سيريانديز- روان ضوا- رشا ابراهيم
بدأ اليوم الاجتماع المشترك السوري الروسي لمتابعة أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين الذين اضطرتهم جرائم الإرهابيين لمغادرة البلاد وذلك في قصر المؤتمرات بدمشق، بمشاركة وفد روسي كبير
وأكد وزير الإدارة المحلية والبيئة في حكومة تسيير الاعمال- رئيس الهيئة التنسيقية الوزارية السورية الروسية المهندس حسين مخلوف في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع أن التحسن الكبير بالأوضاع الأمنية على الأراضي السورية و جهود الدولة السورية و سعيها لتأمين جميع مستلزمات مواطنيها ساهم بالعودة الطوعية و الآمنة للملايين من المهجرين ، و كان آخرهم عودة أهالي الزارة في محافظة حماه بعد القيام بعمليات تأهيل البنى التحتية و تأمين مستلزمات العيش
و بين مخلوف أنه و بالرغم من الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الدول الغربية و الولايات المتحدة الاميركية اتخذت الدولة السورية جميع الإجراءات التي شكلت أساساً مهماً لعودة اللاجئين السوريين إلى منازلهم و ذلك عن طريق تهيئة البنية التشريعية المعززة للعودة و تأمين حياة كريمة و العمل على تهيئة الظروف المناسبة لاستقبال المهجرين الراغبين بالعودة و إنهاء المعاناة التي يعيشونها في أماكن اللجوء
وقال يأتي لمتابعة نتائج المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين نهاية العام الماضي لافتاً إلى التحسن الكبير بالأوضاع الأمنية على الأراضي السورية وجهود الدولة السورية وسعيها لتأمين المتطلبات والمستلزمات لمواطنيها والجهود المشتركة للهيئتين التنسيقيتين السورية الروسية لعودة المهجرين والذي أسهم بالعودة الطوعية والآمنة لنحو 5 ملايين مهجر وكان آخرهم عودة أهالي الزارة في محافظة حماة.
واضاف: تم تأهيل 2869 منزل متضرر جزئياً و بهذا يصل العدد التراكمي إلى 24058 منزل بجهود الدولة و التعاون مع المنظمات ، و تأهيل عدد من المنازل من قبل أصحابها بمئات الالاف و حصل جزء منهم على تعويض عن أضراره من الدولة السورية، حيث انفقت 20 مليار ليرة سورية لهذا الغرض
وأوضح رئيس الهيئة التنسيقية الوزارية المشتركة في روسيا الاتحادية رئيس مركز إدارة الدفاع الوطني العماد أول ميخائيل ميزينتسيف في كلمة مماثلة أن الهيئات التنفيذية الروسية نفذت القرارات المتخذة خلال المؤتمر الدولي للمساعدة الإنسانية للجمهورية العربية السورية، حيث قامت بتنفيذ أنشطة مشتركة في إطار المشاريع الإنسانية لدعم الأطفال الموهوبين بدلاً عن تنظيم التدريب في روسيا للأيتام في إطار برامج تعليمية قصيرة المدى للترفيه و الاستجمام ، كما تم إطلاق آلية تسهيل الإجراءات الجمركية تحت عنوان الممر الأخضر لصالح المصدرين الوطنيين و العمل على تطوير التجارة الثنائية الذي يشكل نقطة مهمة في ضوء العمل على بناء الإمكانات الاقتصادية
وقال: أن السوريين العائدين يحصلون على رعاية طبية ومساعدات غذائية وغيرها كما يتم إيصال العائلات إلى أماكن إقامتهم المختارة في أقل وقت ممكن وتأمين فرص عمل وتعليم.
وأكد ميزينتسيف تواصل العمل المشترك من خلال الهيئتين التنسيقيتين الوزاريتين المشتركتين السورية الروسية والذي يضمن تنفيذ مجموعة كاملة من التدابير لعودة المهجرين واستعادة الحياة الآمنة في البلاد مشيراً إلى إصلاح 987 مؤسسة تعليمية و255 مؤسسة طبية و4966 مبنى سكنياً وأكثر من 14.4 ألف مؤسسة صناعية فضلاً عن الجسور والطرق السريعة وخطوط الكهرباء وتشغيل مئات منشآت المياه والمخابز.
كما وشدد على ضرورة تعزيز جهود المجتمع الدولي بأسره في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري ومساعدة الحكومة في تهيئة ظروف لائقة لعودة السوريين إلى مناطقهم محذراً من أن التدابير التقييدية الغربية المفروضة على سورية تعيق إعادة إعمار البلاد كما أن الوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية على الأراضي السورية يحول دون استقرار الأوضاع في المناطق التي تنتشر فيها.
هذا و أكد وزير الخارجية فيصل المقداد أن قضية عودة اللاجئين إلى بلادهم ما زالت تتعرض لتسييس شديد و ضاغط و يمارس بشكل علني و أن الهدف الرئيسي منه هو عرقلة عودة اللاجئين و ذلك من أجل تحقيق مأرب سياسية تختلف عن أهداف و ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدا ان الحكومة السورية تجدد تأكيدها على أن عودة المواطنين المهجرين خارج القطر تشكل أولوية بالنسبة لسوريا و بأن الأبواب مفتوحة أمام جميع السوريين في الخارج من أجل العودة الطوعية و الآمنة ليساهموا في بناء بلدهم .
