سيريانديز- كوثر علي- رانيا شحيدة
برعاية وزارتي الاقتصاد و الصِّناعة ودعم من هيئة تنمية الإنتاج المحلي والصَّادرات انطلقت اليوم فعاليات معرض ( خان الحرير ), الذي أقامتهُ غرفة صناعة حلب بمشاركة 70 شركة حلبيّة متخصِّصة في الأزياء والأقمشة ومستلزمات الإنتاج في فندق الداماروز بدمشق.
وأشار وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور همام الجزائري في تصريح للصحفيين عقب افتتاح المعرض إلى أن الصّناعة الحلبيَّة صناعة أساسيَّة في البنية الصناعيِّة لسورية ففيها يتم تصنيع الأقمشة ومستلزمات الإنتاج, وتعافي هذه الصِّناعة هو تعافي العمق الصّناعي لسورية, سيما أن هذا المعرض يأتي بالتزامن مع الانجازات التي يحققها الجيش السوري في حلب وريفها, لافتاً إلى أن المعرض إشارة من دمشق على عودة التَّعافي الصِّناعي تدريجياً لحلب وأنّه يشكِّل مرحلة أولى حيث ستكون المرحلة اللاَّحقة في محافظات سورية أخرى وسينتقل خان الحرير من دمشق إلى أسواق خارجية كلبنان.
وبيّن الجزائري أن التحدي الأكبر أمام الحكومة هو خلق الدَّخل حيث أن الحرب فرضت تكاليف حياتِيَّة عالية وانعكست على أسعار السّلع والخدمات التي يحتاجها المواطن وخلق هذا الدّخل سيكون بتشجيع الصّناعة والعمل كي تستعيد عافيتها, مشيراً إلى حجم التدمير والأضرار الكبيرة التي ألحقها الإرهاب بالبنى الصِّناعية وأن صناعييِّ حلب اليوم يثبتون أن السوري قوي وقادر على النهوض والاستمرار وخوض الصِّعاب .
كما أكد وزير الصناعة كمال الدين طعمة أن المعرض ظاهرة إقتصادية تجمع المستهلك مع الصناعي بشكل مباشر دون أي وسيط, مشيراً إلى أن المعرض يَعُج بالمنتجات المتنوعة التي تلبي حاجة المواطن السوري وأن الكثير من العارضين يصدرون منتجاتهم إلى خارج سورية وهذا دليل على بدء تعافي الاقتصاد السوري وعودة الحركة الصناعيّة والصناعة السورية إلى ألقها في القريب العاجل.
وبدوره وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك جمال شاهين اعتبر أن المعرض دليل صمود الصناعة السورية خاصة الحلبية رغم التخريب والأعمال الإرهابية التي طالت البنى التحتية والمنشآت الصناعية, لافتاً إلى أن المعرض يأتي ضمن السياق الواضح لسياسة الدولة بدعم المنتجين وتخفيض التكلفة على المستهلكين وترتبت العديد من القرارات المتلاحقة لدعم الإنتاج وتأمين حاجة السوق المحلية.
ومن جهته رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة حلب فارس الشهابي أكّد أن معظم الصِّناعيين المشاركين في المعرض لاتزال معاملهم ومنشآتهم مدمرة ومحتلَّة من قبل المسلحين ولكنهم انتقلوا إلى أماكن أخرى آمنه وإصرارهم على العمل جعلهم اليوم يشاركون في معرض خان الحرير لإعلاء صوت الصناعة وصوت حلب الصامدة, مشيراً إلى أن المعرض رسالة تحدي لحكومات الدُّول التي موَّلت الإرهاب ودعمتهُ وحاولت نسف وتدمير الصناعة والاقتصاد السوري بأن الصناعة السورية لن تموت وستنهض من تحت الرماد لتتحدى وتنتصر ورغم أن الإنتاج في حلب كان تحت القذائف وفي أجواء الإرهاب وهذا ما يميِّزُه عن جميع الصِّناعات في دول العالم والتي لا يمكن أن تستمر في مثل هذه الظروف .
وكشف الشهابي أن المعرض جزء من سلسلة معارض متلاحقة لخان الحرير ستكون بمشاركة التجار والصناعيين من مختلف المحافظات السورية بما يضمن مشاركة تليق بحلب ومكانتها كعاصمة للصناعة الوطنيَّة.
سامر الدبس رئيس غرفة صناعة دمشق بيّن أن الغرفة تسعى لتستعيد الصناعة الحلبية مكانتها وتعود حلب العاصمة الاقتصادية مجدداً وأنه سيكون هناك تعاون مع الصناعيين في حلب قدر الإمكان في سبيل تحقيق ذلك, لافتاً إلى الإقبال الكبير على المعرض من الزبائن لتنشيط الصناعة الحلبية.
أما رئيس غرفة تجارة دمشق غسان القلاع أعرب عن أمله الكبير وفرحهِ برؤية المنتجات والبضائع الجاهزة المصنوعة في مدينة حلب برغم الأحداث التي مرت بها المدينة من ندرة في المياه والكهرباء واليد العاملة, وتهجير أهلها, ولكن مازال المواطن يعمل وينتج ويثبت وجودة والمعرض خير دليل على ذلك.
ومن جانبه مدير هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي والصادرات إيهاب اسمندر قال " إن المعرض مؤشر بأن منتجي مدينة حلب كانوا على مستوى التحدي وتمكنوا في الموعد المناسب من تنظيم معرضهم وتقديم منتجات يمكن المراهنة عليها من حيث الجودة والمنافسة في السوق المحلية والأسواق الخارجية", مشيراً إلى أن الصناعة النسيجية تحتل المرتبة الثانية في الإنتاج السوري بعد صناعة الأغذية والمشروبات, وأن العمل الجماعي لعب الدور الرئيسي في وصول المعرض إلى مرحلة الانطلاق وإنجاحه حيث لقي دعماً حكومياً كبيراً كما أن هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي والصادرات هي الداعم الرئيسي لتنظيم المعرض.
واعتبرت الشركات المشاركة في المعرض أن المشاركة مثَّلت تحدٍ كبير رغم الظروف الأمنية التي شهدتها حلب والحصار الاقتصادي استطاع الصناعيون الاستمرار ولو أن الإنتاج تضرر بشكل كبير وقدموا من حلب إلى دمشق لعرض منتجاتهم رغم مخاطر الطريق الذي انقطع ليلة أمس لمدة أربع ساعات حسب كثير منهم, مشيرين إلى أن المعرض دليل على أن الصناعة الحلبيّة حيّة وتتعافى وستعود عودة الإنتاج إلى ما كانت عليه فيه السابق تزامنا مع انتصارات الجيش السوري في حلب