كتب: اخيل عيد
منذ إنشاء اللجنة العليا للإغاثة وعملها يكتنفه الكثير من الارتجال تبعاً لظروف التهجير المختلفة والعمليات الارهابية وعمليات الجيش المضادة دون أن تتجسد هذه اللجنة بشكل فعلي كمؤسسة وطنية ذات نظام عمل واضح ومنصف، وإن كانت ظروف التهديد بالملف الإغاثي فرضت عليها طابعاً "أممياً" بحيث هناك من البسطاء من يتساءل إن كانت مؤسسة سورية وتعمل لصالح البلد وأبنائه أم لا!!!
وبدا على هذه اللجنة في الفترة القريبة الماضية هذا المظهر بشكل واضح فحين تناقش مسؤولاً فيها تشعر بأنك تتحدث إلى الصليب الأحمر أو صندوق الغذاء العالمي أو اليونسكو
ثم تظهر من بعد ذلك أمثلةٌ على هذا السلوك الغريب لا يمكن السكوت عليها في مطلق الأحوال لأن من يدفع الدم والأبناء هو فعلاً وبكل معنى الكلمة غير الذي يعد التوابيت أو ربما لا يهتم لعدد أضرحة الشهداء وعذابات فلذات أكبادهم!!
من هنا لا تستغرب أن تتخذ مسؤولةٌ في اللجنة الفرعية أشد القرارات تحدياً لمشاعر الجنود وأهل الجنود وهي تواصل نمط حياتها المترف الذي يمكن بالقليل من عدم الغلو في الإسراف فيه أن يغيث مئات العائلات ,ولكن ما يأخذ القصة إلى أعلى درجات الاشمئزاز أن تقوم هذه المسؤولة بإيقاف كل أشكال المساعدات عن منطقة مساكن الحرس وحي الورود وفقط عن هاتين المنطقتين تحت ذريعة ملاحظات لاحظتها على أداء هذه الجمعية المعنية بتوزيع المساعدات هناك ,والأغرب أن تستقتل بشراسة منقطعة النظير في سبيل منع هذه المساعدات عن الآلاف من أسر العسكريين والشهداء والمهجرين والجرحى والفقراء بحجج أشد إساءةً من الفعل وفي ذروة جنون الدولار وجوع الناس
منذ ستة أشهر لم يعد أحدٌ من هؤلاء يأخذ معونته وكثيرٌ منهم مهجرون من مناطق الارهاب وتحاجج (م ع) بأنهم فئة غير مستهدفة وأن المنظمات الأممية غير معنية بهم ,وهذا غير صحيح بالمطلق لا سيما مهجري الحي وضحايا الارهاب. ولكننا نحاجج أيضاً بأن مخالفة الجمعية لم تقدم عليها أية أدلة تذكر أو ذات قيمة ,كما أن المعني المباشر بمحاسبتها هي وزارة الشؤون الاجتماعية وليس (م ع) ,وإذا كان ولا بد من إجراء فيجب أن لا يمس آلاف الأسر المستفيدة من الجمعية بدون إيجاد بديل ,ثم إننا رأينا كثيراً من الجمعيات التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء ولم تتخذ اللجنة العليا أو الفرعية أي إجراء بحقها وما زلت ترى بضائع الإغاثة معروضةً للبيع في كل مكان الشيء الذي لا تراه في مساكن الحرس وحي الورود .
أذكر أن الدكتورة كندة الشماط استجابت بكل معنى الاستجابة حين قيل لها بأن سكان مساكن الحرس وحي الورود هم درع العاصمة وكانت وجهت يومها بأن تقدم أقصى المساعدة الممكنة إلى درع العاصمة ومساكن الجيش العربي السوري
تقول (م ع) بأن سيارات كانت تنقل المساعدات خارج الحي وهذا صحيح وفي وسعكم أن تسألوا فوج القوات الخاصة في حقل شاعر أين ذهبت السلال التي تبرع بها فقراء الحي مع الجمعية وأرسلوا معها بعض الأطعمة وبعض الذبائح والأغراض من بيوتهم وفي وسعكم أن تسألوا العديد من قطع الجيش الأخرى
ومن كل الجمعيات الفاسدة التي لا تعرف كيف تصرف كمياتها الفائضة لم تر هذه المسؤولة سوى مساكن الحرس وحي الورود ولم تتخذ أي إجراء سوى ضدهم
فليأكل التكفيريون و أهالي التكفيريين وليأكل الوحش والطير في مناطق المسلحين ...وليجع أطفال الشهداء ...حقاً هذه أغرب حربٍ تخاض تحت الرب!!!