وبين أن الحكومة تواصل عملها ضمن الإمكانيات المتاحة لتسهيل وتيسير عودة مواطنيها المهجرين إلى بلدهم ولتهيئة ظروف الحياة المناسبة بالتعاون مع الدول الصديقة “روسيا الاتحادية وإيران والصين” ومع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية المعنية مشيراً إلى التداعيات الكارثية للإجراءات القسرية الأحادية المفروضة على سورية وشعبها من قبل الدول الغربية ومواصلة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها وتركيا و”إسرائيل” احتلالهم لأراض سورية وسرقتهم ونهبهم للثروات والمقدرات الوطنية ولا سيما النفط والغاز والقمح والمياه والآثار وما ألحقوه من أضرار جسيمة متعمدة بالاقتصاد السوري وبجهود إعادة الإعمار وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من ناحيته أكد معاون وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تسيير الأعمال الدكتور أيمن سوسان في كلمة مماثلة عودة عشرات الآلاف من المهجرين في الداخل إلى منازلهم في مدنهم وقراهم كما عاد الآلاف من خارج سورية منذ انعقاد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين في تشرين الثاني 2020 بدمشق نتيجة الإجراءات التي اتخذتها الدولة في مختلف المجالات لتسهيل عودتهم وفى مقدمة ذلك مراسيم العفو وتسوية الأوضاع والمصالحات الوطنية التي أدت إلى الإفراج عن عدد إضافي من الموقوفين المغرر بهم.
وبين أن الحكومة السورية وبتوجيهات من السيد الرئيس بشار الأسد ستستمر في اتخاذ كل الإجراءات لتأمين وتسهيل عودة المهجرين وتأمين متطلبات الحياة الكريمة لهم.
ولفت سوسان إلى أن استمرار بعض الدول المعادية لسورية في إعاقة عودة أهلنا المهجرين واستثمار معاناتهم لخدمة أجنداتها المعادية يشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني وشرعة حقوق الإنسان ولن تفلح في تنفيذ مخططاتها وستفشل مجدداً أمام إرادة السوريين وتصميمهم على الحفاظ على بلدهم.
وأشار سوسان إلى أن الاحتلالين الأميركي والتركي الغاشمين لبقع غالية من الوطن والإجراءات القسرية أحادية الجانب اللامشروعة ومحاولات منع عملية إعادة الإعمار تشكل استمراراً لسياسات أعداء سورية لعرقلة عودة اللاجئين.
المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف أكد من جانبه أن الأولوية اليوم هي لإعادة سورية إلى الحياة الطبيعية وإعادة إعمار الاقتصاد وخلق الظروف المناسبة لعودة اللاجئين والنازحين إلى أماكن إقامتهم الدائمة مشيراً إلى أن عدد الراغبين في العودة إلى بيوتهم كبير.
وقال لافرنتييف حسب سانا: إن هناك مسألة ملحة وهي إعادة التوجيه التدريجي لتدفقات المانحين من تأمين إقامة اللاجئين في الخارج إلى خلق الظروف الكريمة لأجل تواجدهم في وطنهم.
وأشار لافرنتييف إلى التأثير الهدام للإجراءات غير الشرعية أحادية الجانب المفروضة على سورية مبيناً ضرورة وضع حد للعقوبات الجماعية للشعب السوري فقط لأنه يقف مع بلاده داعياً جميع أعضاء المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات محددة وفعالة من أجل حل مشكلة اللاجئين السوريين التي تتصف بالطبيعة الإنسانية الصرفة في أسرع وقت ممكن.
وأكد أن اجتماع اليوم هو تأكيد ملموس على أننا سنكمل بثقة هذا السير في الاتجاه المحدد، موضحا أنه في الوقت الذي انتهت فيه الأعمال الحربية بدأت تتزايد عجلة إعادة الإعمار لمرحلة ما بعد الحرب و ازدياد حدة مسألة إلغاء العقوبات الاحادية الجانب المعادية لسوريا و التي تشكل عقبة رئيسية في سبيل عودة الحياة السليمة لسوريا
و أكد بإن التنسيق مع دمشق مستمر على الصعيد السياسي للدفاع عن سيادتها ووحدة شعبها و أراضيها و إلى تقديم كل الدعم لسوريا بهدف القضاء على بؤر الإرهاب ، و أن الهدف الاستراتيجي البعيد الأمد هو تحقيق سلام دائم و استعادة وحدة شعبها و عودة مواطنيها الذين غادروا بفعل الأزمة.
وفي ختام جلسة الافتتاح قدم مجموعة من الأطفال في سورية لوحات غنائية شعبية وتراثية باللغة الروسية تعبر عن حب الوطن.
حضر أعمال الاجتماع كل من وزراء الإعلام والداخلية والصحة والاقتصاد والتجارة الخارجية والكهرباء في حكومة تسيير الأعمال ومحافظا دمشق وريفها والدكتور بشار الجعفري نائب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تسيير الأعمال وعدد من رؤساء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في دمشق.