سيريانديز
تراجع منحنى الإصابات المسجلة بفيروس كورونا في سورية خلال الأسبوع الجاري بعدما شهد تصاعداً ملحوظاً منتصف الشهر الحالي مع تسجيل أكبر عدد من الإصابات 169 إصابة في الـ 18 من الشهر وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي أكدت أن تراجع المنحنى لا يجزم بتراجع ذروة انتشار الفيروس ودعت المواطنين إلى استمرار الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية.
وبين مدير الجاهزية والإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الدكتور توفيق حسابا أنه خلال الأوبئة يتم رصد تغيرات انتشارها على مدى أسابيع لتحديد منحى الانتشار الفعلي مشيراً إلى أن محافظات درعا وحمص وطرطوس والسويداء سجلت أعداداً متزايدة بالإصابة منذ منتصف الشهر الماضي إلا أن عدد الإصابات تراجع خلال الأيام الماضية بنسب تتراوح بين 10 و30 بالمئة.
ووفق البيانات اليومية التي نشرتها وزارة الصحة فقد ارتفعت ذروة منحنى الإصابات المسجلة بفيروس كورونا منذ بداية الشهر الجاري من أقل من مئة إصابة باليوم حتى بلغت ذروتها في الثامن عشر منه 169 إصابة لتبدأ الأعداد المسجلة يومياً تشهد انخفاضاً تدريجياً حيث استقر عدد الإصابات المسجلة يومياً خلال الأسبوع الأخير بين 100 و110 إصابات يومياً.
وأظهرت بيانات وزارة الصحة ارتفاعاً كبيراً في الإصابات المسجلة في عدد من المحافظات كدرعا وحمص وطرطوس والسويداء خلال الشهر الجاري مقارنة مع الأشهر السابقة مع تسجيل 492 إصابة في حمص أي ما يعادل ثلث الإصابات المسجلة فيها منذ بداية انتشار الفيروس و437 إصابة في درعا ما يعادل تقريباً إجمالي عدد الإصابات المسجلة في المحافظة و345 إصابة في طرطوس و304 إصابات في السويداء وهي أرقام تعادل أكثر من نصف الإصابات المسجلة في المحافظتين منذ بدء الوباء في سورية.
وأكد الدكتور حسابا أهمية طلب الرعاية الطبية بوقت مبكر منذ بدء ظهور الأعراض كي لا تتفاقم حالة المصابين مبيناً أن مراكز العزل بالمشافي تواجه صعوبات بتأمين أسرة بأقسام العناية المشددة وأجهزة التنفس الآلي لكون معظم المراجعين بأعراض كورونا إصابتهم من الدرجة الشديدة والمراحل المتأخرة.
وشدد على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية وعدم التهاون بتطبيقها مؤكداً أن انخفاض عدد الإصابات المسجلة لا يعني التراخي بإجراءات التصدي للفيروس أبداً وخاصة في أماكن التجمعات أو خلال الاحتفال بعيد رأس السنة مستذكراً ارتفاع عدد الحالات المسجلة بكورونا بعد عطلة عيد الأضحى الماضي وحدوث ذروة لانتشار الفيروس بسبب التراخي بالالتزام بإجراءات الوقاية الفردية.
بدوره مدير مشفى دمشق “المجتهد” الدكتور أحمد عباس أشار إلى أن عدد المراجعين للمشفى باشتباه الإصابة بكورونا بدأ يتراجع منذ نهاية الأسبوع الماضي بنسبة 50 بالمئة حيث سجل أعلى عدد مراجعين خلال الأسبوع الماضي 35 حالة مشتبهة يومياً فيما راجع المشفى خلال الأيام الثلاثة الماضية 18 حالة مشتبهة يومياً.
وبين الدكتور عباس أن الحالات المثبتة إصابتها بالفيروس الموجودة في قسم العزل بالمشفى بلغت 25 مريضاً أغلبهم في حالة مستقرة لافتاً إلى أن الطاقة الاستيعابية في المشفى تصل إلى 47 سرير عزل و16 سرير عناية.
الاختصاصي في الأمراض الداخلية والصدرية الدكتور مضر نيازي أشار إلى أن انتشار فيروس كورونا محلياً لا يزال مرتفعاً بسبب فصل الشتاء والطقس البارد من جهة وعدم الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية في أماكن الازدحام من جهة أخرى لافتاً إلى أن الذروة الجديدة لانتشار الفيروس التي بدأت منذ منتصف الشهر الماضي شهدت تسجيل إصابات عدد كبير من الأطفال والشباب.
واعتبر الدكتور نيازي أن انخفاض عدد الإصابات المسجلة رسمياً بالفيروس لا يعطي مؤشراً دقيقاً لأعداد المصابين مقارنة مع أعداد مراجعي العيادات حيث لا تزال أعدادهم كبيرة إلا أن شدة الإصابة في أغلب الأحيان تكون خفيفة ولا تستدعي دخول المشفى لافتاً إلى أنه من خلال المشاهدات السريرية لمصابي كورونا تم لحظ شفاء معظم الحالات وتناقص فوعة المرض أي “شدته” إلى جانب الحصول على مناعة جيدة من خلال تراكيز الأضداد بعد الإصابة مشيراً إلى أنه من خلال قراءة الأرقام المعلن عنها رسمياً للإصابات نجد أن فيروس كورونا يشهد انتشاراً في معظم المحافظات ونسبة الإصابة بالمدن أكبر من الأرياف لكون الأخيرة خالية من الازدحام بشكل عام.
ورأى الدكتور نيازي أن ظهور طفرات جديدة للفيروس التاجي يسهم في انتشار المرض بشكل أوسع حيث سجل ارتفاع انتشار الطفرة الجديدة في بريطانيا بنسبة 70 بالمئة مقارنة مع الفيروس الأصلي إضافة إلى إمكانية عودة الإصابة به مرة ثانية ومن الممكن أن يؤثر في فعالية اللقاحات التي أعلن عنها مؤخراً إلا أنه يمكن تجاوز ذلك بتعديل اللقاحات ولا سيما أن عدداً منها مصنع ليتناسب مع 15 طفرة من فيروس كورونا.
وأشار الدكتور نيازي إلى إيجابية الطفرات الجديدة بالفيروس لجهة إضعاف الفيروس حيث أن معظم الجائحات الفيروسية تنتهي بالطفرات كجائحة الانفلونزا الإسبانية وجائحة السارس وهذا ما اقتربت الدراسات من إثباته لذلك يمكن القول إن الطفرة الجديدة لكورونا ستكون بداية لنهايته أو تجعله يأخذ منحى الانفلونزا الموسمية.
ونوه الدكتور نيازي بضرورة استثمار عطلة عيد الميلاد ورأس السنة بشكل إيجابي لجهة البقاء في المنزل والتشدد بإجراءات الحماية الفردية من ارتداء الكمامة والتباعد المكاني في حال الخروج منه وخاصة المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة.