سيريانديز
للحفاظ على الموروث الحرفي التقليدي كوجه من أوجه الهوية الثقافية السورية تتواصل الجهود لإحداث حاضنة دمر الحرفية والتراثية كمشروع تنموي متكامل يعد الأول من نوعه في سورية لتعليم هذه الحرف للشباب.
حاضنة دمر الحرفية التي تضم خيرة شيوخ كار هذه الحرف أحدثت بناء على بحث حائز جائزة الإبداع الوطني للحرفي لؤي شكو الذي يعمل حاليا مديرا تنفيذيا للحاضنة ويتم وضع اللمسات الأخيرة لتكون كتلتها الأولى جاهزة للعمل خلال شهر حسب تقدير شكو.
وتضم الحاضنة وفق شكو 36 حرفة تراثية من الأغباني والحرير والفسيفساء والفضة وجميع أنواع الحرف التقليدية و38 شيخ كار تم انتقاؤهم بهدف تخريج اياد ماهرة مؤهلة لضمان نقل الموروث التراثي السوري للأجيال القادمة.
وبين شكو أنه يوجد في الحاضنة اقسام منها المركز التجاري المخصص لتسويق المنتج الحرفي التراثي عالميا عن طريق المعارض الخارجية إضافة إلى مركز ابحاث لتطوير الابتكارات الحرفية عبر تزويد المخترعين بالمعلومات اللازمة لإكمال الجدوى الخاصة باختراعهم من مؤسسات ووزارات الدولة ثم ربطها بالاستثمار ورفد المدن الصناعية بعمالة مدربة مؤهلة.
الحرفي عدنان تنبكجي شيخ كار الفنون اليدوية التراثية والنحاسيات أشار إلى أن الحاضنة تعد مركزا تعليميا وتشهد إقبالا كبيرا لتعلم مختلف الحرف اليدوية التقليدية للحفاظ عليها من الاندثار وتطويرها عبر تبادل الخبرات مع دول أخرى من ضمنها ابخازيا ولبنان لافتا إلى أهمية المركز التجاري في الحاضنة لتسويق الحرف التراثية السورية.
خلدون المسوتي شيخ كار في حرفة الفسيفساء والروستيك والنحت ورئيس المكتب الاقتصادي في اتحاد حرفيي دمشق والمكتب الاقتصادي في مجلس شيوخ الكار المركزي لفت إلى الدور التنموي للحاضنة في توظيف طاقات جيل الشباب من خلال تعليمهم الحرف التراثية والتقليدية.
من جهته بين ياسر الشاوي شيخ كار في حرفة الفنون المعمارية من حماة أنه سيتم من خلال الحاضنة العمل على تعليم هذه الحرفة للأجيال القادمة لافتا إلى ما تحتويه حماة من حجارة وصخور يتم نحتها بأيدي خبراء لتشكيل الزخارف الإسلامية والنباتية.
والحاضنة الحرفية التي تم إحداثها في بناء معمل الزجاج القديم التابع لوزارة الصناعة تضم أيضا مركزا تدريبيا لجمعية “سوا” التعاونية الإنتاجية لمساعدة ذوي الشهداء ويبين رئيس مجلس إدارتها عبد المجيد هدلة أن مشروع مركز التدريب هو الأول من نوعه في سورية وسيطلق كتجربة تعاونية انتاجية مع مجموعة من الحرفيين والصناعيين بمجال خياطة الألبسة الجاهزة.
ولدى الجمعية بحسب هدلة 3 خطوط تدريب لتأهيل 50 عاملا في كل دفعة من أسر الشهداء لمدة 3 أشهر يمنح بعدها شهادة فإما أن يبقوا في الحاضنة على خطوط الإنتاج أو نساعدهم في تأمين آلات خياطة ليعملوا عليها في منازلهم وفي تسويق الإنتاج.