سيريانديز-حسن العبودي
انطلاقاً من واجب الحكومة في إيصال الدعم لمستحقيه في المجتمع وخلق حد أدنى للمحتاجين يضمنون عن طريقه الاستمرارية و الكفاف.
قامت الدولة السورية بتقديم الدعم في عدة مجالات ألا وهي المحروقات والخبز والمواد التموينية لكن ومع الرفع اليومي للأسعار والذي يقوم به الجشعون من التجار يبرز السؤال بشكل جدي عن جدوى وفائدة دعم المدعومين أساساً !!!!
لماذا تدعم الدولة من يمتلك شركات وعقارات تبلغ قيمتها مئات الملايين ومليارات في بعض الأحيان وتدعم بنفس القيمة الموظف والعامل اليومي الذي يملك بيتاً متواضعاً في حي شعبي او يستأجر ولا يملك بيتاً. ؟
لماذا تقوم الدولة بدعم من يمتلك أكثر من سيارة فارهة تبلغ قيمتها عشرات ملايين الليرات وتدعم بنفس المبلغ من يمتلك سيارة سوزوكي صغيرة يعتاش منها؟
لماذا لا يتم تحويل هذه المبالغ باتجاه الفئات الاكثر حاجة وتوصل الدعم إلى من يستحقه لا سيما أن النظم المؤتمتة تؤمن امكانية ايصال الدعم إلى من يستحقه تحديداً ؟
لماذا تدعم الدولة الأغنياء في هذا الوقت ولماذا لا يحدث العكس؟
وهذا الدعم بدأ يقنن عبر البطاقة الذكية لضبط تسليمه وهنا نذكر بعدة تصريحات صدرت من مسؤولين في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك كان آخرها في اللقاء الذي عقده الوزير عاطف نداف مع الإعلاميين إذ تحدث عن وجود دراسة لشرائح المستفيدين من الدعم المقدم و رفعه عمن لا يستحقه.
إضافة إلى تصريحات لأحد المسؤولين في الوزارة من غرفة تجارة دمشق تتمحور حول دراسة واقع البطاقة الذكية ومن استفاد من مواد المقنن التمويني و هل كافة الشرائح التي تأخذه بحاجة إليه وعلى أساس هذه الدراسات يتم رفع الدعم عن غير مستحقيه لكن على ما يبدو فقد طالت هذه الدراسات إذ لم تعلن الوزارة عن صدورها حتى اليوم.
هذا وقد كنا طالبنا عبر موقع سيريانديز و عبر عشر سنين ندعوا دائماً إلى إعادة هيكلة الدعم و إيصاله إلى الشريحة المستحقة له له لما لذلك من تخفيف للهجر خاصة وأن فاتورة الدعم تصل إلى مئات المليارات لكن كان هناك دائما عراقيل تقف في وجه هذا المشروع من قبل جهات مستفيدة من الهدر.
وهذا ما كشفته البطاقة الالكترونية عند اعتمادها كآلية لتوزيع المواد المدعومة سواء المحروقات او الخبز او المواد التموينية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر في عام ٢٠١٣ كانت كلفة أسطوانة الغاز على الحكومة ١٢٠٠ ليرة و تباع للمواطن ب 450 ليرة لكن كانت البعض يستغل هذا الدعم في السوق السوداء إذ كانت تباع الاسطوانة ب ٢٥٠٠ ليرة لزيادة موارده فماذا يحصل في أيامنا هذه....؟
و قس على هذا المنوال.