كتب:أيمن قحف
في شباط 2007 كان لي موعد مع زيارة ماليزيا ،البلد الذي طالما حلمت بزيارته والاطلاع على"التجربة الماليزية"..
كانت زيارة سياحية أساساً،حرصت هيئة السياحة الماليزية –التي تتخذ شعاراً لها(ماليزيا ..آسيا الحقيقية)-على أن يكتشف وفدنا(الإعلامي-السياحي) تلك البلاد المدهشة التي بنت حضارتها في وقت قياسي رغم أنها تعيش في طقس لا يتغير على مدار الفصول والسنوات والعصور..طقس استوائي يجمع الشمس والمطر الغزير بين ساعات اليوم الواحد و درجة الحرارة تكاد لا تتغير!!!
زرنا العاصمة كوالالامبور وبرجيها التوأم الشهيرين، زرنا بوتراجايا العاصمة الحديثة قرب كوالالامبور والتي انتقلت إليها جميع الدوائر الحكومية فغدت مجتمعاً جديداً راقياً خفف العبء عن العاصمة..
زرنا بعض الجزر في الأرخبيل الماليزي ،رأينا جمال الطبيعة والناس والنهضة الصناعية والعمرانية ،اطلعنا على نظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي ،حيث هناك سلاطين يتزعمهم الملك الذي يتسلم منصبه بالتناوب ما بين السلاطين..
الأثنيات الكثيرة تعيش بتوافق رائع وخاصة ما بين المالاي والصينيين والهنود وبقية الأقليات..
ختام جولتنا كانت في مدينة مالاكا السياحية الشهيرة حيث حضرنا الاحتفال الكبير الذي يقام بمناسبة رأس السنة الصينية..
التزمنا بالتقاليد وارتدينا القمصان البرتقالية وحضرنا الكرنفال الرائع هناك...أجواء تشبه السحر ما زلت أذكرها حتى هذه اللحظة وكأنها حصلت بالأمس..
دائماً ما أصف نفسي بـ"المرضي"..لأنني أسعى بكل حياتي لرضى الله ورضى الوالدين، وعندما يوفقني الله من حيث لا أحتسب أدين بالفضل لرضى الله ورضى الوالدين..
في ذلك اليوم،ولم أكن في مهمة عمل من صحيفة البعث بل في زيارة سياحية خاصة،وجدت نفسي فجأة وجهاً لوجه أمام السيد عبد الله بدوي رئيس وزراء ماليزيا ،هذا أمر مهم بالتأكيد لأي صحفي أن يسلم على رئيس وزراء دولة عظيمة مثل ماليزيا ويلتقط صورة تذكارية معه،و لكن الأهم يومها،وهذا توفيق الله لي،أن بدوي كان سيزور في اليوم التالي سورية في زيارة رسمية على درجة كبيرة من الأهمية!!!
عرفته بنفسي،و وجهت له السؤال المتوقع حول زيارته لسورية وأجابني إجابة مختصرة لكنها كانت تكفي لإنجاز رسالة إخبارية متميزة أغنيتها بمعلومات ولقاءات أخرى وأرسلتها لتنشر في صحيفة البعث وموقع سيريانديز يوم وصوله كسبق صحفي متميز..
من أجل الذاكرة ..أعيد نشر تلك التغطية..حيث"كنت هناك"...وفي ثنايا الخبر سنجد كيف أننا احترفنا"إضاعة الفرص"!!!
بدوي عشية زيارته إلى دمشق:
العلاقات السورية الماليزية تتقدم باستمرار
كوالالمبور-أيمن قحف:
عبر عبد الله أحمد بدوي رئيس الوزراء الماليزي عن سعادته البالغة لزيارته المنتظرة لسورية وقال في تصريح خاص لـ «البعث» من ملقة بماليزيا إنه يأمل بأن تحقق زيارته ولقاءاته بالمسؤولين السوريين المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين وأن تسهم في بلورة مواقف تعزز العلاقات الثنائية وخدمة العالم الإسلامي في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي التي ترأسها ماليزيا حالياً.
