سيريانديز
برعاية السيدة أسماء الأسد انطلقت صباح اليوم اختبارات التصفيات النهائية للأولمبياد العلمي السوري لعام 2019-2020 بمشاركة 411 طالباً وطالبة من نخبة مواهب التميز العلمي في مختلف المحافظات.
وتتضمن التصفيات النهائية التي تقام تحت عنوان “التميز مسؤولية.. أنت قدها” جولتين من الاختبارات على مدى يومين مدة كل واحدة أربع ساعات متواصلة حيث تجرى اختبارات مواد “الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء” في فندق إيبلا بدمشق بينما تجرى اختبارات مادة المعلوماتية في كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة دمشق وذلك لاختيار أعضاء الفرق الوطنية التي ستشارك في مسابقات الأولمبياد الدولية والعالمية العام القادم.
وتشمل الاختبارات إضافة إلى طلاب الصف الأول الثانوي المتأهلين من الموسم الحالي الطلاب القدامى من أعضاء الفرق الوطنية للأولمبياد خلال السنوات السابقة واليافعين العشرة الأوائل ممن فازوا بالماراثون البرمجي للأطفال واليافعين لعام 2019 حيث تم وضع نماذج الأسئلة من قبل اللجان العلمية المركزية للأولمبياد العلمي السوري التي تضم نخبة من الكفاءات التدريسية والبحثية في التعليم العالي بسورية.
وفور انتهاء الاختبارات تصحح اللجان العلمية أوراق الإجابات وتؤخذ محصلة علامتي الجولتين وبموجبها يحسب الترتيب النهائي للعلامات وترتيب المشاركين مع الأخذ بعين الاعتبار أن الاختبارات النهائية مماثلة لاختبارات مسابقات الأولمبياد العالمية من حيث التنظيم والمحتوى والمستوى العلمي.
وخلال مواكبة وكالة سانا للاختبارات لفتت نبوغ ياسين مديرة الأولمبياد العلمي السوري في هيئة التميز والإبداع إلى المنافسة القوية التي شهدتها مختلف مراحل الأولمبياد والمستوى العلمي الذي وصل إليه الطلاب المشاركون سواء كانوا مستجدين أم قدامى مؤكدة أن الأولمبياد منذ انطلاقته أثبت أنه مشروع متطور في مساره لبناء منهجيات وطرائق جديدة في التفكير وتطوير مهارات التعلم الذاتي والبحث وإزكاء روح التنافس الإيجابي ونقل المعرفة بين الأجيال.
الدكتور عبد القادر عبادي رئيس اللجنة العلمية المركزية لمادة علم الأحياء في الأولمبياد العلمي السوري رأى أن الأولمبياد منافسة فريدة تحتاج إلى نوع معين من التفكير حيث يتحدى فيها الطلاب ذاتهم ليتعرفوا على قدراتهم الحقيقية في المواد العلمية الأساسية بعيداً عن كل ما هو سائد وتقليدي في المدارس مؤكداً أن الطلاب الذين يخوضون اختبارات الأولمبياد تتغير طريقة معالجتهم للأمور وكذلك إمكانية تحصيلهم مجموع درجات أكثر في الصف الثالث الثانوي.
وأشارت الدكتورة يمن الأتاسي رئيسة اللجنة العلمية المركزية لمادة الكيمياء في الأولمبياد العلمي السوري إلى أن أسئلة المادة تضمنت نوعين مختلفين الأول للطلاب الجدد والثاني معياري للطلاب القدامى لقياس مستوى تطورهم معتبرة أن ارتفاع المستوى العلمي للأسئلة وصعوبتها في الاختبارات الحالية غايته معرفة كيف يفكر الطالب وكيف يعالج المشكلات التي تواجهه إضافة إلى كيفية استثمار ذخيرته العلمية وتعزيز روح المبادرة لديه ليتابع ويقرأ الكثير من المراجع العلمية للوصول إلى هدفه بمحاكمة منطقية وفكر ناقد.
كما لفت عدد من الطلاب المشاركين إلى أهمية الاختبارات لجهة قياس مهاراتهم وتنمية مواهبهم العلمية في الاختصاصات التي يحبونها لتحقيق طموحهم في تمثيل بلدهم ضمن أهم المحافل العلمية العالمية والدولية حيث قال الطالب معين فادي حنا من محافظة حمص إنه يشارك بمادة الرياضيات وإن مستوى الأسئلة متقدم جدا يتطلب قدرة كبيرة على التفكير والتحليل بينما قالت الطالبة ريم وسوف من محافظة طرطوس مشاركة بمادة الرياضيات أيضاً إن الأسئلة تراوحت بين السهولة والصعوبة وإن الأولمبياد شكل فرصة مهمة ساهمت في امتلاكها خبرات ومهارات علمية جديدة.
ومن محافظة السويداء أشارت الطالبة نايا سيف إلى أنها تشارك بمادة الكيمياء وأن الأسئلة كانت مركزة ودقيقة وشاملة لمحاور وأساسيات الكيمياء ولا سيما فيما يتعلق بالحموض والمعايرة معتبرة أن الأولمبياد تجربة مفيدة لتحقيق الذات والتميز والتعرف على أصدقاء جدد.
ومن محافظة حلب لفت الطالب محمد نور زكريا جاسم مشارك بمادة الكيمياء إلى أهمية التدريب الذي تلقاه خلال فترة التحضير للاختبارات واطلاعه على مراجع باللغة الإنكليزية معتبراً أن الكيمياء اختصاص مهم للمستقبل وأساسي في الكليات الطبية بينما أشارت الطالبة فاطمة حسون من محافظة اللاذقية إلى أنها تشارك بمادة الفيزياء وأن الأولمبياد منافسة علمية تعطي الطالب الثقة بالنفس وأنها تطمح إلى إحراز ميداليات في مسابقات الأولمبياد العالمية وأن تصبح أستاذة جامعية مستقبلاً.
ومن الطلاب القدامى الطالب مالك الغرير من محافظة طرطوس مشارك بمادة الفيزياء اعتبر أن الأولمبياد فرصة لتحقيق التميز وتجربة ممتعة ومفيدة علمياً واجتماعياً وبين أن الأسئلة شملت محاور الميكانيك والكهرباء وأن أجواء الاختبارات كانت مريحة.
وأوضح الطالب علي محمد الرياحي منسق الأولمبياد العلمي السوري في اللاذقية عضو الفريق الوطني بمادة الفيزياء لعام 2013 أنه يشارك في الأولمبياد الحالي ضمن اللجان التنظيمية لتعليم الطلاب الجدد كيفية التعامل مع الامتحان والتخفيف من توترهم وتقديم النصائح لهم في هذا المجال مؤكدا أن الأولمبياد حالة مميزة ولها انعكاس إيجابي على مختلف أنحاء شخصية الطالب الاجتماعية والعلمية.
وكانت منافسات الأولمبياد العلمي السوري لموسم 2019-2020 انطلقت على مستوى المدارس في الرابع عشر من شهر تشرين الأول الماضي بمشاركة أكثر من 75 ألف طالب وطالبة من طلاب وطالبات الصف الأول الثانوي من مختلف المحافظات وتواصلت بعدها على مستوى المناطق ثم على مستوى المحافظات وصولاً إلى المرحلة النهائية الحالية.
يذكر أن فرق الأولمبياد العلمي السوري حققت 39 إنجازاً في المنافسات الدولية والعالمية لعام 2019 توزعت بين ميداليات فضية وبرونزية وشهادات تقدير.