القاهرة – رئيس التحرير
كالعادة ، حضر السوريون بقوة في مؤتمر عربي جديد هذه المرة للمغتربين ..
الوفد السوري برئاسة وزير المغتربين جوزيف سويد حقق حضوراً متميزاً داخل وخارج القاعة مدعوماً بتجربة ناجحة في التعامل مع المغتربين ، و أعضاء المجلس الاستشاري الاغترابي وفي مقدمتهم السيد نبيل الكزبري والسيد حسام حمد الله قاموا بنشاط جيد لتعزيز التواصل وتبادل الخبرات و إنجاح المؤتمر ، كذلك كان حضور السفير الناجح يوسف أحمد وأعضاء السفارة وكادر وزارة المغتربين الذي يضم معون الوزير وائل بادين والمستشار محمد عطية ...
ولكن مفاجأة حفل الافتتاح كانت في اللحظة الأولى عندما افتتح المؤتمر بكلمة الشباب العربي المغترب ألقتها الشابة السورية المغتربة في موسكو ريمي فندي التي تركت انطباعاً رائعاً لدى الجميع نالت عليه الاستحسان ..
وفي التفاصيل :
افتتح في مقر جامعة الدول العربية صباح اليوم المؤتمر الأول للمغتربين العرب تحت شعار (جسر للتواصل) وبمشاركة عدد من الوزراء العرب المعنيين بشؤون الهجرة والمغتربين بينهم وزير المغتربين جوزيف سويد و وفود تمثل الجاليات المقيمة في الخارج.
وأكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في كلمة افتتاحية ان القرن ال21 يشهد صراعا بين الحضارات يستند الى مبررات سلبية جدا يتعين مناقشتها ومعرفة اسبابها والاخطاء التي أدت اليها.
وحذر من أن هذه التحديات الهائلة تستدعي التعاون في ظل تغير المشهد الدولي ومنها صراع الحضارات الذي أطلق سياسات عنف وممارسات ارهاب عانى منها الجميع مؤكدا أنه آن الاوان لعلاج الخلل الحالي بين الشرق والغرب أو بين الاسلام والغرب.
وشدد موسى في كلمته على أن الجامعة العربية تولي اهتماما بموضوع المغتربين منذ المراحل المبكرة لنشأتها ثم تزايد هذا الاهتمام في عام 2002 من خلال الاعلان عن انشاء جهة مستقلة تعنى بهذا القطاع ضمن هيكل الجامعة وذلك في اطار جهود تحديث منظومة العمل العربي المشترك.
واوضح ان الجامعة العربية تسعى من خلال هذا المؤتمر الى طرح اطار للتعاون البناء الذي يعود بالخير على الجميع معولا على دور الجاليات العربية في الخارج في تحقيق التواصل بين اوطانها الاصلية ومجتمعاتها الجديدة.
وألقت الشابة السورية ريمي الفندي كلمة الشباب الغربي المغترب أكدت فيها عمق ارتباط الجيل الثاني من أبناء المغتربين بوطنهم الأم دون أن يقلل ذلك من محبتهم وانتمائهم لأوطانهم الجديدة التي ولدوا بها وغالباً تكون أمهاتهم منها ، وعرضت فندي لتجربتها الناجحة كشابة مغتربة وما تقوم به لمصلحة سورية والأمة العربية ، وأكدت أن أمل الأمة في استعادة الحقوق ومواكبة التطور يعتمد على الشباب ، ونوهت بما تقوم به سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد لربط المغتربين بالوطن ..
من جهته ذكر الجراح العالمي الدكتور مجدي يعقوب في كلمة مماثلة ان العلم والطب والانسانية ثلاثة عناصر تعلمها في الحياة وتمثل محور عمله بحثا عن الحقيقة مؤكدا أهمية العلم في نهضة الامم وتحقيق التقدم لشعوبها.
واعتبر يعقوب انه على المغتربين العرب ديون لأوطانهم الاصلية يجب اداؤها موضحا ان الانسانية تعاني من الم شديد في امراض القلب والشرايين حيث يموت سنويا 20 مليون شخص منهم 80 بالمئة في الدول النامية.
أما نائب رئيس جامعة ليل الفرنسية الدكتور نبيل الحجار فتناول من جانبه المفاهيم السائدة حول قضية المغتربين وبناء جسور التواصل بين العالم العربي وابنائه معددا الاسباب التي تؤدي الى الهجرة ومنها الفقر وتردي الحالة الاقتصادية.
وذكر ان الجيل الاول من المهاجرين عانى الكثير في البلدان التي هاجر اليها حيث لم يكن هناك تواصل مع المجتمعات الجديدة والاصلية.
سويد يعرض التجربة السورية
وفي الجلسة الحوارية التي تحدث فيها عدد من الوزراء العرب والمغتربين تحدث الوزير جوزيف سويد عن تجربة سورية الغنية في مجال المغتربين ودورها الريادي بربطهم مع وطنهم داعياً للاستماع أكثر لما يريدونه لتحسين واقع حياتهم وتعزيز ارتباطهم بأوطانهم وقضاياهم ، وعرض سويد لمبادرات سورية لتأسيس صندوق لدعم المغتربين وبيت خبراء من المغتربين ..
كما طلب أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى كلمة - من خارج جدول الأعمال - من السيد نبيل الكزبري واصفاً إياه بـ "أحد أعمدة العلاقات العربية الأوروبية " فعرض الكزبري لتجربته الاغترابية ودور المغتربين في خدمة أوطانهم وشرح قضاياهم
يذكر ان هذا المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام يتناول دور منظمات المجتمع المدني في النهوض بالأوضاع العامة للجاليات العربية من الجوانب الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وكذلك دور المغتربين العرب في تنمية وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان.
ويرأس عضو المجلس الاستشاري الاغترابي السيد نبيل الكزبري جلسة عن الجيل الثاني ومأزق الهوية غداً الأحد ..
كما يسعى المؤتمر الذي يعقد بناء على قرار من الوزراء العرب المعنيين بشؤون الهجرة والمغتربين العرب في اجتماعهم الأول عام 2008 الى ايجاد اطار تنظيمي يضم المغتربين العرب في شتى أنحاء العالم.
ويشارك فى المؤتمر عدد من رموز الجاليات العربية فى مقدمتهم الدكتور مجدى يعقوب جراح القلب العالمى فى إنجلترا، والدكتور نبيل الحجار نائب رئيس جامعة ليل المكلف بشئون الثقافة والاتصالات بباريس، والسير بيير دى بانيه عضو مجلس العموم الكندى والوزير السابق، والدكتور حميد آيت عبد الرحيم نائب مدير المركز البلجيكى للبحوث النووية، والدكتور فاروق الباز العالم فى وكالة ناسا لأبحاث الفضاء، وغيرهم من الشخصيات العربية المتميزة التى تمثل الجاليات العربية فى الخارج، وعدد من ممثلى المجتمع المدنى المؤسسة من قبل الجاليات العربية المغتربة.