• غسان فطوم
قلناها مراراً وتكراراً أن المؤتمرات وورش العمل لا يمكن أن تحل مشاكلنا الاقتصادية أو في أي مجال آخر طالما الأفكار النظرية تبقى حبراً على ورق، أي مجرد استعراض إعلامي يقول للقارئ والسامع والمشاهد "شوفونا عم نشتغل".
بهذا الخصوص لفتني ما خرج به مؤتمر «التمويل المصرفي صمام أمان الانتعاش الاقتصادي» الذي نظمته وزارة المالية بحضورِ حشدٍ من المستثمرين ورجال الأعمال والعديد من الخبراء والمختصين في مجال المال والمصارف والتأمين من القطاعين العام والخاص.
التوصيات كما في كل مرة ركزت على مطالب عديدة "طلع على لسانا الشعر" ونحن نطالب فيها عبر وسائل الإعلام الوطني، لكن لا حياة لمن تنادي، والسؤال الذي يطرحُ نفسه ما جدوى ما يقال في أروقة المؤتمرات وخلال جلساتها إن كانت النتائج أو التوصيات المعدة مسبقاً بمجلد أنيق ستوضع على الرفوف؟!!.
كم مرة سمعنا بالمطالبة بتطوير التشريعات المالية والمصرفية بما يضمن تعزيز الشفافية والمرونة لتشجيع الاستثمار؟، وكم مرة دعت المؤتمرات وورش العمل والندوات ووسائل الإعلام إلى استكمال إجراءات استصدار قانون الاستثمار الجديد وإصدار قانون حديث لإدارة المصارف العامة وتعديل قانون تسوية القروض المتعثرة؟!.
وكم مرة ومرة طالبت المؤتمرات بدعم تمويل المشاريع المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بإجراءاتٍ ميسّرة بالتأسيس والتمويل، لرواد الأعمال الشباب، بل للشباب بشكل عام، لكن هل حدثَ أي إجراء يفتح بابَ أملٍ لشبابٍ كاد أن يتخلى عن أحلامهِ وطموحاتهِ المشروعة؟!
آه .. ما أكثر "الكمّات" وما أقل "الهمّات" المثقلة بترهلٍ إداريٍّ وبنوعٍ من اللامبالاة المستفزة التي تكاد تكون قاسم مشترك لأداءِ عددٍ كبيرٍ من المؤسسات!
يا أصحاب الشأن الاقتصادي .. المشكلات والعثرات معروفة ومكشوفة ولا تحتاج لمؤتمر أن يفصح عنها، بل تحتاج لإرادة قوية وإدارة ناجحة وخطط عمل على الأرض فالمرحلة حرجة ولا تحتاج للتجريب، بقدر ما تحتاج للعمل الجاد الذي يحرق مراحل كثيرة في مرحلة إعادة الإعمار التي نريد لها أن تنطلق بعيداً عن الاستعراض الكلامي والفساد الإداري والمالي!.