سيريانديز – اللاذقية – تمام ضاهر
ضمن اجتماعاتها الدورية ، التي تعنى بتوصيف الواقع الاقتصادي السوري ، عقدت جمعية العلوم اﻻقتصادية فرع اللاذقية اجتماعاً في المركز الثقافي بمدينة جبلة بتاريخ 16- 8-2016 ، تحت عنوان : الانعكاسات اﻻقتصادية و اﻻجتماعية لرفع أسعار المحروقات ، واجمع الحاضرون على التأثيرات السلبية لرفع أسعار المحروقات على كافة مناحي الحياة ، مما اوصل نسبة التضخم إلى ما يوازي الف بالمئة ، بمعنى ارتفاع الأسعار إلى حوالي عشر أضعاف وربما أكثر في بعض السلع .
وفي تصريح لسيريانديز قال د. سنان علي ديب رئيس فرع الجمعية : إن هذا التضخم كان حصيلة ضعف أداء وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ، و تراجع دور مؤسسات التدخل الإيجابي ، و عدم العمل على إيجاد سعر صرف حقيقي ، و التخبط المستمر بسعر الصرف تجاه الدولار.
وأضاف : كل هذا انعكس سوءاً على القدرة الشرائية للمواطن ، بحيث ان الأسرة المؤلفة من 5 اشخاص اصبحت بحاجة لما يفوق 260 الف شهريا ، بعد ان كانت احتياجاتها قبل الأزمة بحدود 30 الفاً ، وذلك حسب تقديرات المكتب المركزي للإحصاء ، وأن اكثر ما تأثر بسعر المحروقات هو النقل و التنقل ، الذي اصبح يستهلك اكثر من 70 بالمائة من وسطي الرواتب والأجور .
وقال ديب : كلنا يعرف شمول تأثير سعر المازوت على النشاطات اﻻقتصادية و اﻻجتماعية ، من زراعة و صناعة و سياحة وخدمات وبناء وانشاء ، و يترافق رفع هذا السعر برفع اسعار منتجات القطاع العام ليزداد التضخم بدلاً من امتصاصه ، وهو أمر جعل الكثير من المزارعين يتركون الزراعة ، فسعر فلاحة الدونم أصبح 4000 ليرة سورية بعد ان كانت 200 ، و تكلفة النقل ، ونقل البضائع تضاعفت مما قلص الأرباح ، و جعل المردود ضعيفاً امام متطلبات العيش ما انعكس كساداً في سوق البناء ، اللهم الا لبعض المحسوبيات .
وأشار ديب إلى أن هذا اﻻرتفاع أدى إلى تقلص كبير في العلاقات اﻻجتماعية ، وخاصة بين الريف والمدينة و بين المدن نفسها .
في الختام أكد الحاضرون على الظروف القاسية التي يعيشها المواطن السوري ، واجمعوا بانه لا يمكن العلاج ، من دون عودة الدولة عبر مؤسساتها وعبر اصلاح القطاع العام ، و تشاركية صحيحة بلا مزايا تمنح للقلة من أملاك الشعب .