سيريانديز- كوثر علي
شهادةُ حقٍ وصوتٌ حي ندد بالقرارات الخاطئة التي اتخذتها جامعة الدول العربية ضد سورية وكشف الستار عن مؤامرات حيكت فيها, فوضع بأيدينا وثيقة تاريخية أهداها " إلى كل شهيد وشهيدة سقط على يد الإرهاب والتكفير, إلى كل عربي أَبِيٍّ يعشق معرفة الحقيقة إلى كل حر شريف في هذا العالم كان شاهداً على سياسات بشعة صاغتها أيادٍ خارجيّة ملوثة أمعنت في تدمير وطن وقتل شعب"
فبرعاية وحضور الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية أقامت وزارة الثقافة اليوم حفل توقيع كتاب ( الجامعة العربية وسورية..دور باطل ومال قاتل) للدكتور عدنان منصور وزير الخارجية اللبناني السابق, والذي وثّق فيه مسارات الأزمة السورية منذ بدايتها والقرارات التي صدرت ضدها في جامعة الدول العربية ودور الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفاؤهم فيما حُضِّر لسورية من مؤامرات كانت الجامعة أداة تنفيذها, كما تضمن الكتاب في فصوله الـ37عرضاً لرسائل وتوصيات وعرض تقارير فرق بعثات المراقبين العرب عن حقيقة الأوضاع في سورية والتحول في مواقف الدول,وتم توقيع الكتاب في مكتبة الأسد الوطنية.
وفي كلمة له قبل توقيع الكتاب أشار الدكتور عدنان منصور إلى أن سورية تتعرض منذ أكثر من خمس سنوات إلى حملة من أكبر الحملات للنيل من شعبها ودولتها ومؤسساتها, وبالرغم مما أرسل إليها من مرتزقة ومال وسلاح وعتاد وما تم من تنسيق بين قوى الهيمنة وإسرائيل وما رُصد لها من مؤامرات صمدت سورية بتلاحم جيشها ومؤسساتها.
وأضاف: " كُنا نعرف مسبقاً حقيقة وأهداف قوى الهيمنة والتسلط في الغرب والصهيونية ولم نستغرب ولكن ما لم نتوقعه موقف عربي أتى من جامعة كان يفترض أن تكون الحصن الموحد لا المفرق, الجامع لا المحرض, لذلك ومن أجل الحقيقة وللتاريخ أعددت كتابي, ففي خضم الأحداث الدامية والسياسات المدمرة والصفقات القبيحة من قبل قوى الطغيان ومن يدور في فلكها من عبيد وعملاء ومأجورين رضخت الجامعة العربية لقرارات ظالمة ضد سورية عبرت عما يريده الغرب وإسرائيل في المنطقة العربية تحت شعارات كاذبة معنونه بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ", مبيناً أن قرارات الجامعة المنحازة برهنت على فشلها الذريع وأدت إلى تدفق الأموال والمرتزقة والأسلحة والإرهابيين ملحقة بسورية القتل والدمار والإرهاب والتطرف لتفكيك النسيج الوطني والقومي والاجتماعي والثقافي فيها, مؤكدا ثقته بأن سورية ستستعيد عافيتها ودورها من جديد لتكون درع الأمة وقلبها النابض.
وقال وزير الثقافة في تصريح للصحفيين عقب توقيع الكتاب " إن الكتاب يكشف حقيقة و دور بعض السياسات التي سيطرت على قرار الجامعة العربية وحرفتها عن مسارها, ويؤكد أن العدوان على سورية كان مبيتاً منذ اللحظات الأولى واستخدمت الجامعة العربية أداة وعتبه للانطلاق بالعدوان على ليبيا أولاً ثم على سورية "
وتابع خليل " إن خير من ينشر تفاصيل ما حدث الوزير عدنان منصور باعتباره صاحب تجربة كبيرة في خفايا العمل السياسي في الجامعة التي لم تكن عربية في دورها, وقدم وثيقة تاريخية تكشف إلى حد بعيد طبيعة الانحدار الذي وصل إليه العمل العربي و السلطة القائمة في بعض البلدان العميلة لدول أجنبية".
