سيريانديز – مجد عبيسي
لا يمكن للحكومة وحدها أن تصلح ما أفسده الدهر، لذا كان لا بد أن يحمل المجتمع الأهلي ممثلاً بجمعياته مسؤوليات عبر مشروعات المسؤولية الاجتماعية والمبادرات الخيرية التي تستهدف الشرائح الأكبر والأهم في المجتمع السوري "الشباب" التي احتاجت إلى رعاية غابت في ظلام عاشته الأجيال لسنوات حرب ظالمة.
ويمكن بنظرة خاطفة لعام 2018 أن نرى تنفيذاً حقيقياً لمشروعات من الأهمية بمكان سواء مهنياً أو نفسياً أو توعوياً، والدور المجتمعي الكبير الذي ينبغي تحفيزه والشد على الأيدي التي نفذته لما له من فعالية في ظل الأوضاع الصعبة التي نمر بها.
ونذكر من باب التكريم لا الدعاية بعض الجمعيات التي حملت لواء الاهتمام بالشباب وتثقيفهم في العام المنصرم، وأيضاً من باب الإعلام للمواطن السوري بهكذا فعاليات وبرامج يمكنه الاستفادة منها وقد يكون بأمس الحاجة لها ولكن لم يعلم بوجود من يقدمها.
الجمعية السورية للمعلوماتية ذات الاهتمامات التقنية، قامت بثلة أنشطة ضمن خطة 2018، إذ تم العمل على مكونين مهمين بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان unfpa، برنامج تدريب ريادة أعمال في 2017 و2018 في دمشق وحلب وطرطوس، والبرنامج على عدة مراحل ويمتد مدة طويلة، تمت مراعاة احتياجات الشباب الأساسية وتنفيذ مشروعات أفكار ريادية، وفي عام 2018 فازت سبعة مشروعات، وكل مشروع فاز تم منحه دعم مالي ورعاية.
إضافةً إلى سباق المشروعات التقنية، الذي كانت النسخة الأولى منه في دمشق والثانية في حلب، وكان يمثل قصة نجاح مهمة جداً، تبعه معرض لهذه المشروعات.
إضافةً إلى تدريب أشخاص على الالكترونيات بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، وكان التركيز على الشرائح التي لا تستطيع تحمل تكاليف الدورات والتدريب، ولا تملك ثمن الأدوات التي ستتدرب عليها لتسافر وتشارك بالمسابقات سواء الإقليمية أو العالمية، وتم تدريب نحو 200 شخص موزعين على ست محافظات، وتم تدريب 600 شخص آخرين حول موضوع في غاية الأهمية وهو التواصل الرقمي الآمن، ولم يتم الاعتماد على دروس فقط، وإنما كان هناك مسرح تفاعلي وتوضيح لأهم المشكلات وكيفية تجاوزها.
ومن الجمعيات الفاعلة أيضاً في مجال أنشطة المسؤولية الاجتماعية لعام 2018 كان جمعية نور للإغاثة والتنمية، إذ نفذت الكثير من المبادرات الشبابية بالتعاون مع unfpa ، أهمها تم تدريب نحو 400 شاب وفتاة في ريف دمشق في دورات حول مهارات الحياة، إضافةً إلى تدريبات في المناظرة التي تعد أساس لأي حوار، والكثير من المبادرات الشبابية المتوسعة في ريف دمشق.
أما في منطقة حمص وريفها فقد قامت الجمعية الخيرية الإسلامية "مشروع عون" وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان أيضاً، بدور كبير فيما يخص برامج المسؤولية الاجتماعية، إذ نظمت في العام الفائت جولات رفع الوعي بالحافلة، ومسرح تفاعلي تم فيه تدريب فرق من الشباب للأداء المسرحي المطلوب لإيصال الأفكار التوعوية بشكل أسهل في مناطق الأرياف، إضافةً إلى 5 مبادرات لمحو الأمية لطلاب منقطعين عن التعليم مدة سبع سنوات، وحملة مهمة جداً تسمى اترك أثراً، وهي زيارة مناطق من ريف حمص والبحث في احتياجات الأهالي والسعي لتنفيذها في دور أهلي مجتمعي محلي بالكامل وبتمويل بسيط ويد عاملة محلية.
يتبع..