جملة من المشاريع الخدمية والحيوية الجديدة يسعى مجلس مدينة حماة لتنفيذها بعد توقفها خلال السنوات الماضية جراء الأزمة وذلك لإعادة الألق للمدينة وانعكاس آثارها الإيجابية على المواطنين من مختلف الجوانب الخدمية والاجتماعية والسياحية والاستثمارية.
وتتصدر واجهة هذه المشروعات أعمال الطرق والحركة المرورية والصرف الصحي وإعادة تأهيل الحدائق وشبكات الإنارة وتحسين واقع النظافة والبيئة ورفع التلوث عن مجرى نهر العاصي فضلا عن عزم المجلس إيجاد مشاريع استثمارية لأول مرة للاستفادة من ريعها بما يعود بالنفع على المدينة والارتقاء بواقعها الخدمي والاجتماعي والبصري.
المهندس عدنان طيار رئيس مجلس مدينة حماة أوضح أنه يأتي في مقدمة المشاريع التي يعتزم مجلس المدينة تنفيذها إحداث كراج ومبيت للسيارات الشاحنة والصهاريج جراء ما تلحقه من ضرر على البنى التحتية لشبكات الطرق والصرف الصحي وما تسببه من ازعاج وتلوث بيئي وصحي لأهالي المدينة ولا سيما ان أعدادها كبيرة جدا قياسا لباقي المحافظات باعتبار ان حماة تشتهر بقطاع الشحن والنقل الذي يشكل مصدر رزق لشريحة كبيرة من المجتمع.
وكشف طيار أن الموقع المقترح لهذا الكراج يتركز في الجهة الشرقية الشمالية من المنطقة الصناعية بمساحة قدرها 60 دونما والدراسة الفنية لهذا المشروع أصبحت جاهزة تمهيدا لوضع الشروط الفنية اللازمة له وطرحه للاستثمار خلال شهر حزيران المقبل موضحا ان هذا المشروع يحظى بجدوى استثمارية ومادية مهمة للمجلس علاوة على منعكساته الإيجابية في الحد من الازعاج والضرر والتلوث.
وأشار طيار إلى مشروع آخر لا يقل أهمية ويتمثل في رفع التلوث عن مجرى نهر العاصي بتحويل صبيب الصرف الصحي عنه إلى قناة موازية لسرير النهر من المزمع تنفيذها هذا العام بالتعاون مع الشركة العامة للصرف الصحي بدءا من موقع الأربع نواعير وحتى محطة معالجة الضاهرية بامتداد 1500 متر بما يسدل الستار على هذه الأزمة البيئية التي تكابدها حماة منذ عقود.
وبما يخص المشاريع الاستثمارية الجديدة ذكر رئيس مجلس المدينة أن المجلس يعكف على إطلاق العمل في مشاريع روضة ومدرسة تعليم أساسي في وادي الشريعة وكذلك ملاعب رياضية في أحياء البعث والفيحاء ومسلخ فروج إلى جانب المسلخ الفني القائم حاليا والعائدة ملكيته لمجلس المدينة في حي الزرائب والتي من المتوقع أن تحقق ايرادات مادية مجزية تعود بالنفع لصالح مجلس المدينة ومشاريعه المتنوعة.
وعلى صعيد الطرق وعملية تأهيلها بين المهندس أيمن السوس رئيس الشؤون الفنية في المجلس في تصريح مماثل أن هناك لائحة تضم عدة محاور طرقية ستجري صيانتها وإصلاحها ومدها بالاسفلت أبرزها في أحياء الصابونية والعليليات والجراجمة والفيحاء والشهباء وأبي الفداء والتي تصل كلفتها إلى أكثر من 70 مليون ليرة سورية.
وحول مشاريع الإنارة أشار السوس إلى أنها تشمل المدخل الشرقي لمدينة حماة بدءا من دوار بئر الأربعين وحتى دوار الاعلاف بامتداد 1500 متر ومحور شارع الحديقة في حي البعث بطول 800 متر فضلا عن مشاريع لصيانات متفرقة في شبكات الإنارة بالمدينة بالتعاون مع السورية للشبكات بكلفة كلية تصل إلى نحو 40 مليون ليرة.
وبالنسبة للحدائق والمسطحات الخضراء والمتنزهات التي طالتها يد العبث والإهمال خلال الفترة الماضية لفت المهندس عهد سبع العرب رئيس دائرة الحدائق والنواعير إلى أن هناك خطة لإعادة إحياء عدد من الحدائق المهمة والتي تشكل رئة للمدينة ومتنفسا لأهلها وزوارها مثل حديقة غرناطة البالغة مساحتها 3500 متر مربع عبر تأهيل سورها وتنفيذ ممرات مشاة وتركيب شبكات إنارة ومقاعد ومرافق خدمية وصحية علاوة على الاهتمام بأعشابها وأزهارها وكذلك حديقة ام الحسن أكبر وأهم حدائق حماة إضافة إلى الاهتمام بالمسطحات الخضراء على ضفاف نهر العاصي بإبرام عقود تشغيل مع فرع اتحاد شبيبة الثورة لزوم إنجاز أعمال هذه الحدائق.
ويحظى الجانب السياحي والجمالي بحصة من أعمال ومشاريع مجلس مدينة حماة خلال هذا العام وخاصة النواعير التي تعد رمزا سياحيا وتاريخيا للمدينة يتوجب الحفاظ عليها واحياؤها وتأهيلها باستمرار حيث لا تزال هناك 17 ناعورة في مدينة حماة موزعة على امتداد مجرى نهر العاصي حسبما ذكره رئيس دائرة الحدائق والنواعير الذي قال: إن المجلس درج من خلال هذه الدائرة التابعة له على إجراء أعمال تأهيل جزئية أو كلية لناعورتين سنويا بما يضمن الحفاظ على هذه النواعير واستمرارية دورانها لما تحققه من استقطاب سياحي.