متابعة سيريانديز
كتب عبد الباسط ملوك على صفحته الشخصية عبارة: تعلموا الدروس من الصين، حكومةً وشعباً....
وشرح في منشور مطول كيف قامت حكومة الصين بخطوات أدهشت العالم مرة أخرى حين ظهر فيها الوباء كورونا، فقامت من خلال سلوكها ونجاحها في ضبط سلوك مليار ونصف مليار مواطن بكل يسر من خلال الحكم الرشيد والإيمان بالعلم.
ووصف مللوك الشعب الصيني بأنه شعب صامت وهادئ ويواجه المشاكل بالحلول والأبحاث العلمية وليس بالصراخ والمقالات والبرامج الفضائية التي تملأ الدنيا صخباً وجنوناً دون فائدة.. ويفهم القارئ بأن الكلام للكنة، لتسمع الجارة!!
ويتابع في منشوره:
تم حظر التجوال في العديد من المدن (أقل هذه المدن عدداً تصل نحو 12 مليون نسمة). وعلى الفور ألتزم الصينيون بالاوامر وأغلقت المطارات وتوقفت السيارات وألتزموا شققهم وبناياتهم وأغلقوا النوافذ وقد أعدوا طعاماً يكفي لأسبوعين.
لم نسمع عن معارضة صينية تستغل الوباء وتخرج للصراخ والنعيق وتحرّض السكان على خرق حظر التجوال.
في غضون أيام قلائل أقام الصينيون أكبر مستشفى على بعد 9 كم من أول تجمع سكني وتم تجهيز المشفى بالمعدات والمختبرات والأطباء وطواقم التمريض.
بدأ العلماء الصينيون فوراً على إيجاد علاج ولم ينتظروا منظمة الصحة العالمية أن ترسل لهم العلاج.
الحكومة الصينية كانت صادقة في كل كلمة، ولم تتعامل مع الأمر على أنه سراً عسكرياً، وبشهادة جميع المنظمات الدولية أن الصينيين شعب صادق ولا يخلط بين الكوارث والمواقف الإنسانية مثلما يفعل البيت الابيض.
المدن والتجمعات السكانية تنقسم الى أحياء، وكل حي من هذه الاحياء يتكون من عدة ملايين من السكان وله مسؤول مباشر ، ويستطيع السكان الاتصال بمكتب الحي 24 ساعة في اليوم والحصول على أي خدمة يحتاجونها من دون واسطة ومن دون أن يضطر المواطن الصيني أن يقول أنا فلان، أو قريب فلان، أو أنه من هذا الحزب، أو ذاك، وفي حال وجود أي تقصير يتم تقديم مسؤول الحي للمحاكمة وقد تصل العقوبة الى الاعدام.
من لا يجد طعاماً في منزله خلال حظر التجوال يتصل بمكتب الحي فتقوم شركة التوصيل الحكومية بإرسال الطعام المناسب، للعائلة ما يكفي لمدة أسبوعين، ويقوم عمال التوصيل بقرع الجرس وترك الطعام أمام الباب والمغادرة، وتأخذ الاسرة طعامها مجاناً، دون أن تضطر للشرح، أو التفسير، أو أن يقسم رب المزل مئات الأيمان الغليظة، أنه لا يملك الطعام.
"فالأساس هو السلوك الصادق ومن يثبت العبث والسلوك العشوائي في مثل هذه الحالات ينل عقاباً لا يمكن أن يتخيله".
أصحاب المركبات والمسافرين لا يحاولون إختراق حظر التجول والبحث عن طرق التفافية. ولا تجد في الشوارع غير المتطوّعين ". الذين تطوّعوا بأرواحهم لنجدة المجتمع، أطباء تطوّعوا وممرضات وباحثين وباحثات يطلبون الإذن من لجنة الحي للخروج وإنقاذ وطنهم وشعبهم.
"لا يوجد من يشكك بالرواية الرسمية في مثل هذه الحالات، وينصت أهل الصين بكل ثقة للتوجيهات الطبية، ولن تجد صيني يهرب الى قناة فضائية مجاورة ويسرد رواية مختلفة، بل عمل الاعلام الصيني كخلية نحل من أجل إنقاذ الصين والبشرية من هذا الوباء".
ويوضح مللوك في منشوره أن سلوك الصين كدولة وحكومة وشعب ولجنة حي ومواطن ينسجم مع غاية واحدة وراقية، وهي( وقف الوباء وإنقاذ الارواح )، وحين حاولت دول مغرورة تعتقد نفسها أفضل من الصين طلب إجلاء رعاياها فوراً ومغادرة الصين. لم تنظر الصين في طلب هذه الدول على انه تشويه سمعة، أو مضاعفة البلاء، بل أستجابت فوراً.
وبدلاً من أن تسارع أمريكا لارسال علمائها الى الصين فوراً، فقد طلبت أمريكا إجلاء عشرات الدبلوماسيين الأمريكان من الصين، وهي خطوة غبية قد تنقل الفيروس الى القارة الامريكية كلها.
الصين خسرت مئات الأرواح ومئات مليارات الدولارات في هذه الكارثة، ولم نسمع رئيس الصين، أو المخابرات الصينية، أو الجيش والأمن يتحدثون عن مؤامرة، أو عن تقارير سرية لإستهداف الصين، مع ان الاحتمال وارد. بل شاهدنا كيف بادر الصينيون الى البحث عن علاج.
وأخيراً فقد عاد للدراسة أكثر من 200 مليون طالب صيني ليستكملوا دراستهم ليس في مدارسهم وإنما من خلال هواتفهم وحواسيبهم اللوحية، وهم في بيوتهم من خلال تلقي الدروس الذي ترسله المدارس من خلال النت، ليثبتوا للعالم ان التعليم والعلم شيء مهم، لا يمكن الاستغناء عنه مهما كانت الظروف ...
ويختم:
هذا هو ما يسمى علم وفن إدارة الأزمات