اتخذت الهيئة العامة للثروة السمكية والأحياء المائية إجراءات منذ بداية تسرب الفيول إلى البحر الذي حصل مؤخرا وذلك بهدف الحد من أضراره والتأكد من سلامة الأسماك وحفاظا على صحة المواطنين.
وقال مدير عام الهيئة الدكتور عبد اللطيف علي أنه منذ بداية تسرب الفيول إلى البحر قامت الهيئة بشكل فوري بتوجيه لجان مراقبة أسواق الأسماك والقيام بجولات متكررة والتشدد في مراقبتها لضمان السلامة الصحية للأسماك ومصادرة وإتلاف أي أسماك تظهر عليها آثار البقع النفطية.
وأوضح علي أنه تم التوجيه إلى نقاط الحماية التابعة للهيئة والموجودة في موانئ الصيد وعلى طول الشاطئ السوري لتكثيف الجولات عليه والتواصل والتعاون مع الصيادين وجمعياتهم واعلامهم بعدم الصيد في الأماكن التي تحتوي بقعا نفطية.
وبين علي أنه من خلال المتابعة والجولات المتكررة على الشاطئ والمعلومات الواردة من مركزي اللاذقية وطرطوس لم تلاحظ أي حالة نفوق جماعي للأسماك بل اقتصرت على أعداد فردية قليلة جدا لا يعتد بها من الأسماك والأحياء المائية الأخرى ضمن المناطق التي حدث فيها تسرب الفيول علما أن الاسماك تهرب من الأوساط المائية غير الملائمة.
وأشار إلى أنه تمت ملاحظة وجود بقع نفطية في أماكن متفرقة على الشاطئ وخاصة في الخلجان الصغيرة وبأبعاد متفاوتة عن الشاطئ وقليلة العرض أدت التيارات البحرية السائدة في المنطقة والتي تتجه من الجنوب إلى الشمال بشكل مواز للشاطئ إلى انتقالها شمالا باتجاه مدينة اللاذقية حيث غطت اجزاء متناثرة من الشاطئ والممتدة أساسا من بانياس إلى جبلة مبينا أنه تم سحب جزء كبير من البقع النفطية وإخراجها عن الشاطئ ومعالجتها من قبل الجهات المختصة.
كما شاركت الهيئة من خلال مركز أبحاث السن في طرطوس بأعمال تنظيف الشاطئء بواسطة العمال والآليات المتوفرة لديها وبالتالي كانت نتيجة هذه الاعمال مجتمعة الحد كثيرا من الأضرار المحتملة.
ولفت علي إلى أن الهيئة قامت بالتعاون مع جامعة تشرين “المعهد العالي للبحوث البحرية” بأخذ عينات من المياه والرسوبيات والقاعيات البحرية في أماكن انتشار البقع النفطية لتحليلها ومعرفة أثر التسرب على البيئة المائية وسلامتها وكذلك قامت الهيئة بالتعاون مع معهد البحوث البحرية في السادس من الشهر الحالي بالمعالجة الحيوية لبعض أماكن التسرب النفطي التي تم أخذ عينات من المياه منها سابقا “كورنيش بانياس والشركة السورية للنفط وشاطئ عرب الملك وجبلة” وذلك بنشر ثلاث سلالات من الجراثيم المفككة للمادة النفطية والتي تم عزلها من المياه البحرية السورية وسيتم
أخذ عينات جديدة دوريا بعد 10 أيام و25 يوما لمعرفة أثر تلك المعالجة على البيئة المائية في تلك المناطق.
ومن خلال المتابعة والجولات المتكررة على الشاطئ والمعلومات الواردة من الجهات المعنية لرصد البقع النفطية وإزالتها تم الانتهاء من إزالة مادة الفيول من كامل شاطئ مدينتي جبلة واللاذقية والممتدة من الفاخورة وعرب الملك انتهاء بشاطئ المدينة الرياضية إلا إذا ظهرت بقع تسرب جديدة.
وكان أحد الخزانات في شركة توليد كهرباء بانياس تعرض أواخر الشهر الماضي للتصدع الأمر الذي أدى إلى تسرب كميات من الفيول إلى البحر تمت السيطرة عليها من قبل عمال وكوادر الشركة.