بورصات وأسواق- منزل إسماعيل - مجدولين صبح
دائماً يشكلُ شهرَ أيلول القادم عبئاً على المواطن السوري، فهو شهرُ المؤونة "المكدوس والملوخية والمعقود" يضاف إليها مصاريف المدارس والمازوت وغيرها من الاحتياجات التي تتطلب مبلغاً يصلُ لحدودِ الـ 300 ألف ليرة، والسؤالُ من أين سيأتي والراتب لا يتجاوز الـ 50 ألف لغالبية الموظفين؟!
"بورصات وأسواق" جالت في الأسواق واستطلعت آراء الناس فماذا قالوا:
لو أنَّ المدرسةُ تتأجل!
" أم محمد " تمنّت لو يتم تأجيل المدارس للشهر العاشر حتى يتسنى لها الاحتيال على راتبها وراتب زوجها لتموين المكدوس والملوخية، وقالت "ضربتين عالراس بيوجعو" وقالت: المونة مكلفة ولوازم المدارس الأكثر عبئاً ، علماً أنني أشتري نوع ثاني أو ثالث من المستلزمات.
أما أبو احمد فقال والحزن بادٍ على وجهه: أحتاج لأكثر من 200 ألف ليرة ما بين ثياب للمدرسة وقرطاسية وأجرة باص الروضة عدا عن تكاليف المونة "الله يكون بالعون".
ما يزيدُ الطين بلّة!
والواقع مختلفٌ لدى أم يوسف التي تستأجر بيتاً بخمسين ألف، وتحتاج لـ 60 ألفاً لمستلزمات المدرسة عدا عن مصاريف الشهر الأخرى التي لا يمكن الاستغناء عنها ،فلم نشتري طعام أو شراب ولا مصاريف دواء أو أي شيء أخر .
أبو عمار الذي كان غاضباَ جداً عندما التقيناه متسائلاً: من أين نأتي "بالمصاري" ارحمونا .. أين المراقبة على الأسعار .. هل يعقل أن حقيبة المدرسة المتوسطة الجودة بـ 10000 ليرة؟!!، هل يريدون أن لا نرسل أبنائنا للمدارس أو أن نصوم طوال العام .. الوضع لا يحتمل والراتب "مهدود" حيله، فهو ينفذ في الأيام الخمسة الأولى وبعدها "من مال الله يا محسنين".
"العينُ بصيرةٌ واليدُ قصيرةٌ"
ووقفت أم خالد حزينةً وهي تنظر إلى أسعار الألبسة المدرسية والحقائب والأحذية المعلّقة على واجهات المحال ولسان حالها يقول "العين بصيرة واليد قصيرة".
طبعاً هذه أمثلة لشريحة من ذوي الدخل المحدود وهم على أبواب شهر المونة والمدارس، فكيف لمن هو غير موظف ولا دخلٌ ثابتٌ عنده، وبيته بالأجرة!.
اضطرَ لبيعِ جوالهِ!
العم أبو خليل /موظف/ وهو رب أسرةٍ تتكون من أربعة أبناء وزوجته موظفة أيضاً قال: اضطررت لبيع هاتفي النقال وإلغاء المونة من أجل تأمين مستلزمات المدارس ومن نوعية متوسطة " المهم مشينا حالنا والله يعينا على بقية الشهر".
وإذا استطاع أبو خالد أن "يمشي حاله" كما قال، فماذا عن أبا محمود وهو ربٌّ لأسرةٍ مكونة من سبعة أولاد كلهم في المدارس والجامعات وزوجته غير موظفة، وحسب حساباته فهو يحتاج لـ 100 ألف ليرة لزوم مستلزمات المدارس من قرطاسية وألبسة، ومن ضمنها مستلزمات أولاده في الجامعة!.
أرقامٌ ناريةٌ!!
سجلت أسعار القرطاسية في الأحياء الشعبية الأرقام التالية:
سعر الدفتر الصغير "50 ورقة" بـ 200 ليرة والوسط بـ 450 و الكبير بـ 800 ليرة سورية وعلبة الألوان تبدأ بسعر 200 ليرة حتى تصل لـ 1000 ليرة حسب النوع والعدد والجودة وأما الأقلام فهي مختلفة حسب النوع والجودة، وتبدأ من سعر 100 ليرة ، أما حقائب المدارس، فأسعارها كاوية فهي تبدأ من سعر3500 ليرة حتى تصل لـ 15 ألف ليرة سورية !!.
وبينما أسعار ثياب المدراس كانت شيئاً آخراً تختلف حسب القماش و الجودة و الموضة للثياب، حيث للباس طلاب المرحلة الابتدائية بلغت النوعية الجيدة 4500 ليرة و الأقل جودة بين 3000 ليرة ، فيما ثياب المرحلة الإعدادية القميص والبنطلون بـ 9000 ليرة فقط بدون السترة مع البنطلون بـ 13 ألف ليرة سورية وسعر الثياب الثانوية نفس الشيء والحذاء المدرسي تراوح ما بين 3500 ليصل إلى 8000 ألف ليرة حسب النوع و الجودة.
أما أسعار مواد المونة فهي الأخرى أكثر غلاءً، حيث وصل كيلو الملوخية البلدي لـ 600 ليرة، وأسعار الباذنجان ما بين 150 -200 والفليفلة الحمراء وصلت لـ 300 ليرة والجوز ما بين 5000-7500 ليرة، وفي سؤالٍ للباعة قالوا الناس تطلب النوع الثاني المناسب لجيوبها وتنفر من الأسعار الغالية!.
البسطاتُ هي الحل
لاحظنا ونحن نتجول في الأسواق أن هناك تهافت على البسطات التي تبيع القرطاسية بأسعار رخيصة مقارنةً بأسعار المكتبات، وبالرغم من أن نوعيتها رديئة لكن برأي أبو سارة هي مقبولة ويمكن أن تفي بالغرض "حتى الله يفرجها" حسب قول الكثيرين.
رأي: كان من المستحسن تقديم منحة مالية أو عينية لكل أسرة عندها أكثر من تلميذين أو طالبين في المدرسة، فالواضح أن الأسعار ملتهبة ولا مراعاة لظروف الأسر الفقيرة!!.