سيريانديز
تناول طلاب الدورة السابعة من ماجستير التأهيل والتخصص في ترميم المباني التاريخية وإعادة تأهيل المواقع الأثرية والطبيعية بجامعة دمشق في مشاريع تخرجهم النهائية 22 موقعا ومبنى أثريا في دمشق وعدد من المحافظات .
وتضمنت المشاريع التي ناقشها الطلاب على مدى يومين في مركز فخري البارودي بدمشق دراسات توثيقية حول هذه المواقع وخططا ومقترحات لإعادة تأهيلها وترميمها من أجل المحافظة عليها والاستفادة منها واستثمارها في المجال السياحي والثقافي.
وتمثل هذه المشاريع كما يقول الدكتور سلمان محمود عميد كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق في تصريح لسانا قصة نجاح وطنية يجب دعمها والاستفادة منها ولا سيما في ترميم المواقع والمباني الأثرية التي تضررت بسبب الإرهاب أو التي تداعت بفعل عوامل الطبيعة والزمن مبينا أن الطلاب اتبعوا في مشاريعهم خمس منهجيات علمية تضمنت تقديم دراسات تاريخية كاملة حول هذه المباني ودراسات لمواد الإنشاء والحالة الصحية لها ومن ثم نظريتهم في الترميم.
ولفت الدكتور محمود إلى أن المشاريع تركزت على عدد من المواقع والمنازل الأثرية بمنطقة ساروجة في دمشق وريفها وحلب القديمة واللاذقية وطرطوس وحمص القديمة وحماة والرقة وغيرها من المحافظات مؤكدا أهمية تبني هذه المشاريع من قبل الجهات المعنية وتطويرها ولا سيما المديرية العامة للآثار والمتاحف في وزارة الثقافة وكذلك وزارتا الأوقاف والإدارة المحلية.
وأشارت الطالبة المهندسة كريستين غاثا إلى أنها درست في مشروعها الشريحة الأثرية في منطقة ساروجة بدمشق وركزت على أهمية ترميم دار صدقي بما يمكن ربط المنطقة بحي العقيبة في دمشق القديمة.
وتحدثت الطالبة المهندسة إباء الشيخ عن مشروعها الذي ركز على قلعة يحمور الأثرية بمحافظة طرطوس حيث قدمت مقترحات من أجل إعادة تأهيلها لتصبح مركزا ثقافيا في البلدة معربة عن شكرها للأساتذة في المركز .
من جانبها ركزت الطالبة المهندسة خيرة محمد عيد في مشروعها على معبد كركلا في مدينة الضمير بريف دمشق من أجل إعادة تأهيله وترميمه ليكون متحفا لذاكرة المدينة إضافة إلى اقتراح تفعيل النبع الكبريتي في المدينة ليصبح مشفى علاجيا للأمراض الجلدية ما يسهم في تنشيط المنطقة سياحيا باعتبارها تقع على طريق دمشق تدمر.
ولفت الطالب المهندس غيث حسن الورعة إلى أنه قدم مشروعا حول توثيق وترميم الحمام الجديد في اللاذقية بما يضمن الحفاظ عليه وتجنيبه أعمال الهدم وتأمين سكن للأسر التي تقطن فيه.
وتضمن مشروع الطالبة المهندسة بشرى الصهيوني إعادة تأهيل وترميم المدرسة الزراعية في مدينة السلمية بمحافظة حماة لتصبح مركزا متطورا للأبحاث الزراعية ما ينعكس إيجابا على المساحات الزراعية الكبيرة في المنطقة مبينة أن هذه المدرسة تعد من أقدم المدارس الزراعية في الوطن العربي وجزء منها مهدد بالانهيار.
ومن جامعة حلب قالت الطالبة المهندسة رنا سكماني: إنها تناولت في مشروعها المدرسة الحلوية في مدينة حلب والتي كانت تمثل كاتدرائية حلب العظمى في الفترة البيزنطية وتشكل قيمة تاريخية مهمة على مستوى المدينة وسورية ككل لافتة إلى دور المركز في مرحلة إعادة الإعمار لإحياء المواقع التي تضررت جراء اعتداءات التنظيمات الإرهابية.
ويتبع مركز فخري البارودي لكلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق ويتم فيه تدريس ماجستيرات التأهيل الخاصة بالآثار والترميم ويشترط في المتقدم أن يكون حاصلا على درجة الإجازة في الهندسة المعمارية من إحدى الجامعات الحكومية السورية أو على درجة معادلة لها من كلية أو معهد عال معترف بهما من مجلس الجامعة وفق القواعد التي يضعها مجلس التعليم العالي.