تستمر معاناة الموفدين السوريين في عدد من البلدان التي تشهد تأزماً كبيراً على صعيد انتشار فيروس كور*ونا ما يهدد بقاءهم فيها، وخاصة في دولة الهند التي تعيش على وقع ارتفاع قياسي وتزايد يومي بأرقام الإصابات والوفيات جراء موجة ثانية من الوباء، الأمر الذي يسبب ضغوطاً كبيرة وتأثيراً ألقى بظلاله على السوريين الموجودين ليدفع عدداً منهم لطلب العودة إلى البلاد.
المعلومات الواردة تشير إلى وجود عدد كبير من الطلاب يعانون من الوضع السائد حالياً، مع طلب عودتهم إلى سورية عن طريق السفارة السورية في الهند، بما يتضمن وضع أسمائهم وعناوينهم إذ تقطعت بهم السبل للعودة نتيجة إغلاق مطار بيروت (المنفذ الأساسي للعبور إلى سورية)، إضافة إلى إغلاق معظم مطارات العالم بوجه القادمين من الهند نتيجة لانتشار السلالة الهندية المتحورة من فيروس كور*ونا.
ووفقاً لما يتم تداوله فإن طلب إجلائهم يأتي على حد تعبيرهم وفقاً للشروط والمعايير التي تراها سورية مناسبة وضمن الإمكانيات المتاحة، لكون بعض الجامعات الهندية تضغط بشكل كبير على الطلاب السوريين لإخلاء سكنهم إذ فرضت عليهم مهلاً زمنيةً محددة للإخلاء بأقرب وقت ممكن نتيجة لتزايد أعداد الإصابات وعدم قدرة هذه الجامعات على تحمل المسؤولية الناتجة عن ذلك.
هذه المعلومات وغيرها من التفاصيل تم وضعها برسم وزارة التعليم العالي، وخاصة أن الوضع الصحي في الهند بلغ مرحلة حرجة من حيث اكتظاظ المشافي ونقص الأوكسجين، كما أن شريحة كبيرة من الطلاب الراغبين بالعودة قد شارفت إقاماتهم على الانتهاء ولاسيما طلاب مرحلة الماجستير.
ويأمل الطلبة من الجهات المعنية السورية الاستجابة وفقاً لما تراه مناسباً، كما يعرب الطلبة عن استعدادهم للخضوع لأية فحوصات أو حجر صحي عند الوصول بما يحمي مصلحة وصحة الوطن والمواطنين.
معاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي سحر الفاهوم، أكدت متابعة الوزارة بشكل عاجل للأمر والتواصل مع السفارة السورية في الهند، بما فيه اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمتابعة واقع السوريين، مع عقد اجتماع عاجل لبحث وضعهم.
وأضافت الفاهوم: سيتم التواصل مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية والجهات المعنية، لإمكانية تأمين طائرات تعيد الراغبين منهم إلى البلاد، لكن مع متابعة الموضوع من جميع التفاصيل وخاصة في ظل الوضع السائد في الهند على صعيد الفيروس ودرجة خطورته.
وتابعت: سيتم لحظ إمكانية عودتهم سواء بشكل مؤقت وتحويل إيفادهم إلى داخلي ريثما يستقر الوضع في الهند، أو بشكل دائم فيما يرتبط بالاختصاصات الموجودة، مع تسوية وضعهم.
وقالت: سيتم لحظ كل حالة على حدة، ومعها يتخذ القرار المناسب بما ينسجم مع التطورات الحاصلة، ليصار إلى معاملتهم معاملة الطلاب السوريين ممن تم إقرار عودتهم خلال الذروة الأولى لكورونا في سورية، وتمت تسوية أوضاعهم وتحويل إيفادهم إلى داخلي ومن ثم معاودة إيفاد عدد منهم حين يستقر الوضع في البلاد التي استقر فيها وضع الفيروس وسمحت بعودة الطلاب.
ولفتت الفاهوم إلى أن عدد الطلبة حالياً في الهند يتجاوز 1000 موفد وموفدة قبلوا بموجب المنح التي تم الإعلان عنها، علماً أن واقع الطلاب يختلف في الهند، مؤكداً أن الأمر بحاجة إلى قرارات دقيقة جداً بما لا يشكل خطورة على الوضع في الداخل فيما يخص الوباء.
عن الوطن