كتب أيمن قحف
عندما هممت بتوقيع ورقة ما اليوم وأردت أن أكتب التاريخ ، انتبهت أن اليوم هو 7-7 وتذكرت أمسية رائعة على كورنيش اللاذقية الجنوبي عشتها منذ أربع سنوات بالضبط ..
في 7-7-2007 الساعة السابعة مساء كنا على موعد مع افتتاح أول مشاريع شام القابضة ، التي كانت في الأسابيع الأولى من ولادتها ، والمشروع كان سلسلة مطاعم "فيو" ذات الإطلالة الفريدة على المتوسط والتي أصبحت اليوم من أهم معالم الضيافة الراقية على الاحل السوري ..
اختار رئيس مجلس إدارة شام القابضة السيد نبيل الكزبري تاريخاً مميزاً ، كله يتألف من الرقم سبعة للافتتاح ، وألقى يومها كلمة معبرة قال فيها :
" أهلاً وسهلاً بكم جميعاً في هذه الأمسية الجميلة بوجودكم، ويسرني باسمي وباسم أعضاء مجلس إدارة شام القابضة ومساهميّها أن أرحب بكم، وأتمنى لكم سهرة ممتعة.
إنها لمناسبة سعيدة أن نلتقي سوية لافتتاح هذا المجمّع السياحي المميّز، وهو باكورة مشاريعنا التي نرجو لها النجاح والتوفيق، وبداية سلسلة من المشاريع التي ستقام هنا في هذا الساحل الجميل، وفي مناطق أخرى في سورية.
قد تتساءلون لماذا وردت في الدعوات أربعة سبعات، إنها الساعة السابقة من اليوم السابع للشهر السابع من عام2007 ،إنها صدفة مباركة كريمة، حيث للرقم 7 صلة كبيرة في الثقافة والعلوم والآداب، وفي القرآن الكريم ورد رقم7 عشرات المرات، حيث خلق الله سبحانه وتعالى السموات السبع والأرض، في ستة أيام ثم استوى على العرش في اليوم السابع، خلق سبع سموات طباقاً، والبحر يمده من بعده سبعة أبحر، أيام الأسبوع سبعاً، ورقم 7 الدارج بيننا هو حرف V باللاتينية وهي علامة النصر Victory، كذلك عجائب الدنيا سبعة، والسبعة عدد فريد لايقبل القسمة ولا التقسيم.
هذا حالنا في شام القابضة، يداً واحدة، هدفنا واحد: هو أن نساعد سوية في بناء هذا الوطن، وأن نقدم أثراً واقعياً وملموساً على مرّ الأجيال، وأبد الدهر والزمان.
كما أن تجديد البيعة المباركة المميزة هي لسبع سنوات، وما ستحمله من خير وبركة وسلام وكرامة بإذن الله، فالشام القابضة تؤمن إيماناً مطلقاً بأن وطننا هو خيار الماضي والحاضر والمستقبل.
إن العهد الذي قطعته الشام القابضة على نفسها وهو أن خدمة الوطن ليست مجالاَ للمساومة وعملنا هو التميز الدائم مهما كانت التحديات والبحث الدائم عن الريادة في الأداء لمشاريع تبض سعادة وقيمة. هي الشراكة الصادقة فيما بيننا التي عمادها الثقة المتبادلة والعمل الدؤوب الذي منطلقه التكامل في كل مشروع ننفذه فمنطلقنا الإبداع في كل تفاصيله.
أهلاًَ بكم ثانية، راجين لكم أمسية جميلة في ربوع شواطئنا الرائعة، حماها الله وحمى سورية. .."
اليوم تأتي هذه الذكرى ، والكزبري سلم الأمانة بعد دورة انتخابية بدأت في 28 نيسان 2007 وانتهت في نفس التاريخ 2011 ، وما بين التاريخين قام الكزبري ومجلس الإدارة والعاملين ببناء شركة عصرية تعمل وفق أرقى نظم الإدارة والشفافية والحكم الرشيد ، شركة قابلة للحياة والعمل نداً لند مع كبريات الشركات العالمية ، شركة لم تحصل على أية امتيازات بل أرادت المنافسة الشريفة لأن أنظمتها صممت على نحو لا يقبل الفساد أو الامتيازات ..
اليوم تحارب الشركة ومساهميها السبعين الذين يمثلون كل المجتمع السوري ،من يعاقبون ؟ إنهم يحاربون موظفيها ومشاريعها التي تخدم المواطن السوري الحالم بفرصة عمل ...
لفقوا لها التهم التي لا يقبلها العقل ، ولو أرادوا الحقيقة لسألوا شركاتهم العالمية والعربية التي تتعامل معها وصارت شريكاً لها : هل تقوم الشركة بشيء غير "البزنس " ؟
هل هناك امكانية لصرف ألف ليرة دون قيود ؟
هل يقبل سبعون مساهماً ومئات الموظفين والشركاء العرب والأجانب وشركات التدقيق العالمية المعروفة أن يدخلوا في لعبة خطرة مثل "تمويل قتل المتظاهرين المسالمين " ؟
أي سخرية بعقول الناس هذه ؟!
هل حقاً دولة مثل سورية بجيشها وأمنها ومؤسساتها التي أثبتت أنها قادرة على ضبط الأمور دون عون من أحد ، هل هي بحاجة شركة اقتصادية لمساعدتها ؟!
هل يصدق أحد أن شخصية عالمية مرموقة ويحمل الجنسية النمساوية مثل نبيل الكزبري يمكن أن يسمح لشركة يرأسها أن تنحرف عن مسارها ، أو تصرف ليرة واحدة في غير مكانها ؟
تتداعى الأفكار وأنا أرى كيف يحاولون ضرب الاقتصاد السوري عبر ضرب رموزه من اشخاص ومؤسسات دون أدنى وجه حق !
لقد شكلت شام القابضة حلماً جميلاً لمساهميها وعامليها وعشرات الآلاف من السوريين الذين ارتبطت حياتهم بمشاريعها الطموحة ...
أذكر لحظات الفرح والأمل منذ أربع سنوات ، وأحزن للهجمة على شركة كل ذنبها أها تمثل صورة مستقبلية مشرقة للاقتصاد السوري ..
أحزن للظلم الكبير الذي لحق برئيسها السابق السيد نبيل الكزبري الذي صرف من وقته وماله عشرات الملايين من الليرات ليبني شركة شفافة لم يستفد منها شخصياً بل كان يريدها نموذجاً لشركات سورية القادمة ..
إلى من يعاقب السوريين "ظلماً " ويدعي أنه ينتمي إلى بلد يؤمن شعبه بالله نقول :
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً إن الظلوم على حد من النقم
تنام عينك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم