أطلق رجل الأعمال السوري وسيم القطان، رئيس غرفة تجارة ريف دمشق، فكرة ” من ذهب” مفادها أن تقوم غرف التجارة ورجال الأعمال بمبادرة لإعادة إحياء شركات و أصول القطاع العام المتوقفة، واستثمارها بما يسهم في إعادة زجّها في سياق المسارات التنموية للاقتصاد السوري، ثم وبذات الوقت تفعيل مبادرات قطاع الأعمال الخاص بما يحقق التشاركية المنشودة بين كافة القوى الاقتصادية باتجاه إيجاد مخارج لأزمة الاقتصاد السوري، على خلفيات الحرب.
طرح رجل الأعمال القطان جاء في مناسبته خلال اجتماع في مبنى رئاسة الوزراء بين الحكومة ورؤساء اتحادات الأعمال الخمسة، والذي كان مخصصاً لغرض إحياء وتحفيز مبادرات رجال الأعمال والمتمولين السورين لما يمكن تسميته ” الحراك الإنقاذي للاقتصاد السوري”.
والواقع أن القطان تفرّد بمبادرات طيبة وسخيّة لدعم التنمية، وبالذات في مجال إحياء الأصول المعطّلة العائدة بملكيتها للقطاع العام أو الأخرى الخاضعة لنزعات الاستثمار “الامتيازي” البعيد عن تحقيق العائدات المفترضة لصالح الدولة كمالك لهذه الأصول..والأمثلة قائمة وماثلة ليس أقلها إعادة استثمار مول قاسيون بمبالغ أضعاف أضعاف ما كانت عليه لدى المستثمر القديم، وكذلك مول المالكي ” ماسا” والأهم إعادة إحياء استثمار مجمع يلبغا، الذي كان علامة فارقة “بائسة” في قلب دمشق وشاهداً على ترهل إدارة الموارد.. وكذلك استثمار فندق الجلاء في منطقة المزة.
الاستثمارات التي حملت مجدداً بصمة رجل الأعمال القطان، كلّها من فئة ” ما فوق المليار ليرة” كعائد استثماري للدولة سنوياً..محققة من كل منشأة من هذه المنشآت، بالتالي الرجل عندما يعد يفي، وعندما يتكلّم يكون مسؤولاً عن كلامه، أي عندما يطرح استثمار الأصول المعطلة أو المتعثرة، يعني أن هناك دفع جديد من قبله للتنمية عبر استثمار أدوات القطاع العام، بـ”البور” والقوة الدافعة التي يمتلكها والتي هي كتلة مالية هائلة يبدو أن هذا الرجل قد ” نذرها” لاستحقاقات استثمار وطنية، تبدو البلاد في أحوج وا تكون لها اليوم.
وسيم القطان تحدث هذه المرة بلسان رئيس غرفة تجارة ريف دمشق، وبمسطرتها قياساً على غرف التجارة الأخرى، ولو أن الطرح أحرج بعض الحضور من رجال الأعمال ممن انكفؤوا ولم يعلقوا على الفكرة خلال الاجتماع، إلا أننا على يقين من أنه أطلق عبارته وهو واثق من نفسه و إمكاناته، دون أن يعوّل على نيات الآخرين من قطاع الأعمال، التي بدا بعضها فاتراً إلى حد كبير وبشكل مريب بالفعل.
أحد الحضور علّق هامساً ” كم سنكون بخير في هذا البلد الجريح لو أنصفته الأقدار بالمزيد من أمثال هذا الرحل”..القطّان بات ميزة ونموذج لرجل الأعمال الناجح الذي يفضل العمل بصمت بعيداً عن الأضواء، التي طالما كانت مقصودة لذاتها ، لدى نظرائه الكثيرين، ممن يتلطون للوصول إلى دائرة الضوء بأقوالهم لا بأعمالهم، فغدوا رجال أقوال لا رجال أعمال.