أطلقت مجموعة من رجال الدين السعوديين، حملة إلكترونية عبر شبكات التواصل الاجتماعي تهدف إلى تشجيع التبرعات لما يسمّى (الجيش الحر)، واستطاع كل من سعد البريك وسلمان العودة ومحمد العريفي جمع نحو ثلاثة ملايين متابع لحساباتهم على شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر” التي يدعون من خلالها ويحثون متابعيهم على التبرع.
يُذكر أن واحدة من قنوات التبرعات، هي “جمعية إحياء التراث الإسلامي الكويتية”، التي اعتبرتها كل من الولايات المتحدة في العام 2008 والأمم المتحدة في العام 2002 كياناً إرهابياً يساعد على تسليح وتمويل تنظيم “القاعدة”، الأمر الذي يبعث القلق لاسيما على ضوء التقارير التي تتحدث عن وجود عناصر من التنظيم الإرهابي في صفوف المسلحين في سورية!!.
وامتدت حملة دعم ما يسمى (الجيش الحر) إلى خارج الحدود السعودية، حيث يدعو مطلقو الحملة إلى التبرع عبر حسابات مصرفية في الكويت، ومصر، ولبنان، وتركيا، وقطر، والبحرين، والأردن، بالإضافة إلى سويسرا، وألمانيا، وبريطانيا. وتُناقض هذه التحركات الداعية إلى تمويل (المعارضة السورية) ما كان عدد من رجال الدين قد أعلن عنه خلال الأحداث في مصر التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك، حيث دعا سعد البريك على سبيل المثال إلى “تحطيم جماجم” أي سعودي يخطر على باله التظاهر ضد الملك عبدالله بن عبد العزيز، فيما شرع اليوم بالتصريح عبر صفحته على الـ”فايسبوك” عن الأموال التي بدأ بالحصول عليها لدعم الجماعات الإرهابية في سورية، بهدف تشجيع المزيد من التبرعات.
وأعلن في الـ30 من أيار الماضي، أنه وعائلته تبرعوا بنحو 25 ألف دولار لما يسمّى (الجيش الحر)، كما أن أحد أبنائه توجه إلى الكويت لتسليم الأموال إلى جمعية “إحياء التراث الإسلامي”، في المقابل، ادّعت الرياض رسمياً رفضها للحملة، وتنصل المفتي السعودي عبد العزيز آل الشيخ من رجال الدين الذين يجمعون التبرعات العشوائية من دون موافقة السلطات!!.
وبالرغم من أن الأزمة في سورية، قضية مشتركة بين السعودية والولايات المتحدة، إلا أن الدور الذي يقوم به السعوديون يشكل مدعاة قلق للأمريكيين، حيث إنهم يوصلون الأموال إلى مجموعة مرتبطة بتنظيم “القاعدة”، وبالتالي فإن تأثير المال السعودي وارتباطه بالمذهب الوهابي يزيد من خطر تحول الأزمة في سورية إلى صراع طائفي!!.
|