كتب أيمن قحف
كإعلامي وطني،لا يسعني إلا أن أحترم أي مرسوم يصدر عن السيد رئيس الجمهورية وألتزم به.
كإعلامي، لا يسعني إلا أن أحترم جميع زملاء المهنة مهما كان تاريخهم أو مستوى أدائهم..
كإعلامي ،وكصاحب مؤسسة إعلامية ورئيس تحرير يعمل تحت مظلة القانون،من الواجب علي أن أتعامل مع مؤسسة"المجلس الوطني للإعلام"التي ينضوي عملنا تحت مظلتها..
ولكن،وكإعلامي يحترم نفسه،يقتضي واجبي أن أقول أنه على الرغم من كل ظروفنا التي تقتضي إعادة صياغة آليات عملنا،إلا أن هناك كثيرون ممن يحيطون بأصحاب القرار في مراكز حساسة لم يدركوا طبيعة تغير المجتمع السوري،ولا سيما احتياجات الوصول إلى إعلام وطني متفوق قادر على تشكيل الوعي والتعامل مع الحدث والدفاع عن الوطن والمواطن!!
أقول أن من رشح للجهات الأعلى بعض أسماء أعضاء المجلس الوطني للإعلام الجديد لا يحترم مهنة الإعلام ولا تطلعات الإعلاميين ولا خصوصية المرحلة..
من رشح الأسماء يريد أن يحولنا كإعلاميين ومؤسسات إعلامية إلى أجساد هزيلة ضعيفة غير كفؤة وفعالة لأن "قيادة إعلامنا"لا تمثل احتياجات المهنة!!
قبل أن أشرح وجهة نظري سأعدد أسماء المجلس الجديد وما أعرفه عن كل واحد منهم،وليصحح لي من يراني مخطئاً في تفصيل ما:
يتألف المجلس الوطني للاعلام من السادة :
محمد رزوق رئيساً:حقوقي،كان خارج وزارة الإعلام معظم مسيرته الوظيفية،عمل مديراً عاماً للمؤسسة العربية للإعلان ومديراً إدارياً في مؤسسة الوحدة ومعاوناً لوزير الإعلام وهو رجل لم يمارس المهنة في تاريخه ولا أدري كيف سيقود المجلس لتحقيق مهامه وبأي عقلية؟
أحترم مرسوم سيادة الرئيس ،وأحترم الرجل،وأحترم من يريد أن يعيده بعد التقاعد إلى منصب ما،ولكن !!!
فؤاد عبد المجيد البلاط نائبا للرئيس:إعلامي عتيق،عمل مديراً عاماً للإذاعة والتلفزيون،ومستشاراً للوزير،وترك العمل الإعلامي منذ سنوات طويلة،وطيلة عمري في المهنة-قرابة ربع قرن-لم أعلم بأي نشاط في الإعلام للرجل ،رغم أنني أشهد بنشاطه ومبادراته في المجلس الوطني للإعلام السابق.
د. ناديا خوست عضواً:سيدة محترمة جداً،أكاديمية،علاقتها بالإعلام علاقة كتابة زاوية صحفية لم تدخل مجال المهنة أبداً!!
ناظم بحصاص عضواً:مدير عام سابق لمؤسسة الاتصالات،أتفهم وجوده من الناحية التكنولوجية الخاصة بالإعلام الالكتروني.

د. فؤاد شربجي عضواً:إعلامي معروف عمل مديراً للتلفزيون السوري والدنيا ومكتب الجزيرة والإخبارية السورية،مشاغب ومشاكس من الطراز الأول،لكنه لعب دوراً معطلاً وناقداً سلبياً لكثير من أعمال المجلس بدل من التقدم بمبادرات ايجابية.
د. خلف الجراد عضواً:رجل أكاديمي محترم وعاقل كان رئيساً لتحرير صحيفة تشرين ومديراً عاماً لمؤسسة الوحدة،ومن ثم سفيراً في الصين،قدم من الجامعة للإعلام بمرتبة رئيس تحرير،وعلاقته بالإعلام لم تتعد هذا المكان!!
جورج قيصر عضواً:إعلامي عتيق ،ومهني محترم،قضى حياته المهنية مديراً عاماً لمؤسسة الشبيبة وجريدة المسيرة ،وفي السنوات الأخيرة عمل مديراً لتحرير صحيفة الوطن.
ماريا ديب عضواً:مذيعة متقاعدة،لطيفة الإطلالة،اشتهرت ببرنامج "ما يطلبه الجمهور"!!
محمود الجمعات عضواً:مذيع إذاعي،تحول للتلفزيون أخيراً،يتميز بالمشاكسة في عمله الإعلامي.
أرجو أن أكون منصفاً في سرد ما أعرفه عن كل عضو في المجلس،ولكن علي الآن أن أطرح بعض الأسئلة:
-أين الإعلاميين ممن عاركوا في مهنة الصحافة الحقيقية في الإعلام المطبوع والتحقيقات ،ممن بنوا أسماء إعلامية شهد لها الجميع ويمكنهم من خلال انتمائهم المخلص للمهنة أن يقودوا عملية بناء إعلام جديد؟
- أين الأسماء الشابة التي يمكنها أن تنقل روح العصر وروح الشباب ؟
-أين خريجي كلية الإعلام وهم يشكلون اليوم القوة المؤثرة في جسم الإعلام السوري؟
-مرة أخرى :من يمثل الإعلام المطبوع بتاريخه الموجود في الثورة والبعث وتشرين من الإعلاميين الذين عملوا في المهنة ولم يأتوا بالمظلات؟
-من يمثل الإعلام الخاص في تشكيلة المجلس،لاسيما أن الإعلام الرسمي لم يخرج من عباءة وزارة الإعلام؟
-من يمثل الإعلام الالكتروني القادم الأقوى في صورة الإعلام الجديد؟
-أين أساتذة الإعلام في الجامعة؟
-هؤلاء القادمون من عباءة المؤسسات الرسمية وعاشوا على"التوجيهات وإرادة المسؤولين الأكبر"كيف سيتخذون القرارات ،ومن سيعتبرون مرجعيتهم،وكيف سيدافعون عن إعلام خاص لا ينتمون إليه ؟
أخيراً:
أتمنى التوفيق للمجلس الجديد،رغم أنه لا يمثل تطلعاتي،وأرجو أن "يصدمني"بأداء لم أكن أتوقعه،وعندها سأعتذر للجميع،وخاصة لمن رشح الأسماء !!