سيريانديز-مكتب اللاذقية-ياسر حيدر
قامت مجموعة من الشباب السوري المتطوع ، وعلى مدى ثلاثة أيام بحملة واسعة لإعادة الحياة لكراج جبلة الجديد ، والمنسي من قبل بلدية جبلة الموقرة وذلك بعد أن طالته التفجيرات الإرهابية ، ولوّنت أرصفته ومقاعده دماء الشهداء القانئة, لينبض بعدها بالحياة بفضل سواعدهم القوية وجهودهم الفردية المبذولة.
المشرف المسؤول عن المبادرة محمد إبراهيم صرّح لسيريانديز قائلاً: إن المبادرة حققت نقلة نوعية في حال الكراج, حيث كانت الاوساخ منتشرة في كل زاوية ، ولم يكن باستطاعة رواد الكراج استخدام المقاعد التي يتجاوز عددها ال 120 مقعداً بسبب حالتها الفنية المزرية واتساخها الشديد.
منوهاً بأن قبل المباشرة بالعمل كان الأسود والرمادي هما اللونان الطاغيان على تفاصيل الكراج, لكن وبعد ثلاثة أيام من العمل المضني والممتع في نفس الوقت تحت أشعة الشمس ولمدة 12 ساعة عمل يومياً استطاعت المبادرة أن تعيد الروح للكراج وأصبحت ألوانه زاهية ومشرقة.
ومن جهتها أكدت المشرفة ندى المصطفى أن العمل بدأ عصر يوم الخميس بعدد فاق ال25 متطوع بجوٍ حماسي جداً, وبدت نتائج الهمة العالية تظهر مباشرة والتي استمرت حتى آخر ساعة, الفريق كان رائعاً ومتحمس لفكرة المبادرة وهدفه الاول إعادة الحياة لهذه البقعة الواسعة والحيوية من مدينة جبلة.
مضيفةً: كنت أنظر لكل فرد نظرة مليئة بالأمل ولم يخطر ببالي أبداً وجود هكذا إصرار على إتمام عمل ليس بسهل, هم كنز حقيقي لهذه المدينة وطاقات أثبتت بأنها فاعلة ويجب إعطاؤها كل الدعم وتسهيل أي عقبة تقف في طريق أحلامها الكبيرة جداً.
الرسامة المشاركة في المبادرة زينب خدّام رات بأن المشاركة في الحملة هي واجب شبابي وطني مدفوع بحس المسؤولية تجاه رقعة من أرض سورية الحبيبة أينما كانت, فالتفجير الذي طال الكراج أثر بالكثيرين الكبار منهم والصغار.
وأضافت: إن المبادرة كان لها الأثر الكبير في محي-ولو جزء بسيط- من الألم والوجع الذي أصاب الناس وأنني سعيدة جداً بمشاركتي التي ساعدتُ من خلالها في إعادة التفاؤل والبسمة للناس وإزلة قسم من أثار التفجير المادية منه.
الجدير بالذكر: إن المبادرة جاءت برعاية بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس التي قدمت بدورها كافة التسهيلات والمواد والمعدات اللازمة لإعادة النبض والقوّة لهذا المكان الواسع الذي يعج بالحياة.