سنوات طويلة مرت على محي الدين جريدي وهو رئيس لورشة فنية في مخبز ابن النفيس الآلي كانت سمتها الأساسية “الدوام في معظم الأوقات والعطل” سنوات لم تزده إلا تعلقاً بمكان عمله ليصبح رمزاً بالالتزام بنظر أولاده وجيرانه الذين استقبلوه صباح اليوم بجملة “كل عام وأنت بألف خير” وفق تعبيره.
عيد العمال بالنسبة لعمال المخابز أصبح مرتبطاً بهم أكثر من أعياد ميلادهم حسب رأي جريدي الذي قال خلال تصريحه وأثناء قيامه بإصلاح أحد محركات خطوط الخبز: “الخبز مادة أساسية للناس لذلك أشعر بالالتزام والواجب لأكون موجوداً في كل الأيام حتى في أيام عطلتي ومنها عطلة عيد العمال”.
“الشعور بالتعب يتلاشى بمجرد مشاهدة أرغفة الخبز الخارجة على خط الإنتاج في الفرن ومعرفتك بأن الكثير من الناس ستؤمن حاجتها اليوم يشعرك بالراحة ولا سيما في ظل الظروف الصعبة التي تمر على البلاد” هذا ما أكدته العاملة فيروز داود التي قضت 24 عاماً من العمل في تعبئة ربطات الخبز موجهة التهنئة لجميع زملائها في العمل بمناسبة عيد العمال.
غياث نداف مدير مخبز ابن النفيس العامل في هذا المجال منذ أكثر من 38 عاماً نوه بالجهود الكبيرة والمتواصلة التي يبذلها عمال المخابز على مدار الساعة وفي كل الأوقات ومختلف الظروف دون كلل أو ملل يجمعهم هدف واحد هو تأمين رغيف الخبز للمواطنين مشيراً إلى أن المخبز يعمل 21 ساعة يومياً بطاقة إنتاجية 25 طناً من خلال ورديتين وأمام آلة العجن وقف العامل نبيل ديب والعرق يغطي جبينه إثر حرارة الفرن المرتفعة وحمله لأكياس الطحين لتفريغها بالآلة ملحقاً ابتسامته المتعبة بجملة: “مستمرون بالعمل.. أعمل منذ أكثر من 38 سنة بالعجن وأشعر بهذا اليوم أنه عيدنا الشخصي لأنه تقدير بسيط وجميل لجهودنا” متمنياً بهذه المناسبة أن تصدر قرارات جديدة تخدم جميع العمال وخاصة المخابز.
“كل رغيف خبز معجون بمحبة عمال المخابز” هذا ما قاله حسين نصر الدين العامل على كوة بيع الخبز متابعاً بابتسامة عفوية وصوت عال: “كل عام وعمال سورية بألف ألف خير”.
“جهود عمال المخابز كبيرة فهم موجودون في كل الأوقات مهما كانت الأعياد والمناسبات.. تعب ومشقة وحرارة.. لكنهم مستمرون بحب لأنهم يعتبرون الناس جميعاً كعوائلهم” جملة تختصر ما يبذله عمال مخبز ابن العميد 3 وفق مشرفه محمود زيتونة الذي عبر عن شكره لكل عامل بالقول: “الله يعطيهم ألف عافية ويحميهم.. جهودهم ترفع لها القبعة.. هم فخر لنا ولعائلاتهم.. وأيقونة لعيد العمال”.