سيريانديز – مجد عبيسي
في وقت طرحت فيه شركات التطوير العقاري السكن الترفيهي في وقت حاجة 80% من الطبقة المتوسطة لتملك سكن اجتماعي، وجدنا ضالتنا في جناح مؤسسة مكة للمقاولات والتي هي جزء من مجموعة مكة العقارية للاستثمارات، والتي بدأت منذ عام 2006 في السوق السورية بنهج المساكن الشعبية. التقينا ماهر مرهج مدير مؤسسة مكة للمقاولات، والذي أكد أنه بعد مرور أكثر من 11 عاماً على قانون التطوير العقاري، للأسف لا يوجد شركات تستهدف هذه الشريحة من المواطنين، والتي تمثل نحو 80% من الشعب السوري ذوي الدخل المحدود، واقتصرت خدمة هذه الطبقة على جهود المؤسسة العامة للإسكان وعدد قليل من الجمعيات السكنية التي تعاني من عدم وجود أراضي رخيصة تخدم هذه المشروعات الاجتماعية.
كانت استراتيجية مؤسسة مكة بالاتجاه نحو المناطق البعيدة التي تكون فيها أسعار الأراضي رخيصة لتأمين سكن مقبول للطبقة المتوسطة، فطرحت –رغم الغلاء- شقق بالتقسيط بدفعة أولة بدءاً من 800 ألف والأقساط الشهرية بين 50-100 ألف ليرة سورية، ليصل سعر الشقة إلى 10 مليون ليرة بالتقسيط لخمسة سنوات. والجديد من شركة مكة اليوم أنها طرحت فكرة السكن المكسي بالتقسيط، وهذه الخطوة جاءت وليدة المرحلة حيث معظم المواطنين يسكنون اليوم بالآجار، فأفضل من أن يدفع 150 ألف آجار، يدفعها قسط شقته المكسية التي هي ملك له، ويمتلكها خلال سنتين فقط ويدفع باقي الأقساط لخمس سنوات. فتم طرح نحو 112 شقة تسلم مكسية كسوة ممتازة، في ريف دمشق كتجربة أولى، ومنتشرة في مناطق وادي بردى بمشروع ضاحية مكة، لتكون ضواحي صغيرة أقلها عشرة مباني مخدمة كمنطقة سكنية مناسبة.
وكانت هناك تجارب بسيطة في الساحل السوري، وهناك دراسة لمشروعات مماثلة في حماه والسويداء وطرطوس. وكلما كان سعر الأرض أرخص كانت أسعار الشقق أرخص. وتساءل مرهج عن عدم تعاون البنوك والمصارف مع شركات التطوير العقاري بمنح قروض للمكتتبين، لتدوير رؤوس الأموال الجامدة ولتخفيف العبء عن المواطنين محدودي الدخل.. متمنياً من القطاع المصرفي تمويل المكتتبين بقروض، مبدياً استعداد مؤسسة مكي التعاون مع أي مصرف يمنح القروض مقابل أن ينخفض القسط على المواطن بطريقة مقبولة.