ومن جانبه شدد وزير التربية الدكتور هزوان الوز على حاجتنا اليوم لهذا الكتاب كوثيقة للأجيال القادمة خاصة أن الدكتور عدنان من داخل الجامعة ومطّلع على الخفايا التي حدثت فيها,متأسفاً على المنحى الذي اتخذه البعض ومواقفهم تجاه سورية العضو المؤسس في الجامعة العربية والتي كان لها بصمتها ومشاركتها الفاعلة والقوية, آملاً عودة الجامعة العربية إلى حضن العرب وأن لا تدفع الشعوب العربية ثمن أخطاء حكامها.
فيما اعتبر وزير التعليم العالي الدكتور محمد عامر المارديني الكتاب شاهداً على العصر ووثق بجرأة وشفافية ما جرى ضد سورية, ولتوقيعه في دمشق أهمية خاصة باعتبارها حاضنه للعرب وقضاياهم ولا يمكن أن يظهر لهم أي عمل أدبي أو تاريخي إلا بالمرور في دمشق الحضارة والتاريخ.
وبدوره قال سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم علي " الكاتب شاهد حي يوثق بهذا الكتاب مرحلة كان شاهدا فيها وفي أشهرٍ منها كان رئيس لمجلس وزراء الخارجية أعرب وعرَّف بمواقفه الصارمة , وهو كتاب جدير بأن يقرأ لأنه ينعي دول ومواقف وبنفس الوقت يؤرخ لصمود مقاومين وقادة, وسورية هي المثال الذي يقف عنده الكاتب في مواجهة المال القاتل.. والدور الباطل للجامعة العربية والأنظمة التي مولت هذا الدور, فالجامعة العربية خالفت ميثاقها ونعت نفسها. "
ولفت رئيس اتحاد الصحفيين إلياس مراد إلى أن أدوات العدوان الصهيوني الغربي على سورية والمنطقة العربية لم تكن خفيَّة بل تكشَّفت منذ بداية الأزمة وتجسدت بالجامعة العربية وما قامت به, مشيراً إلى الدور الذي قام به أصدقاء وحلفاء سورية في الوقوف إلى جانب سورية وشعبها, ومنهم الوزير عدنان الذي عبر عن موقفه القومي ونبَّه من انعكاسات وخطورة ما تقوم به جامعة الدول العربية من اعتداءات بحق سورية وشعبها وحق العروبة والعرب غير متأثر بأي ضغط أو تهديد من داخل حكومته أو خارجها.
ومن جهته اعتبر رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور نضال الصالح الكتاب دليل على وعي المثقفين العرب الحقيقيين ورغبتهم بقول الحق وكشف المؤامرات التي تواجهها سورية.
أما المفكر والباحث الدكتور علي القيم رأى أن توقيع الكتاب في دمشق كما في بيروت يعتبر احتفاء بهذا الإنجاز الحضاري التاريخي الكبير,والدكتور عدنان خير من يتكلم ويكتب عن هذه المواضيع لأنه عاصر الكثير من الأحداث العربية وكان واعياً لرسالة السياسي والمفكر والإعلامي وكتب بحب ودقة وموضوعية عن أحداث نحن بأمس الحاجة للتعبير عنها كونها وثيقة ضارية تشهد على أفعال الجامعة العربية.
وقال الأديب بديع صقور عضو المكتب التنفيذي باتحاد الكتاب العرب "إن الكتاب في فصوله يبدأ منذ لحظة اندلاع الحرب في سورية إلى آخر ما حصل عبر خمس سنوات عجاف والدم السوري يسفح على يد التنظيمات الإرهابية والتكفيرية إضافة إلى ما يصرف من أموال وما يحشد من مرتزقة وسلاح برعاية الجامعة العربية ومن معها من الغرب و الصهاينة"
يذكر أن الدكتور عدنان منصور مواليد بيروت, والتحق بالسلك الدبلوماسي عام1974وشغل العديد من المناصب في وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان ومناصب أخرى ليصبح فيما بعد وزير خارجية لبنان في الفترة بين عامي 2011- 2014 .