رسام محمد :
بعد خمس سنوات على التهجير وثلاث سنوات على التحرير، يأخذ طريق "تذكرة العودة" إلى الزارة (القرية الجريحة في محافظة حماة) مساراً مدمغاً بالختم الخدمي المربوط بنبل الغاية الإنسانية وأكثرها أهمية و التي تمهد الطريق لعودة الأهالي المهجرين وإعلان إنتاج الحياة وتدفقها المعيشي على كافة الصعد.
في تفاصيل إعادة ولادة "الزارة" من خاصرة الحرب الإرهابية التي مورست عليها،يؤكد محافظ حماه المهندس محمد طارق كريشاتي أنه لم يكن لعودة 20 أسرة حيزاً لولا تشابك الجهد الخدمي الحكومي مع المجتمع الأهلي والمنظمات الإنسانية الدولية ليخلق حالة تفاعل أعطت نتائج واضحة في البنى التحتية وبناء المنازل وتوصيل شبكات الكهرباء وشرايين المياه والاتصالات،مضيفاً انه من المتوقع أن يرتفع العدد العائد إلى 40 أسرة خلال الأيام القليلة القادمة.
ويشدد كريشاتي على ضرورة التركيز على الشق التمويلي الذي ينفق على منازل المواطنين العائدين وجدواه أكثر بكثير من الصرف العشوائي والمؤقت على مراكز الإيواء، مشيرا إلى إعادة تأهيل 25 بيت بانتظار إصلاح 30 منزلاً آخر، بالتزامن مع توصيل المياه إلى القرية وإعادة صيانة شبكة الكهرباء وإزالة كل الأنقاض من الشوارع كافة.
ويضيف المحافظ كلاماً من قبيل إعادة الأهالي وتأهيل المدارس وافتتاحها بموعدها، حيث يتم حالياً العمل على إنجاز تخطيط سياحي للقرية من أجل إقامة منتزهات شعبية على سد الرستن.
ولحسن جودة التنفيذ كان لزاماً على المحافظ أن يجول ميدانياً لمتابعة أعمال إعادة تأهيل بيوت العائدين إليها وتقديم الخدمات الأساسية التي تشجع عودة الأهالي إلى مناطقهم، مع الوقوف على الاحتياجات والعقبات التي تعترض الأهالي في حياتهم اليومية للعمل على تأمينها وتقديم الدعم لهم لعودة الحياة إلى القرية.
وأمام حراك من هذا النوع لا يخفى على وجوه المجتمع المحلي علائم وملامح الرضى، لاسيما أن الكثير من الأعمال كانت بالاعتماد على الكوادر العمالية من أهل القرية، في وقت تعرب المحافظة عن الاستعداد للعمل على ترميم المزيد من المنازل خلال الفترة المقبلة تشجيعاً للأهالي على العودة إلى القرية وتأمين سبل العيش المستدام فيها، وهذا ما جاء على لسان الكثير من المواطنين الذي أفادوا بأن الواقع الخدمي في القرية صار مقبولاً بعدما شهدته من أعمال صيانة للبنى التحتية والمرافق الخدمية، مع الحاجة لإحداث نقطة طبية مع دعم الأهالي العائدين بالمواد الإغاثية اللازمة.
وكانت ورشات شركة كهرباء حماه قد عملت على إعادة تأهيل شبكات التوتر المتوسطة بطول 3500 متر ومن ثم شبكات التوتر المنخفضة بطول 1500 متر في إطار إعادة المنظومة الكهربائية في الزارة إلى سابق عهدها، وتقول مصادر الشركة أن أعمال التوسعة ستشهدها المحولة الرئيسة في القرية في ضوء إعداد الأهالي العائدين خلال الفترة المقبلة.
يشار إلى أن قرية الزارة وعدداً من المدن والقرى الأخرى في ريفي حماة الجنوبي وحمص الشمالي قد تحررت من الإرهاب على يد الجيش العربي السوري في صيف العام 2018.