بالرغم من مضي أقل من أربعة أشهر على استشهاد أخيه في معارك مع المسلحين، نجح الشاب السوري عبد الله سقاطي في دخول موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، بعد تفوقه في تنفيذ تمرين مسجل ضمن قوائم الموسوعة في التحديات الرياضية الفردية.
وتفوق اللاعب الشاب على الرقم العالمي بثمانية عدات، محققاً 54 عدة في عرض جماهيري أمام قصر المحافظة في مدينة اللاذقية السورية أمس، مهدياً فوزه إلى روح شهداء سوريا وإلى روح أخيه الذي لم يلتقه منذ التحاقه بخدمة العلم قبل عامين ليأتي نبأ استشهاده نهاية العام الماضي، مضيفاً في حديث لـ «السفير» أنه يشعر بغصّة لأن أخيه لم يحضر فوزه العالمي هذا.
اللاعب سقاطي (18 عاماً)، الطالب في كلية الرياضة في جامعة تشرين، سبق له أن نال بطولة الجمهورية في رياضة التايكواندو منذ ثلاث سنوات، في أول مشاركة له في بطولة رسمية، ومع أنه يستخدم يده اليمنى في حياته إلا أنه نفذ التمرين باستخدام يده اليسرى محققاً النتيجة في الوقت المقرر.
دخول الشاب سجل «غينيس» يعتبره إنجازاً سورياً يثبت إرادة الحياة لدى السوريين وإصرارهم على تحقيق الإنجازات رغم كل الظروف التي تمر بها البلاد، داعياً كل من لديه قدرة لتصحيح الصورة السورية إلى القيام بذلك، «فنحن»، كما يقول، «في حاجة لكل الجهود في هذه الفترة».
يشبه التمرين المنفذ تمرين الضغط المعروف بالتمرين السادس، ولكنه ينفذ وفق قواعد صارمة معتمدة لهذا النوع من المسابقات، حيث يجرى باستخدام يد واحدة مستنداً على الإبهام والسبابة في مدة زمنية لا تتجاوز دقيقة واحدة يحق للاعب فيها التوقف متى شاء ولكن يحتسب زمن التوقف من زمن المسابقة الكلي.
وأجرى سقاطي تجارب عدة قبل القيام بالعرض الجماهيري وصل فيها إلى 65 عدة، يقول في حديثه إنه لم يكن يسعى إلى «غينيس» بالأساس، فهو يتدرب منذ سنوات لبناء جسده كما كان يفعل البطل العالمي بروس لي، ولكن مدربه اقترح عليه الفكرة فوافق عليها. ومنذ عامين يقوم بتمارين خاصة تركز على تقوية جميع عضلات الجسم بالكامل ومنها عضلات مخفية تساهم في أداء التمرين بشكل صحيح، فإجراء التمرين السادس بيد واحدة بالاستناد إلى الإبهام والسبابة يتطلب جهداً كبيراً.
إدارة الموسوعة وافقت كما يقول اللاعب على طلبه بتنفيذ تمرين الضغط على إصبعين رغم رفضها العام لهذه التمارين بعدما سجل لاعب صيني رقماً عالمياً يصعب كسره، دفعاً للناس من المخاطرة من دون نتائج. وقد حصل عليها بعد ثلاثة أشهر ونصف تقريباً من المراسلات عبر صديقه المهندس نوار ترك الذي تولى العملية، في الوقت الذي قام هو فيه بتجارب أداء في صالات عدة أمام مدربيه وبشروط المسابقة العالمية الدقيقة ذاتها بإشراف لجنة مختصة من الاتحاد الرياضي قامت بمراقبة وحساب العدات وفق الشروط، بحيث يكون الجسم قطعة واحدة مستقيماً من دون انحناءات، ويمكن ثني الذراع بزاوية 90 درجة، ثم رفع الجسم من دون الحاجة لمد الذراع بالكامل وفقاً لحديث أحد أعضاء اللجنة.
وأوضح مدربه، الحكم الدولي السابق، إسبر إلياس أن اللاعب حطم الرقم القياسي السابق (46 عدة) المسجل باسم الرياضي المصري محمد زينهم في ثلاثة اختبارات مسجلاً بين 50 و65 عدة، موضحاً أن الفكرة اختمرت لديه منذ ثلاث سنوات فعمل على تنفيذها مع اللاعب وفق برنامج تدريبي قاس تضمن تدريباً يومياً لمدة ساعتين في صالة التايكواندو في الملعب البلدي للمدينة بمواظبة ومتابعة حثيثة وإرادة فولاذية من اللاعب نفسه.