وبين الخوري أنه مع بداية موسم الشتاء تم العمل على إزالة الأتربة عن جوانب الطرق وتوسيع بعضها استعدادا لاستقبال الثلج حتى يتمتع زوار بلودان ببياضه الناصع.