وعبر رئيس الوزراء الماليزي عن تفاؤله بتوقيع العديد من الاتفاقيات وزيادة التعاون من خلال برامج التعاون الفني بين الجانبين، مشيراً إلى أنه يتابع باهتمام البرنامج التنموي الطموح الذي تنفذه سورية، مؤكداً استعداد بلاده لتقديم كل الدعم المطلوب.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها «البعث» من أوساط الجانب الماليزي في كوالالمبور فإن الزيارة ستكون غنية وستتضمن توقيع عدة اتفاقيات وبحث مختلف مجالات التعاون لاسيما في مجال منع الازدواج الضريبي وتطوير التبادل التجاري كذلك التعاون في مجال الإسكان والبناء وبشكل خاص مشاريع السكن الشبابي والشعبي وتنفيذ الطرق السريعة ومن أهمها تحويلة دمشق الكبرى وتأمين مياه الشرب والصرف الصحي للمدينة الصناعية في عدرا، كذلك من المرجح الاتفاق على مشروع لتطوير مطار دمشق الدولي وسوف يتم بحث تشغيل الرحلات الجوية بين البلدين ولاسيما تشغيل الخطوط الماليزية إلى سورية، كما سيتم بحث الواقع المروري في دمشق وسبل تطويره.
وعلمت «البعث» أن الوفد سيضم وزراء الخارجية والتجارة والصناعة والأشغال والتعليم العالي وشؤون رئاسة مجلس الوزراء وعدداً كبيراً من المسؤولين والبرلمانيين والخبراء.
وتوقعت الأوساط الماليزية أن تسهم الزيارة في إعطاء دفع جديد للعلاقات المتنامية بين البلدين.
وقال تان سري داتو حاج محيي الدين وزير الزراعة الماليزي لـ«البعث» إن بدوي سيبحث خلال زيارته العلاقات الثنائية سياسياً واقتصادياً وتحقيق أفضل ما يمكن لتطوير العلاقات لاسيما أن ماليزيا حالياً ترأس منظمة المؤتمر الإسلامي وبالتالي فإن بدوي سيسعى من خلال الزيارة إلى تقوية وتعزيز الرؤية المشتركة بين أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي وما يمكن أن تفعله سورية وماليزيا بشكل مشترك بما يحقق مصلحة الأمة الإسلامية.
وأضاف الوزير الماليزي لـ «البعث» إن العلاقات السورية الماليزية تتقدم، آملاً بأن يتعزز التعاون في جميع المجالات وأن تضاف مجالات جديدة لما هو قائم ولاسيما تطوير علاقات القطاع الخاص بين البلدين، مشيراً إلى أهمية تشكيل مجلس رجال الأعمال السوري الماليزي مؤخراً والذي يعول عليه لتطوير العلاقات الاقتصادية.
وأكد محيي الدين أن ماليزيا تأمل بأن تساعد سورية في مخططها التنموي والصناعي، مشيراً إلى أن بلاده وافقت على إنشاء مجموعة استشارية لدراسة مشروع تطوير الطرق وكذلك مجالات عديدة أخرى فنية وإنشائية وصناعية، وشدد على ضرورة توقيع المزيد من الاتفاقيات لتبادل الخبرات والتعاون في المجالات الزراعية والصحية.
واعتبر الوزير الماليزي أن الخطة الخمسية الجديدة في سورية تشكل بداية جيدة للإصلاح الاقتصادي، مؤكداً على ضرورة إعطاء مدة زمنية محددة لتنفيذ البرامج وهذا يعتمد على كفاءة القطاع الحكومي.
من جهته قال سمير الكور قنصل ماليزيا الفخري في سورية إن لدى ماليزيا رغبة قوية في مساعدة سورية في شتى المجالات وهي تملك من الخبرة التنموية والإصلاحات ما يمكنها من لعب دور هام في دعم سياسة الإصلاح في سورية، موضحاً أن المشاريع التي ستبحث سيتم تنفيذها بوقت قياسي.
نبذة عن رئيس الوزراء الماليزي
يشار إلى أن عبد الله بدوي من مواليد 1939 من أسرة سياسية معروفة يحمل إجازة جامعية في الدراسات الإسلامية من جامعة ملايا، عمل ما بين 1964 - 1969 كسكرتير مساعد في وزارة الخدمة العامة ثم رئيساً لسكرتارية المجلس التنفيذي الوطني 1969 - 1971 الذي رسم الخطة الاقتصادية ما بين 1970 - 1990، ثم مديراً عاماً لوزارة الرياضة والشباب 1971 - 1974 ونائباً للأمين العام للوزارة، ثم سكرتير البرلمان لشؤون المنطقة الفيدرالية ونائباً للوزير ثم وزيراً في مكتب رئيس الوزراء ثم وزيراً للتعليم 1984 - 1986 ثم وزيراً للدفاع 1987، وغاب عن الحكومة لبعض الوقت ثم أصبح وزيراً للخارجية 1991 - 1999 وفي كانون الثاني 1999 عين نائباً لرئيس مجلس الوزراء واختاره رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد وكيلاً له في رئاسة حزبه وعند استقالة الأخير تسلم بدوي رئاسة الوزراء في تشرين الأول 2003.