سيريانديز
سجلت بعض المشافي في الأيام الأخيرة انخفاضاً بعدد المراجعين المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا في الوقت الذي يؤكد فيه أطباء ومختصون بأنه لا يمكن الحديث حالياً عن الوصول للذروة أو تجاوزها مشددين على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من انتشار الفيروس وتحقيق الثبات الوبائي ولاسيما مع اقتراب موسم الإنفلونزا العادية.
المدير الطبي لمشفى دمشق (المجتهد) الدكتور أحمد عباس بين أن عدد المراجعين لقسم العزل في المشفى تراجع خلال نهاية الأسبوع الماضي وبداية الحالي لكنه حذر من أن ذلك لا يعني التساهل بالإجراءات الاحترازية وقلة الالتزام بوسائل الوقاية والاستهتار الذي من شأنه أن يزيد نسبة الانتشار ويفاقمها.
وبلغة الأرقام يبين الدكتور عباس أنه بين 14 و16 آب الجاري كان متوسط عدد المراجعين المشتبه في إصابتهم لمشفى المجتهد 50 شخصاً يومياً حيث يتم قبول الحالات الشديدة فيما ترسل الخفيفة منها للمنزل بعد وصف العلاج اللازم لكن هذا العدد انخفض في الفترة بين 17 و22 آب الجاري إلى 23 مراجعاً وسطياً أي انخفض بنسبة 60 بالمئة.
وكان مشفى (المجتهد) خصص ثلاث شعب للعزل خاصة بمرضى كورونا مع كوادر مناوبة على مدار الساعة إضافة إلى فتح عنايتين مركزتين للحالات الشديدة.
وفيما يخص الأعراض التي رصدها الأطباء مؤخراً أوضح الدكتور عباس أن الحرارة العالية ماتزال العارض الأكثر شيوعاً يليها الأعراض التنفسية والعامة ثم الهضمية التي كانت تقدر في بداية المرض بنحو 5 إلى 10 بالمئة بينما أصبحت حالياً نحو ثلث الحالات تظهر عليها الأعراض الهضمية وأكثرها الإسهال ثم الآلام البطنية الشديدة.
وفيما يتحدث البعض عن بدء تراجع أعداد الإصابات بالفيروس يرى آخرون أنه من المبكر الحديث عن الوصول إلى ذروة انتشار الفيروس أو تجاوزها حيث قال رئيس مركز مكافحة السل والأمراض التنفسية بمديرية صحة حماة الدكتور باسل الظاهر في تصريح لسانا: “أعتقد أنه من الصعب تحديد فيما إذا كنا وصلنا للذروة أم لا.. إضافة إلى أن محدودية إجراء المسحات يقلل من الرقم الرسمي المعلن عن أعداد الإصابات والتي في كثير من الأحيان يتم تشخيصها بناء على معطيات سريرية وشعاعية”.
من جهة أخرى فإن نسبة عالية من الحالات يتم تدبيرها ومعالجتها في المنزل دون مراجعة المشافي وفق الدكتور الظاهر لافتاً إلى قيام عدد من الجمعيات الأهلية بتأمين أسطوانات أوكسجين منزلي للمرضى ضمن إجراءات معاينة وإثبات من طبيب اختصاصي.
لكن الدكتور الظاهر أشار أيضاً إلى أنه لوحظ بالأيام الأخيرة انخفاض نسبي في عدد المراجعين بأعراض كوفيد 19 وحتى بنسبة إشغال غرف المشافي العامة بشكل طفيف داعياً إلى الانتظار للأيام القادمة للتقييم بشكل أوضح ولاسيما مع اقتراب أشهر الخريف حيث تبدأ حالات الإنفلونزا العادية بالظهور ما يخلق مشكلات تشخيصية وعلاجية.
وحسب الدكتور الظاهر فإنه في هذه المرحلة على الجميع المساعدة في الحد من انتشار الفيروس من خلال التشدد بارتداء الكمامة والتعقيم وتجنب أماكن الازدحام والتجمعات والالتزام بالحجر المنزلي لكل من تظهر عليه أعراض مشتبهة “كالسعال وارتفاع الحرارة والتعب الجسدي الشديد وفقد حاستي الشم والتذوق والإسهال” ومراجعة الطبيب أو المركز الصحي عند اشتداد الأعراض السابقة أو دخول المشفى في حال ظهور أعراض مثل ضيق التنفس أو هبوط الضغط.
وفي الرأي الآخر اعتبر رئيس شعبة الأمراض الإنتانية بمشفى المواساة بدمشق الدكتور وحيد رجب بك أن دمشق وريفها كانت في مرحلة انتشار واسع للفيروس لكن معظم الإصابات كانت خفيفة ومرت المحافظتان بمنحنى حاد لكن اليوم نلاحظ تراجع بعدد الإصابات والوفيات متوقعاً أنهما حالياً في مرحلة التراجع.
ووافقه الرأي اختصاصي الأمراض الصدرية الدكتور مضر نيازي الذي قال: “أظن أننا تجاوزنا الذروة في انتشار فيروس كورونا وأغلب الحالات خفيفة حيث انخفض عدد مراجعي العيادات منذ الأسبوع الماضي من عشرة مراجعين إلى خمسة بشكل وسطي”.