رولا سالم- بورصات و أسواق
زارت (بورصات و أسواق) فرن قمرين الذي ينتج الخبز السياحي حيث التقت المدير العام للفرن السيد أنس شمَا للوقوف على واقع الخبز و آليات إنتاجه وتصنيعه وكل الأمور المهمة في تصنيع الخبز السياحي ومدى تأثره بالأزمة الراهنة وانعكاساتها على آليات الإنتاج في الفرن حيث قال شمَا : إن مادة الطحين هي الأساس في تصنيع الخبز السياحي بالإضافة للسكر والخميرة لكن مادة الطحين كانت متوفرة أكثر من الوقت الحالي أيضاً السكر ومادة المازوت كانت متوفرة وبأسعار رخيصة حيث كان سعر اللتر35 ليرة أيضاً مادة الخميرة سعر الطن الواحد منها يصلنا ب مليون ونصف و أكد الشماس بأننا كقطاع خاص لا نتلقى أي دعم من الحكومة أدى لزيادة العبء علينا بشكل كبير حتى المواد الأولية التي تدخل بصناعة الخبز السياحي يتم شراؤها بشكل خاص فنحن على سبيل المثال نشتري الطحين الأبيض أما في الأفران الحكومية يستخدمون الطحين الأسمر ونحن لا نشتري هذا النوع من الطحين ,وهذا بالتالي يؤدي بأن يكون لدينا أسواقنا الخاصة التي تشهد ارتفاعاً أحياناً يكون يومياً أو ساعياً ونشتري من التاجر نفسه الذي بدوره يرفع الأسعار كما يحلو له ونضطر لرفع سعر ربطة الخبز بارتفاع أسعار المواد الأولية فنحن نبيع الربطة اليوم ب275ليرة سورية وهذه الزيادة في الأسعار تتم على أساس غلاء مادة الطحين وتابع الشماس إذا أردنا أن نقوم بمقارنة البيع ب ماقبل الأزمة نجده غير مناسب أبداً ولكن أستطيع القول بأنه مقبول بالنسبة لهذه الأوضاع , و أكد شمَا بأننا يومياً نتلقى شكاوي المواطنين على ارتفاع سعر الخبز لكن نحن لا نملك القرار ولا نستطيع فعل شيء نعم أقول بأن الحق مع المواطن ولكن هذا الارتفاع يرتفع علينا أيضاً لدرجة أن كيس النايلون الذي تتم تعبئة الخبز فيه أصبح رقم بالنسبة لنا فالكيس الواحد يكلفنا17 ليرة لكن نحن نشتري بكميات كبيرة .
لا جواب من التموين على شكوانا كفرن خبز سياحي ولا نتلقى أي دعم حكومي
يتابع شمَا يومياً لدينا كتاب لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك حول الأسعار ومن أجل مساعدتنا في تأمين المواد لكن دائما يكون الجواب بأنه لا يوجد جواب ونحن نقوم بعملنا بشكل نظامي وضمن الشروط المطلوبة لذلك حتى الأسعار التي تضعها لنا الوزارة نبيع بها وبشكل يومي يأتي إلينا التموين لمراقبة الإنتاج وهم يعلمون بأن الأسعار ترتفع وكل شيء يرتفع لذلك أقول بأنهم لا يملكون الخيار و القرار, و أكد شمَا بأن الخبز السياحي لا يتلقى أي دعم حكومي مهما كان نوعه لأن سياسة الحكومة تقتضي بعدم دعم الخبز السياحي بالرغم أن هذه المادة لاقت رواجاً كبيراً لدى المواطن السوري وانتشر بشكل كبير لجودته وقيمته الغذائية الكبيرة.
الإنتاج...
