سيريانديز- مكتب اللاذقية- رشا ريّا
قبل خمس سنوات, لم يكن العيد ليمر على أطفال سوريا بطريقة مغايرة لأقرانهم في البلدان الآخرى إلا أن الحرب لها رأي آخر ، فالعيد أطلَّ هذه السنة كما في كل سنوات الحرب بالمزيد من مساحة الجروح والتحسر على ماكان.
"الأطفال باتوا يعتبرون شراء ثياب العيد كالحلم, بسبب الغلاء الفاحش بالمقارنة مع السنين السابقة" على حدّ قول أم محمد, التي تضيف : أطفالي يسألونني في كل يوم عن ثياب العيد, ولا أملك إجابة, فالأطفال لن يستطيعوا إدراك حجم الضائقة المادية التي نمرّ به) .
أمّا ريما الصغيرة، فتجيب : (ما عاد فيه عيد هيك سمعتون عم يقولوا, ما بعرف ليش بس مات كتير ناس وماما دايماً لابسة أسود وزعلانة ) .
الأمر لا يقتصر على لباس العيد فحسب حيث أنَّ طقوس العيد بمجملها باتت تختفي تدريجياً (حلويات, عصائر, عيديات).
تعبّر نور لسيريانديز فتقول: زيارات المعايدة للأهل والأقارب باتت نادرة، وحلويات العيد باتت معدومة إلّا في بيوت الميسورين, الأسعار ترفع ضغط المواطن ، ثم تمزح قائلةً : هل عرفت الآن سبب زيادة معدل الجلطات؟.
بالرغم من الإجماع على صعوبة الوضع الإقتصادي هذه الأيام, إلّا أن أسواق اللاذقية شهدت ازدحاماً نسبياً ، البعض يكتفي فقط بالذهاب إلى السوق كنوع من التقليد لا أكثر حيث يعود غالبيتهم كما يقال (بخفي حُنين), ولكن تبقى فئة من الناس لا تتأثر بهبوط الدولار أو بصعوده والتي قد تدفع عشرات الآلاف من الليرات (من طرف الجيب) على حذاء.
في حديث لسيريانديز مع أحد التجار قال: (لا أعلم ما أقول ولكن عندما أحصل على البضاعة بسعر كذا بالجملة فمن الطبيعي أن يكون سعرها غالٍ على المواطن, فهي غالية علينا كتجار من الأساس وحقنا أن نربح, فهذا مصدر رزقنا مثلنا مثل أي مواطن يملك مصدر رزق ثابت أو مؤقت).
في صراع ما قبل و ما بعد, يبقى الشعب السوري وحده قادراً على خلق سعادته والرضا ضمن أصعب الظروف وتحت مختلف الضغوط ، التي من الممكن أن يتعرض لها, فلا الحرب ولا ضيق الحال والأحوال سيجبرانه على الإستسلام.