قال رئيس شعبة الأمراض الإنتانية بمشفى المواساة بدمشق الدكتور وحيد رجب بك لـ سانا: إن ارتفاع منحنى إصابات فيروس كورونا محلياً “أمر طبيعي” في حالات الجائحات التي تشهد عادة عدداً من الارتدادات بين الفترة والأخرى.
وأوضح الدكتور رجب بك أن الارتداد الأول كان الأقوى فيما جاء الارتداد الثاني أخف وكان من المتوقع أن يكون الثالث أقل كما هو الوضع عادة في الجائحات إلا أنه جاء أشد من الثاني “ولا يوجد تفسير علمي مثبت لذلك” لكون الفيروس مستجداً وبحاجة إلى مزيد من الدراسات.
وأشار الدكتور رجب بك إلى أن قوة الارتداد الثالث تعود للطفرات التي طرأت على الفيروس وزيادة عدد المسحات التي تجرى للمرضى في المشافي والأشخاص بداعي السفر كاشفاً عن تسجيل حالات أصيبت للمرة الثانية بالفيروس معظمها مر على إصابتها الأولى أكثر من 3 أشهر.
ولفت الدكتور رجب بك إلى أن الحالات المعلن عنها رسمياً هي التي أثبتت إصابتها نتيجة اختبار الـ “PCR” فقط لكن يوجد الكثير من الحالات التي تراجع المشافي والعيادات الخاصة بأعراض مشتبهة ولا يجرى لها الاختبار لعدم توافر مستلزماته للجميع وبالتالي فإن الحصيلة المعلنة لا تعكس حجم انتشار المرض في البلاد.
ووفقاً لمشاهداته ذكر الاختصاصي أن 15 بالمئة من الإصابات هي حالات شديدة وحرجة تحتاج إلى قبول مشفى بينما 85 بالمئة حالات خفيفة إلى متوسطة وبعضها يمر دون أعراض.
وبينما رأى الدكتور رجب بك أنه لا جدوى من إغلاق المدارس أو فرض حظر جزئي ولا سيما بوجود إصابات لا عرضية أو مع أعراض خفيفة في المجتمع بين أن السيطرة على انتشار الفيروس تتطلب الالتزام بإجراءات الوقاية الفردية لجهة ارتداء الكمامة والتباعد المكاني وتعقيم الأسطح التي تلمس بكثرة.
وذكر الدكتور رجب بك أن نسبة إشغال أسرة العناية المشددة بمرضى كورونا مئة بالمئة بمشافي دمشق الحكومية كما أن أقسام العزل شبه ممتلئة بالمرضى وأن مشفى المواساة افتتح مؤخراً قسماً إضافياً للعزل.
عضو مجلس إدارة الرابطة السورية لطب وجراحة الصدر الدكتور محسن شاهين بين أن أعداد مراجعي العيادات زادت من 15 إلى 20 مراجعاً يومياً ونعتمد في التشخيص على الأعراض السريرية وتحاليل مشعرات إنتانية غير نوعية وصورة أشعة للصدر.
وعن أسباب زيادة عدد الإصابات في الفترة الحالية رجح شاهين أن تكون تقلبات الجو وعدم الالتزام بإجراءات الوقاية ولا سيما من قبل المصابين بأعراض خفيفة الذين لا يمتنعون عن الاختلاط وملاحظة زيادة الإصابات الأسرية والطفرة الجديدة التي طرأت على الفيروس الحالي.
وأكد شاهين أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية كارتداء الكمامة والتباعد المكاني وتقوية مناعة الجسم ولا سيما بغياب دواء شاف حتى الآن.
وحسب حصيلة وزارة الصحة للإصابات المثبتة والحالات المشتبهة التي تراجع المشافي والعيادات الخاصة سجلت سورية بين شهري تموز وآب وفي منتصف تشرين الأول من عام 2020 منحنيين تصاعديين وتم منذ الربع الأخير لشباط الجاري رصد زيادة في عدد الإصابات حيث سجلت أمس الأحد الحصيلة الأعلى منذ عام بواقع 171 حالة جديدة.