بالنسبة لإنتاج الخبز السياحي يقول السيد أنس شمَا وضعنا اليوم أفضل بكثير مقارنة ببداية الأزمة وتحديداً بين عامي 2012و2013 حيث انخفض الإنتاج كثيراً كوننا كنا خط مواجهة للمجموعات المسلحة ولكن بفضل الجيش العربي السوري أصبحت منطقة آمنة وتمكنا من استئناف عملية الإنتاج و أستطيع القول بأن بداية عام2016 شهد تحسناً ملحوظاً بكميات البيع والإنتاج رغم الارتفاع في الأسعار أيضاً ارتفاع الدولار أثر علينا بشكل كبير ولكن بالرغم من كل هذا قد لا نكون مؤسسة رابحة ولكننا نعمل ونستطيع إيصال خبزنا للمواطنين أين ما كانوا وما يهمنا أن يبقى اسمنا موجود في السوق السورية و نحن بدورنا ندعم الاقتصاد السوري باستمرارنا, وختم شمَا أي عرض يأتينا من الحكومة للعمل معها لإيصال خبزنا للمناطق المحاصرة سوف نقوم بدراسته وسوف نقوم بالعمل مع الحكومة على هذا الشيء, وطالب شمَا الحكومة بأن تنظر من جديد في الأسعار من أجل المواطن بالدرجة الأولى ومن أجل بقاءنا في السوق بشكل أكبر لندعم بذلك المواطن والوطن معاً.
آراء..
الخبز خط أحمر, لا نسمح بمحاربة المواطن السوري بلقمة عيشه, لا نية للحكومة برفع أسعار الخبز... شعارات رنانة يسمعها المواطن السوري كل يوم من حكومته تجعل منه مواطن لا يفكر إلا بربطة الخبز التي يأمل أن لا يفقدها هي الأخرى كما فقد غيرها من يوميات حياته, وبين قرار يؤخذ اليوم وآخر يجهز ليصدر غداً بات الهاجس الوحيد الدعاء لبقاء الأسعار على ما هي عليه.
لا نطلب انخفاض الأسعار هذا بات من الحلم ولكن نطلب من القائمين على هذا الموضوع الرأفة في حالنا وليتركوا لنا رغيف الخبز كما هو فهو رفيق يومنا, كان هذا جواب ميساء العاملة في إحدى الشركات الخاصة كمستخدمة عندما سألتها بورصات و أسواق عن أسعار الخبز وهل يتناسب مع ارتفاع باقي الأسعار خصوصاً هو المادة الوحيدة التي لا يمكن الاستغناء عنها كل يوم , وعن وجود الخبز السياحي البديل في حال ازدحام الأفران وعدم توفر المادة قالت ميساء: أعلم بوجود الخبز السياحي وهو فعلاً سياحي لارتفاع أسعاره أصبح من غير المعقول على المواطن الاعتماد عليه كبديل فعندما يكون هناك عائلة مكونة من 7أشخاص لا تكفيهم لنصف اليوم و أسعاره لا تتناسب ودخلنا لذلك نعتبر وجوده كوجود باقي المعجنات في الأفران ولا نعتمد عليه البتة.
هل ما زال بمقدور المواطن السوري شراء الخبز العادي ليدلل نفسه بشراء السياحي؟.. والأفران الحكومية لا حسيب ولا رقيب.
وفي وجهة نظر أخرى يقول محمد العامل في القطاع العام لبورصات و أسواق أضطر أحياناً من كثرة الازدحام على الأفران أن ألجأ للباعة الموجودين بجانب الأفران وهم من الأطفال أحياناً تباع ربطة الخبز على الأرصفة ب75ليرة وهي ب50ليرة في الفرن وفي مناطق أخرى يصل سعر ربطة الخبز إلى 100ليرة كل هذا أمام عيون الحكومة وليست بعيدة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك عن الفرن الذي يقع أمامها مباشرة , لا حسيب ولا رقيب, يتابع قبل الأزمة كنت ألجأ للخبز السياحي كنوع من الدلال لأولادي فهو من حيث الطعم مرغوب جداً وسعره كان مقبول كنت أشتريه بالإضافة للخبز العادي , ويتساءل محمد هل بات بمقدورنا الآن أن ندلل أنفسنا كالسابق ونشتري الخبز السياحي ؟؟ لم أعد أفكر إلا بتأمين رغيف الخبز كل يوم , أدعي الله أن يبقى على حاله و إن كانت جودته ليست كالسابق ولكن لا حول لنا ولا قوة.