سيريانديز – آية قحف
فرضت تداعيات "كورونا" نفسها على الجميع ، لتغدو كل خدمة تقدم حاليا مرتبطة بالظرف الطارئ الذي تشهده البلاد ، حيث ان القطاعات على اختلافها بما فيها النقابات ومجلس الشعب تأثروا بالجائحة واتخذوا إجراءاتهم للتكيف مع الواقع .
ومن هنا ، أوضح عضو مجلس الشعب الدكتور صفوان قربي عبر برنامج الرأي العام الذي يقدمه الزميل جعفر أحمد على قناة لنا، أن أزمة كورونا أتت في مرحلة لم يكن هناك اجتماعات أو دورة برلمانية للمجلس ، إذ إن أي اجتماع في هذه المرحلة أمامه عائق صحي نتيجة لعدد أعضاء مجلس الشعب الكبير.
واضاف: كان هناك مطالبات بإقامة دورة استثنائية للمجلس لمتابعة الواقع الصحي والخدمي في سورية في ظل الوضع الحساس .
كاشفاً بأن هناك قائمة من التشريعات على جدول أعمال البرلمان وعلى رأسها قانون الاستثمار الجديد الواجب إنجازه ، بالإضافة لمجموعة من القوانين التي تهيء البيئة التشريعية لمرحلة إعادة الإعمار ، متمنياً أن يرمم هذا الموضوع قريباً .
وأشار قربي الى أن مناقشة ومراقبة الأداء الحكومي في متابعة الواقع الخدمي الذي حصل خلال أزمة كورونا هو الأهم ، منوهاً بأن عدم وجود اجتماعات في هذه المرحلة أراح بعض المفاصل الحكومية المتعبة من الأصوات العالية في مجلس الشعب التي تنتقد أداءها .
ولفت قربي الى أن معاناة المواطنين حاليا ازدادت ، عدا عن ظهور اقتصاد الظل الذي بدأ بدعائم وأسس ومعايير دون ضبط حكومي لهذه المظاهر ، مشددا بأن ونتيجة للخلل في الاداء الحكومي فقد المواطن الثقة بالحكومة ، مستنكراً ارتجال الحكومة في متابعة الواقع الخدمي الممثل في الاعتماد على مؤسسة السورية للتجارة كذرع تدخل إيجابي ، الغير قادرة على تغطية الطلب المتزايد على المواد .
وبين قربي أن تشخيص المشكلة هو مقدمة لعلاجها ، ولكن الحكومة لم تشخص بشكل جيد ، وظهر موضوع التهريب في سابقة غريبة ومبالغ فيها ، لا سيما الخضار والفواكه التي هربت إلى دول الجوار في ظل احتياج السوق المحلي لها بمساعدة وغض طرف من بعض الجهات ، موضحاً بأنه يعلم بعدم إمكانية ضبط الحدود بشكل مطلق ، لكنه يميل للاستفادة من عمليات التهريب للالتفاف على الحصار ولكن ليس بالعكس بأن تهرب منتجات سورية للخارج وهذا ما يسمى بالتهريب السلبي الذي يضر الاقتصاد الوطني .
وختم قربي القول بأنه لابد من جلسة قادمة لمناقشة كل ما حصل في هذه المرحلة ، للكشف عن الجهات المتعبة واليابسة والتي قصرت وترميمها أو تغييرها ككل ، عدا عن ضرورة التركيز على إدارة الموارد المحدودة في زمن الأزمات التي تحتاج إلى رجال نوعيين لاننا اصبحنا بحاجة لوجوه مختلفة لذلك يجب تغيير الوجوه الحكومية المتعبة ، والانتقال لآخرين يملكون قدرا من الحزم والمسؤولية والجرأة وفن المبادرة في التوقيت المناسب .