تخطو سورية خطوات متسارعة على طريق التحول الرقمي وفق آليات وخطط وضعتها وتنفذها كفاءات وكوادر وطنية بدأ يلمسها المواطنون بشكل مباشر من خلال عمليات الدفع الإلكتروني عبر شركات الخلوي كإحدى الميزات الجديدة التي بدأت بالدخول في ثقافة السوريين وتسهيل أمورهم الحياتية.
دفع الفواتير وتسديد الرسوم وكل الأقساط والمطالبات المالية باتت جميعها اليوم تندرج في إطار الخدمات التي يقدمها الدفع الالكتروني بأساليب سهلة وبسيطة للغاية توفر وقت المواطنين وجهدهم وعناء النقل وتكاليفه وذلك بمجرد اعطاء أمر بسيط عبر الهاتف الخلوي.
مراحل تفعيل الخدمة والاستفادة منها رصدتها سانا خلال زيارة إلى مراكز لخدمة الزبائن في شركتي (سيريتل) و(ام تي إن) حيث يتطلب الأمر في البداية إما الحضور إلى مركز خدمة الزبائن لإنشاء حساب الكتروني على الهاتف المحمول أو من خلال طلب الرمز المخصص للعملية ومن ثم إدخال الرقم الوطني وكلمة السر الخاصة بكل مشترك ليصار أيضا إلى تحميل التطبيق المخصص لعملية الدفع الإلكتروني لدى شركتي الخلوي (كاش موبايل) أو (سيريتل كاش).
موظفو خدمة الزبائن المسؤولون عن مساعدة المواطنين في تفعيل الحساب وتحميل التطبيق أكدوا أنه عند الانتهاء من المرحلة الأولى يصبح بإمكان مفعلي الخدمة الدخول إلى التطبيق واختيار الخدمة التي يرغبون بها سواء تحويل أموال أو دفع فاتورة وأي التزامات مالية أخرى وأوضحوا أن إحدى قنوات تغذية الحساب تكون عبر تحويل مبالغ مالية بقيمة 100ألف ليرة سورية يومياً من خلال مراكز الخدمة والموزعين المعتمدين المرخص لهم أو الربط مع حساب مفعل الخدمة لدى أحد المصارف مع ضرورة التمييز بين ما يسمى (حساب الزبون) الذي يتيح عمليات الدفع والقبض بمبلغ لا يتجاوز 100 ألف ليرة يومياً وحساب التاجر الذي ليس له سقف محدد لكونه مخصصاً للقبض فقط.
المواطن فارس سلامة الذي قدم إلى المركز لتفعيل خدمة الدفع الإلكتروني قال “إن الوقوف لساعات طويلة وانتظار الدور لدفع الفواتير وإرسال مبلغ مالي إلى محافظة أخرى أمر متعب للغاية يجعل وقتي ضائعا ويكلفني نفقات التنقل وعناءه.. هذا ما دفعني لتفعيل الخدمة من خلال هاتفي الجوال بما أن هذه الامور يمكن اختصارها ببساطة عبر انشاء حساب وتفعيل التطبيق الخاص بالدفع الاكتروني” وهو الرأي الذي شاطره به زيد الصباغ الذي قدم لشحن بطاقته الالكترونية مبينا أن الخدمة الجديدة الغت الكثير من المراحل المتعبة والمكلفة وأصبحت أمرا ضرورياً يلبي متطلبات العصر.
أما كاتيا الحداد التي كانت من أوائل المستفيدين من خدمة الدفع الالكتروني وأنشأت حسابها منذ إطلاق الخدمة قدمت اليوم بصحبة إحدى صديقاتها إلى المركز لشحن محفظتها الالكترونية مرة أخرى مبينة أن الخدمة وفرت عليها حمل الكاش وتمكنت من دفع فاتورة المطعم الذي ارتادته أمس في حين أكدت هلا حافظ أنها تحمست للقدوم إلى المركز لإنشاء حساب وتفعيل الخدمة بعد أن سمعت بها من صديقتها لكونها مغتربة وقدمت إلى سورية منذ فترة قصيرة في حين رأت ميسون أن خدمة الدفع الالكتروني تسهم في تخفيف عدوى الإصابة بفيروس كورونا لكونها تلغي التعامل بالأوراق النقدية التي قد تتسبب بنقل العدوى من شخص إلى آخر.
المخاوف التي تدور في أذهان المواطنين من احتمالية اختراق حسابهم أو التلاعب بأرصدتهم في حال فقدان الهاتف المحمول نفاها المهندس كنان مسوتي مدير الشؤون التنظيمية في شركة (ام تي إن) حيث طمأن المشتركين بأن الحساب الالكتروني آمن وغير قابل للاختراق والدخول إليه غير ممكن دون معرفة الرقم السري الخاص بكل مشترك ويمكن ايقاف الحساب من خلال الاتصال بمركز خدمة الزبائن واسترداد الرصيد أو تحويله لحساب آخر أما في حال تغيير رقم الموبايل فيتم تحويل الرصيد إلى الرقم البديل على المحفظة الإلكترونية نفسها لافتا إلى أنه تم الاعتماد على ثلاثة محاور أساسية في تطبيق الخدمة وهي السرعة والسهولة والأمان.
وأكد مسوتي أن الخدمة التي تمت بخبرات وطنية متوافرة على مدار الـ 24 ساعة وجميع الحركات المالية تتم بسرية تامة لضمان الحماية والأمان.
مدير إدارة خدمة الزبائن في الشركة رامي نعمة بين أن خدمة الدفع الإلكتروني بدل الدفع النقدي في تطور مستمر وسيتم تقديم خدمات إضافية للمواطنين خلال الايام القليلة القادمة كتجديد رخص القيادة والربط مع السجل المدني.
كما أوضح ماجد بصمه جي مشرف مركز خدمات شركة سيريتل أن عملية الدفع الالكتروني عبر سيريتل كاش سريعة وآمنة وتؤمن الدفع من حساب إلى حساب آخر وعمليات الأمان التي اتبعتها الشركة مرتفعة جداً ويتم تأكيد الحساب مرتين ويوجد حساب للتاجر وحساب للزبون حيث إن حساب التاجر يتطلب زيارة الشركة بينما حساب الزبون يتم عبر التطبيق الخاص بالدفع الإلكتروني أو عبر زيارة مركز الشركة.
وبين بصمه جي أن هناك تعاونا مع عدة مصارف خاصة وحكومية وتزايداً مستمراً في إقبال المشتركين على الخدمة وتفعيلها لكونها تتسم بالأمان والسرعة وتختصر الوقت والجهد.