كتب :أيمن قحف
على أكتاف سد مريزة ( الباسل ) في صافيتا ،حيث يرى الناظر أجمل التلال الخضراء المكللة بأشجار الزيتون والحراج والورود المزركشة ... ثمة جبل ( اصطناعي ) يشوه جمال المنظر والأكثر غرابة أنه يعطي فكرة عن جبال الإهمال التي تلف عمل الجهات العامة !!!
كانت مجرد زيارة إلى منطقة السد في محاولة فاشلة لتعلم الصيد بالسنارة , اكتشفنا فيها أنه لم يعد هناك مكان لهواة الصيد لأن ممتهني الصيد الجائر بالشبك وغيره قد قضوا تقريبا على الثروة السمكية فيه دون رقيب !!
في الطريق باتجاه طرطوس - بعد تجاوز جسم السد وبحيرته -وأنا استمتع بجمال الطبيعة، صدمت بجبل – نعم جبل – من الآليات المنسقة !
مئات وربما آلاف من الآليات الهندسية والشاحنات والميكرباصات والسيارات الصغيرة تبدو وقد أكلها الصدأ وكأنها تركت منذ انتهاء العمل في بناء السد قبل حوالي ربع قرن دون استخدام حتى اصبحت كتلاً من الخردة !!
حاولت أن أفهم السبب ،أو عائدية تلك الآلات ولماذا تركت ولكنني وجدت أنني متأخر جداً على السؤال فلن يكون هناك عملية ( انقاذ لما يمكن انقاذه ) فأياً كانت الجهة المنفذة (الاسكان العسكري أو ريما أو غيرها )أو مسؤولية وزارة الري – الموارد المائية، فإن الحقيقة الوحيدة أن هناك اهمالاً وسوء إدارة أخرج أسطولاً كاملاً من الاليات كان يمكن اصلاحه واستخدامه في مشاريع جديدة أو حتى تحويله الى معمل الحديد في حماه لتكون له بكل الأحوال قيمة يمكن استخدامها لمصلحة الاقتصاد الوطني بدلاً من تحوله لكتلة صدئة تلتهم عشرات الدونمات من الأرض الخصبة التي خرجت لنفس السبب من الاستخدام الزراعي !
نتمنى من كل قلبنا أن يفتح تحقيق حول هذا الإهمال وان يفهم الناس لماذا لم يقم أي مسؤول ولا حتى رئيس بلدية بفعل شيء لمعالجة هذه المشكلة , فهو هدر للإمكانات يكاد يكون أكبر تأثيرا من الفساد بعينه ،بل وربما نكتشف أن هناك آليات يمكن إصلاحها وإعادة استخدامها في مرحلة نحن بأمس الحاجة فيها إلى آليات لإعادة الإعمار ولتوفير المال لاحتباجات المواطن..