سيريانديز- سومر إبراهيم – كوثر علي
بدعم من اتحاد المصدرين وهيئة تنمية ودعم الإنتاج المحلي والصادرات انطلقت مساء أمس في فندق الداما روز بدمشق فعاليات معرض موداتكس للأزياء والجلديات الذي قام برعاية وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية بمشاركة 75 شركة من مختلف المحافظات .
وأكد معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور سامر الخليل في تصريح لسيريانديز حرص الوزارة وشركائها في الوزارات الأخرى وقطاع الأعمال وسعيهم المستمر لدعم المنتج المحلي وتأمين مستلزمات نجاحه لأن نجاح المُنتِجين هو نجاح للاقتصاد بالدرجة الأولى, مشيراً إلى الدور الكبير للمعارض التي تدعمها الوزارة بتسليط الضوء على المنتجات السورية التي تتمتع بمزايا عالية من حيث الجودة والسعر سواء كانت هذه المعارض داخلية أم خارجية.
ولفت الخليل إلى أن صناعة النّسيج من الصناعات المتميزة في سورية وإقامة معرض مختص بهذه الصناعة يدل على عراقتها وجودتها, كما أن وجود مُنتِجين متعدّدي الاختصاصات (ألبسة نسائية- ألبسة أطفال- الرجالية –اللانجوري- والجلديات) يعكس قدرة الصناعيين السوريين على الحضور وإظهار منتجاتهم وتسويقها لتغطي حاجة السوق المحلي ويكون المعرض قاطرة لتصدير هذه المنتجات للخارج, مؤكداً أن الوزارة تقدّم التسهيلات اللازمة لاستيراد المواد الأوليّة وكل ما يحتاجه الصناعي.
من جهته أوضح رئيس اتحاد المصدرين السوري محمد السواح لسيريانديز أن أهم أهداف المعرض هو إيصال رسالة حقيقية للعالم أن الصناعة في سورية بدأت تتعافى ، والقطاع النسيجي عاد للحياة في سورية كلها والذي يؤكد ذلك مشاركة منتجين من حلب حماة وحمص واللاذقية وطرطوس والسويداء ودمشق وريفها واغلب المحافظات السورية ، وهذا أيضاً يؤكد أن لدينا اكتفاء ذاتي من هذه المنتجات ، مبيناً أن اتحاد المصدرين يدعم المعارض الداخلية والخارجية وأوجه الدعم تكمن في تأمين إقامة الزوار من المناطق البعيدة وتأمين الصالة والدعاية الإعلامية وغيرها .
وبين مدير هيئة تنمية ودعم الإنتاج المحلي والصادرات إيهاب اسمندر أن المعارض في هذه المرحلة تعتبر آلية مهمة لإعادة الحياة إلى الإنتاج المحلي ، حيث نلاحظ من معرض لآخر ازدياد كبير في عدد المشاركين وابتكارات جديدة في طرائق العرض وجودة في المنتجات وتواصل أفضل مع المعنيين بالعملية الإنتاجية وتلمس للصعوبات والمعوقات التي تعترضهم مما يساهم في إعادة الطاقة الإنتاجية في سورية إلى حجمها الطبيعية ، ومعرض موداتكس هو واحد من هذه المعارض وهو متخصص في مجال المنتجات النسيجية ، وهذا النوع من الصناعة من أهم حوامل الصناعة السورية حيث يعتمد على الصناعة التحويلية ويساهم في عملية التصدير ، وهذا النوع من الصناعة أثبت قدرة كبيرة على تجاوز ظروف الأزمة حيث كان من السهل الانتقال من المنشآت الإنتاجية الضخمة إلى منشآت بديلة من حيث المبدأ وهي الورش المنزلية والمنشآت المؤقتة ، مضيفاً أن الصناعة النسيجية تشكل حوالي 40% من الصادرات الإجمالية في سورية وبالتالي كان الرهان على هذا النوع من الصناعات صحيحاً .
وذكر رئيس قطاع النسيج في اتحاد المصدرين نزار الحملي أن الاتحاد يدعم المنتجين من خلال المشاركة بأسعار الستاندات وعرضها للمنتجين ، مضيفاً أن مهنة صناعة الألبسة فنية والصناعي السوري مبدع في هذا المجال ، والمنسوجات السورية غزت العالم في فترة من الزمن ، وإقامة المعارض دليل على استمرارية الإنتاج برغم الظروف وإصرار الصناعيين السوريين على البقاء ، منوهاً أن ضيق الصالة حدّ من عدد العارضين حيث أن الكثير من الشركات لم تستطع المشاركة ، وستتاح لها فرص أخرى في معارض قادمة وخاصة بعد افتتاح مدينة المعارض في القريب العاجل .
