كتب أيمن قحف
في مثل هذا اليوم منذ عامين تماماً غادرنا إلى تركيا برفقة السيد عبدالله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، وكان برفقته كل من الدكتور يعرب بدر وزير النقل والمهندس سفيان العلاو وزير النفط والثروة المعدنية و الدكتور عبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية ود نبي رشيد محمد معاون وزير الزراعة والدكتور محمد العمادي رئيس هيئة الأوراق المالية وعدد من المسؤولين ورجال الأعمال..
كانت زيارة هامة بالتأكيد وتم فيها طرح مجمل ملفات التعاون بين البلدين بناء على توجيهات القيادة السياسية ونتيجة للزيارات المتبادلة بين القيادتين..
تحتفظ ذاكرتي بالكثير من الانطباعات والذكريات عن تلك الزيارة ولكن لن أنسى ذلك اليوم الماطر الذي قضيناه في عالم البحار التركي برفقة وزير النقل ورئيس غرفة الملاحة عبد القادر صبره والمهندسة رشا محمد مديرة التعاون الدولي في وزارة النقل..
استخدمنا في رحلتنا ما يمكن اعتبارها / سفينة نقل داخلي / تنقل الركاب ما بين ضفتي البوسفور من الجزء الآسيوي إلى الجزء الأوروبي من اسطنبول وبالعكس وكانت سفينة رائعة بكل معنى الكلمة...
ولكن الذكرى الأجمل كانت زيارة حوض إنشاء وتعمير وصيانة السفن في منطقة /توزلا/، عالم قائم بحد ذاته، آلاف العمال يعملون بجد ونشاط يبنون لتركيا اسماً ساطعاً في عالم البناء وإصلاح السفن، يعملون بخط بياني متصاعد حتى أصبحوا من أهم أربع دول تعمل في هذا المجال على مستوى العالم. هناك 65 حوض بناء وسيصبح عام 2010 نحو 125 حوضاً وأصبحت تركية الرابعة عالمياً في صناعة السفن وحققت صادرات عام 2007 بقيمة 3.5 بلايين دولار وستطور عام 2010 إلى 7 بلايين دولار
هناك استقبلوا - وزيرنا ووزيرهم - ( بينالي يلدرم) استقبال أهل البيت، وكانت جولة تحت الأمطار قادتنا إلى سفينة اسمها ( القبطان أحمد) تحمل علم بنما ولكنها مملوكة للسيد عبد القادر صبره يتم تعميرها في توزلا وعليها كادر يكاد يكون سورياً بالكامل.
زرنا أيضاً شركة تركية كانت تقوم بتصنيع زورقين بتقنيات عالية لصالح المديرية العامة للموانئ، واعتقد أنه احتفل باستلامها وتشغيلها منذ أيام في اللاذقية...
في تلك الزيارة بحث وزير النقل ورئيس غرفة الملاحة مع الأتراك إمكانيات التعاون لإنشاء حوض إصلاح وتعمير سفن في سورية ولكن يبدو أن الحديث ذهب أدراج الرياح....
قبيل تلك الزيارة بأيام، كانت شركة سورية خاصة، أعتقد أن مالكها السيد حبيب مرقص قد شغلت رحلات سياحية إلى ميناء / أفماغوستا/ فيما يدعوه الأتراك جمهورية شمال قبرص، واعتبروا هذا الأمر انجازاً كبيراً ويستحق الشكر والتقدير للشعب السوري الذي قام بهذه المبادرة. وبالطبع الحكومة السورية أوضحت أن الأمر يعكس حالة محبة وتعاون بين الشعبين وهو مبادرة من القطاع الخاص والشعب السوري تجاه الأشقاء الأتراك ..
في تلك الزيارة وعقب انتهاء اللقاء مع الرئيس التركي عبدالله غول الذي أشار إلى هذا الأمر في اللقاء، قام وزير النقل بالتفاتة "تاريخية" عندما قدم رئيس غرفة الملاحة عبد القادر صبرة بأنه (البطل) الذي كان وراء تشغيل خط اللاذقية – أفماغوستا.. وكان هناك حديث ودي للغاية لدقائق لصبره مع الرئيس التركي...
مرت الأيام وحصد ( البطل ) النتائج ، أصبح السيد عبد القادر صبره قنصلاً فخرياً لتركيا، ومنذ أيام تم اختياره رئيساً لمجلس رجال الأعمال السوري التركي وهو مستمر من نجاح إلى نجاح ولا سيما في ملف العلاقات السورية التركية.