كتب: مجد عبيسي
نشرات الأسعار.. وملاحق نشرات الأسعار الصادرة عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، هل هي تحمي المستهلك فعلاً؟!.. وهل توقيتها يتناسب مع البرتوكول الاقتصادي، في ظل سعر صرف متخبط؟!
إن استصدار نشرات سعرية ترفع من قيمة السلع في هذه الفترة يثير بعض التحفظات، وخصوصا مع الحملات المستمرة لدعم الليرة، والجهود المشتركة على قدم وساق لكبح جماح الأسعار، ، وتوحي ضمنيا بالإذعان بانخفاض قيمة العملية، وتنافي التصريحات الحكومية بوهمية السوق السوداء، وتحمل المواطن أعباء قوننة هذه الارتفاعات، إذ تقطع عليه درب شكوى الغلاء للتموين.. وهو الذي لم يفرح بعد بمكرمة الزيادة!!.. علماً أنه -لمن لا يعلم- فقد اقتطع نصفها كضرائب بالنسبة للشرائح العليا!!
كيف يمكن أن نستوعب اليوم فوضى هذه التقاطعات؟!..، فالحملات التموينية محدودة التأثير، وحملات وطنية لدعم الليرة، مع مضاربات من أعداء الداخل لم تتمكن الجهات الحكومية من ضبطها طيلة 9 سنوات، وأخيرا نشرات سعرية توافق أهواء التجار!!
نعم، توافق أهواء التجار..
وفق آخر النشرات.. فإن سعر كيلو السكر معبأ375
كيلو ارز حبة مصري 425 معبأ
لتر زيت دوار الشمس 950 ليرة.
ووفق مصار للأسعار العالمية.. فإن سعر كغ الارز من المصدر 208 ليرة
سعر كغ السكر من مصدره155ليرة سورية
سعر كيلو زيت دوار شمس اوكراني من المصدر 350 ليرة سورية.
وقد اعتمد المصدر سعر صرف الدولار ب438 حسب دعم المصرف المركزي للمستوردات بالدولار، يضاف عليها اجور النقل وربح المستورد ورسوم الجمارك.. أي لا يوجد مبرر لتسعير تلك المواد كما سعرتها التموين محاباة للتجار !!
والدليل كغ الارز في السورية للتجارة 325 ولتر الزيت 750 وكيلو السكر الاسمر 230 والابيض 250 ليرة.
وتم تحديد سعر المتة 250غ ب 600 ليرة!!
علما أن المتة ليست من المواد الممولة كمستوردات، ولكن كما اوضحت مصادر حكومية، فإن هذا التسعير هو أفضل الخيارات المتاحة، إذ أن الرفع المرشد لسعر هذه المادة أفضل من فقدانها من الأسواق.
الحقيقة أننا بتنا يا سادة نسير في الضباب، فهل جميع ما تقوم به الحكومة من جهود هو إيجابي وصحيح؟ ونحن نعاني من النتائج بغلاء متصاعد، وأزمات بالطاقة والغاز والمحروقات تضربنا بنفس التوقيت من كل عام؟!
حقيقةً.. نحن لسنا بحاجة إلى نشرات يصادق عليها التجار، ويعلنوا التزامهم بها لأنها جاءت على أهواءهم، والعدالة أن تكون النشرات من طرف متوسطي ومحدودي الدخل، فالمرتبات لم تعد تحتمل أي رفع. ونعلم أن الحكومة منتقاة من الشعب لتسيير أمور الشعب ورعايته.. وعلى الشعب احترامها "لقراراتها" التي يجب أن يستشعر أنها تصب في صالحه..
ولكن نخشى ما نخشاه العادات الجاهلية، حين كانوا يعبدوا آلهة من التمر، فإن جاعوا.. أكلوها.. ودمتم.