بدوره بيّن رئيس لجنة القطاع الزراعي في اتحاد المصدرين إياد محمد أن المعارض الداخلية التي ينظمها الاتحاد هدفها تحديد خارطة وتوزُّع المُنتِجين المحليّين ومعرفة حاجاتهم بدقّة وإتاحة الفرصة لهم لعرض منتجاتهم والتواصل فيما بينهم وبين الزبائن, لافتاً إلى الدعم والتسهيلات الكثيرة التي يقدمها الاتحاد فيما يتعلّق بالحجوزات والشركات المشاركة من خارج دمشق, ومعتبراً أن إقامة المعرض بالتزامن مع المشاركة السورية في معرض " غلف فود " ومعارض خارجية أخرى دليل صمود المُنتِج والصّناعي السوري واستمرار سورية بالعمل والتطور وتذليل الصعاب.
من جهته لفت مدير عام المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية فارس كرتلي إلى الأهمية الكبيرة التي يتمتع بها معرض موداتكس وأنه انعكاس لصمود الاقتصاد السوري, مشيراً إلى أن ضيق المساحة المحجوزة في فندق الداماروز 200 م2قلَّلت عدد الشركات المشاركة فالكثير من الشركات كانت ترغب بالمشاركة ولم تستطيع لأن المساحة غير كافية,وبهذا الصدد هناك مساعٍ لإعادة الحياة لمدينة المعارض وإقامة المعارض التخصصية فيها.
واستطلعت سيريانديز أراء بعض الشركات المشاركة :
حيث أكد مسؤول شركة لاروزي لألبسة الأطفال البناتية عدنان الحجيري أن هذا المعرض يتيح المجال للصناعي لعرض منتجاته في تجمع كبير يتيح لمختلف الشرائح من داخل سورية وخارجها للاطلاع على منتجات الشركة ويفتح المجال لتسويقها ، ذاكراً أن هذه الشركة شاركت في معرضي بيروت والعراق واستطاعت أن تحقق انتاجاً جيداً برغم الظروف والحفاظ على سمعتها واليد العاملة فيها .
وشركة أزياء الصّباغ التي عانت من عدم وصول البضاعة المخصصة للمشاركة في المعرض كاملة نتيجة للأوضاع الأمنية بمدينة حلب, حيث وصلت الدفعة الأولى من المنتجات المقرر عرضها, وأشارت الشركة إلى أن المعرض دليل استمرار الصناعة والإنتاج السوري رغم الأزمة التي أدت إلى ضعف الإنتاج.
أما شركة زلحف و صايغ المختصة بملابس الأطفال اعتبرت أن المشاركة في المعرض تعكس صمود المنتجات والألبسة السورية التي تضاهي بجودتها وأسعارها الألبسة الأجنبية,وكان للشركة العديد من المشاركات في المعارض الداخلية والخارجية نتيجة للطلب الكبير والإقبال على البضاعة السورية.
ملبوسات المنهل لأزياء الحوامل اعتبرت أن عمل الصناعي في سورية كفاح ونضاله لاستمرار الصناعة وتأمين احتياجات السوق المحلية في ظل الأزمة الحالية والأضرار الكبيرة التي لحقت بالمنشآت والمعامل الصناعية يعكس القدرة على مواجهة الصعاب التي برزت بشكل كبير في المعارض الداخلية والخارجية.
ودورها شركة غولدن ستار للشحن وتقديم الخدمات اللوجستية شاركت في المعرض من خلال عرض على الصادرات قدمته للمنتجين والصناعيين الذين يثبِّتون معها شحن لكافة أنحاء العالم حيث تقدم الشركة لهم مقطع الشحن ( دمشق- بيروت ) مجاناً مما يشجع على التصدير ويخفِّض التكاليف الشركة , كما قدمت الشركة عرضاً على الواردات مقطع ( بيروت- جديدة) مجاناً.
فيما أشارت شركة محمد دحدوح للمنتجات الجلدية إلى إقبال التجار من خارج سورية لزيارة المعرض وشراء المنتجات.
وأكد التاجر الأردني المقيم في حلب رامز فريج لسيريانديز إقبال التجار من حلب وطرطوس واللاذقية بغرض التسوُّق والشراء من الشَّركات المشاركة في المعرض لبيع هذه المنتجات في أماكن ومحافظات أخرى , لافتاً إلى أن المعرض فرصة لتجميع المنتجين والتجار والزبائن حيث يوفِّر أكثر من 50 مُنتِج وصناعي بنفس الوقت والمكان مما يخفف على التاجر عناء المواصلات والبحث عن أماكن المنتجين.