كتب: مجد عبيسي
مشكلتي أني أعاني من قرب النظر، إضافة لسوء النية!
فجميع ظنوني بما يخص "الخبز" منذ طفولتي، لم يكن لها أساس من صحة!
حين كنت طفلاً، كنت أرى والدتي وهي تضع أكياس النايلون الجديدة الخاصة بالخبز في كيس مخصص! وتستخدم المستعمل الذي ما زال صالحاً.
كنت أستغرب احتفاظها بهذه الأكياس الرقيقة، كنت أظنها للقمامة، إلى أن فهمت العبرة بعد أربعين عاما من ممارستها لهذا التصرف الحكيم... سأخبركم به نهاية هذا الشجون.
في جانب آخر، منذ أيام ضجت وسائل التواصل بمنظر الأقفاص الحديدية الخاصة بتنظيم دور الأخ المواطن الفوضوي على فرن الخبز...!
طبعاً مجتمع الفيسبوك "السوداوي" لم يفهم الحكمة البالغة من وضع هذه الأقفاص الجميلة، فكما نعلم فإن محافظة دمشق تحفد لتجميل العاصمة بأية طريقة كانت، حتى لو ضحت ب750 معمل صناعي، فالتجميل أهم، وتشتيت أهالي منطقة كاملة.. لا مشكلة، فالتجميل أهم!
ومؤخرا وضعت اقفاصا جميلة بررت أنها لتنظيم الدور، ولكننا نعلم حرص المحافظة على اللمسة الجمالية للعاصمة، فكما سحبت تمثال راس الحصان المقطوع الفاتن من ساحة المالكي لاضافة بعد الرتوش الجميلة وأعادته، فإنا ننتظر أن تعيد المحافظة هذه الأقفاص الجميلة لينعم بالانتظار داخلها الأخ المواطن وهو على دوره.. ولكن بعد طليها باللون الزهر!!
أما فيما يتعلق بمسؤولي المخابز الذين كانت جواللتهم خارج التغطية طيلة اليومين الفائتين قبل صدور قرار رفع سعر الربطة، فقد تأكدنا أمس أن الخبز خط أحمر، وأن وزارة التموين مصرة على هدم آخر جسور الثقة مع المواطن عبر سياسات الإفلاس الصريح التي تمتنع عن التصريح بها ولكن قراراتها تؤكدها!!
ليس....
بالعودة إلى أكياس والدتي والتي لم أفهم الحكمة من تخزينها طيلة تلك السنوات، اليوم دمعت عيني بعد ان قرأت قرار رفع سعر ربطة الخبز الذي دبر بليل، خصوصا بعد أن علمت أن سعر الكيس الرقيق النايلون بات 25 ليرة سورية، وهنا علمت كيف كانت والدتي تحول نقودنا لأكياس نايلون بيضاء علنا نستفيد منها في هذه الأيام السوداء العصيبة.. فهل من مشتر؟!!