سيريانديز- منزل اسماعيل
"الجودة في خدمة التنمية المستدامة – بيئة الاستثمار"، هو العنوان الذي اختارته الجمعية العلمية السورية للجودة لندوتها التي عقدتها في مكتبة الأسد الوطنية بمناسبة اليوم الوطني للجودة، وبحضور وزيرة الدولة لشؤون المنظمات الدكتورة سلوى عبد الله.
و أكدت الوزيرة عبدالله أهمية تطبيق مفاهيم الجودة وتفعيل دورها في تحقيق البعد الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للتنمية المستدامة، مشيرة إلى مناقشة الحكومة مؤخراً "للبرنامج الوطني لسورية ما بعد الحرب"، ابتداءً من مرحلة الاستجابة للاحتياجات، مروراً بمرحلة الانتعاش والتعامل معها وصولاً إلى استدامة التنمية، لافتةً إلى أنه في حال تمت الموافقة والمصادقة على هذا البرنامج وفي حال تم وضع مشاريعه وبرامجه التنفيذية وتم الالتزام به من جميع المؤسسات والإدارات، عندها، يمكن القول إنه قد لا تكون هناك صعوبات في تجاوز ما تعرضت له سورية خلال الثماني سنوات الماضية.
و لفتت "إلى أنه إذا كان الاستثمار في الجودة هو استثمار في المستقبل، فإن جودة الاستثمار وبيئة الاستثمار المناسبة هي التي ستدعم النمو والتنمية المستدامة وبالتالي ستدعم المستقبل، مؤكدة أهمية خلق تشاركية في الهدف والمصلحة و ايجاد ثقة متبادلة بين معطياتنا ومكونات أي مشروع استثماري أو خدمي أو ثقافي، وبين توجهات الدولة كإطار جامع لكل هذا، وضرورة اتساق نتائج هذه المشاريع مع متطلبات الدولة .
من جانبه، أشار رئيس الجمعية العلمية السورية للجودة هشام كحيل إلى أن رفع الجمعية شعار "الجودة في خدمة التنمية المستدامة – بيئة الاستثمار" يأتي في إطار السعي لخلق بيئة استثمار تعيد لسورية ألقها من خلال إيجاد التوازن بين الاقتصاد واحتياجات المجتمع والحفاظ على البيئة، وخلق بيئة استثمار ذات طبيعة مستدامة يتم من خلال تأطيرها بمعايير عالمية في الجودة.
ولفت المستشار كحيل إلى تركيز الجمعية عملها هذا العام على محور أساسي هو "فساد الجودة"، وهو ما تعنى به المواصفة (3701) ، حيث تتبنّى هذه المواصفة مبادئ المسؤولية المجتمعية لكافة المرافق الحكومية وغير الحكومية المتمثلة بالشفافية واحترام سيادة القانون الصادرة عن منظمة "ايزو" والمعتمدة من الامم المتحدة، مؤكداً أن تطبيق هذه المواصفة تحتاج إلى استراتيجية وطنية، تعتمد على توفر الإرادة الجادة في تعزيز منظومة مكافحة الفساد، وترسيخ مبادئ النزاهة على المستويين الشخصي والمؤسساتي، وتطبيق الشفافية والمساءلة، بالإضافة إلى سيادة القانون واستقلال القضاء و المشاركة المجتمعية .
وختم رئيس الجمعية بالقول: "إن من يبتعد عن الجودة خطوة، يقترب من الفساد خطوة"، مشيراً إلى أن الجودة تبدأ بجودة التفكير ولا تأتي صدفة وهي خيار، والمهم ليس أين نحن الآن؟ المهم إلى أين نتجه.
يشار إلى أن الجمعية العلمية السورية للجودة هي منظمة أهلية غير ربحية تأسست عام 2004 في مدينة دمشق بمبادة من المختصين في مجال الجودة، وتهدف إلى نشر ثقافة الجودة وتوطين علومها وأساليبها في سورية، وتنطلق من رؤية وتبادل الخبرات في هذا الشأن.