هني الحمدان
تصريحات متوالية على كل الصعد, بعضها يستحق الشكر لشفافية الطرح, وبعضها يخلو من أي دسم, بمعنى؛ «كلام بكلام» .. فالمتابع لتأكيدات وزارة النقل وعلى مدار سنوات سابقة يلحظ العجب العجاب, ليس فقط لكثرة تصريحات مسؤوليها, بل لافتقارها إلى مقومات وأساسات التنفيذ الواجب اتباعها لرؤية مشاريع أو خدمات تنسجم مع روح وفلسفة برامج وأهداف مغازيها..!
مثل هذه الحالات «الإعلانية» التي اتبعتها أجهزة الوزارة وبرعت في الترويج لها عبر أساليب وفنون شتى, ترضي طموح وغرائز مطلقها لعل في نشرها وبثها للمواطنين تترك أثراً إيجابياً بغض النظر عن حيز التطبيق الحقيقي, وباختصار، يمكن تسميتها أو يطلق عليها بأنها سيئة وأشبه ما تكون بقصص الأفلام السينمائية..!
ليس القصد الإساءة إلى ما تذهب به أجهزة الوزارة ومؤسساتها ومستشاريها, ولا شك في أن هناك جوانب إيجابية من جراء بذل جهود وأعمال مضنية قامت بها كوادر مختصة, نتجت عنها خدمات مقبولة نوعاً ما, ولكن على الغرار من ذلك هناك منغصات وهناك حالات قصور وإهمال واضحة ولا تستدعي الكثير من الوقت لفك طلاسمها, ومرت عليها الوزارة ومسؤولوها مرور الكرام, بل تجاهلتها وربما تناستها نهائياً..!
تناست الوزارة تماماً فوات المنفعة والهدر الذي حصل مع مستثمر من القطاع الخاص لشراء طائرة لمصلحة السورية, ولم تحاسب المسبب و«طنشت».. ولم تراجع تصريحاتها عن النهوض بأسطول الطيران, وبقيت بؤرة للف والتسويف, أما حال الطرقات التي تتغنى في وضعها ليل نهار, فهي ليست بتلك الصورة البراقة التي وصفتها بها, والشواهد حاضرة, وما على المختصين في الوزارة سوى إجراء جولة في سيارات من الدرجة العاشرة لرؤية الواقع على حقيقته بعيداً عن عين التصريحات الإعلامية..!
إن إلقاء نظرة عابرة على أهداف وخطط مؤسسات الوزارة وإجراء مقارنة بما يحدث على أرض الواقع تكشف مباشرة مدى التناقض العجيب بين ما يتم الترويج له إعلامياً على الورق المصقول ونشرات الإعلام الإلكتروني وبين ما يفضحه الواقع المعيش..!
التعود على استعراض الإنجازات والتغني بها عامل هدّام ولا يبشر بأي تطور, ألم يحن الوقت للاستفاقة ورؤية الأمور على سجيتها وتفاصيلها المفضوحة..؟!