سيريانديز- كوثر علي
للعلمِ والتَّطورِ كما للصُّمود والتَّحدي فيها, نزعَةٌ ممزوجةٌ بعزيمةِ الأبناء وانفتاحِ العقول, وإشارةٌ إلى أنَّ سورية تنبض بالحياة رُغم سنينِ الحرب, وليست كما أرادَ المُتربّصونَ بها أن تكون. فبرعاية وزارة الصّحة انطلقت اليوم أعمال المؤتمر العلمي التّاسع لنقابة أطباء دمشق بالتزامن مع معرض الصحّة الطبيّة / MED Health/ بدورته الثانية، الذي تنظمه شركة مسارات للمعارض.
ويتضمن المؤتمر محاضرات مقسمة على ثمانِ جلسات تتمركز حول آلام أسفل الظهر ودراستها بشكل موسع إضافة إلى ورشات عمل, وذلك في فندق الداماروز بدمشق.
وأشار مفتي الجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون خلال افتتاح المؤتمر إلى أن سورية صامدة وعصِيَّةٌ على الإرهاب و ستبقى تُعلِّم البشريَّة القيم, قائلاً : / إنَّ الإنسان إذا بنيتَهُ ثقافةً وعلماً وطباً وصحةً وقِيادةً وفكراً وسياسةً جَعلتَ الوطن خالداً وهذه المؤتمرات تؤكد أنَّ سورية العطاء مازالت تبني وتتعافى و تقول للعالم كُله أردتم موتي و تدميري و جهلي وأراد الله حياتي و علمي /, ومؤكداً أن بناء الإنسان جسداً وفكراً وعلماً وثقافةً أقدس من بناء المساجد والكنائس والمعابد وأن سورية سَتُعاود بناء نفسها بسواعد أبنائها اللذين ثبتوا في الوطن ولم يغادروه.
كما أكّد معاون وزير الصحة الدكتور أحمد خليفاوي لسيريانديز أن إقامة المؤتمرات في هذه الظروف دليل على تعافي القطاعات العلمية والصحيَّة ومواجهة التحديات الكبيرة التي تتعرض لها سورية والمحاولات الهادفة إلى انهيار النظام الصحي والعلمي فيها, وأنّها فرصة للمشاركين للإطلاع على آخر المستجدات وما توَصَّل إليه مجال العلوم الطّبية مما ينعكس إيجاباً على المواطن الذي يراجع الأطباء في المراكز والمشافي .
ولفتَ خليفاوي إلى أن أولويات الوزارة تغيرت في ظل الحرب باتّجاه الخدمات الاسعافية وإعادة ترميم المشافي التي تم استهدافها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة , وتامين الخدمات الصحية , لكنها لم تغفل تأهيل وتدريب الكوادر الطّبية والعاملة في هذا المجال من خلال ورشات العمل والمحاضرات والنّدوات والمؤتمرات لإغناء المعلومة عند الأطباء مع محاولة مواكبة المستجدات العاليمة الحديثة في مجال الطب ضمن الإمكانات المتاحة.
بدورهِ بيَّن نقيب أطباء دمشق الدكتور يوسف أسعد أنَّه نتيجةً لانتشار المرض وشيوعِه تميَّز المؤتمر العلمي التاسع بالغوص في مرض آلام الظهر من مختلف الجوانب والبحث في كيفيَّة تطوير تشخيص هذا المرض بالنسبة للأطباء الممارسين ودراستَهُ من الناحية النفسية والعصبية والنسائية, وعند الأطفال واليافعين ومن ناحية الإصابات الرضية والحوادث والتطور الخلقي والالتهابات والأمراض الفقرية والوراثية والأورام.
وأشار أسعد إلى أن المؤتمر سيتضمن ورشتي عمل الأولى لكيفية فحص المريض المصاب بأمراض ظهرية وتشخيصها, والثانية حول كيفية قراءة الصور الشعاعية بالنسبة لآلام الظهر/ الصور الشعاعية البسيطة - الطبقي المحوري - الرنين المغناطيسي /, لافتاً إلى الإقبال الكبير الذي شهدهُ المعرض في يومهَ الأول وإلى أنه فرصة للأطباء للتَّعرف على كافة شركات الأدوية والتجهيزات الطبيّة , وفرصة تسويقيَّة لشركات الأدوية التي لازالت موجودة وتعمل على الأرض.