دمشق- سيريانديز
ربما كانت صحيفة الأخبار محقة عندما تحدثت عن اقتحام مغنّو الملاهي خشبة دار الأوبرا في دمشق، لدرجة لم يعد مستغرباً فيها أن يكرّم يسر دولي (1990 ــ الصورة) مسبوقاً بلقب "الشاعر الكبير"، وكيف تسلل اسم هذا الفتى إلى "ملتقى كلمات" الذي انطلق أمس برعاية وزارة السياحة في "قاعة المتنبي" (فندق داما روز).
وفي الوقت الذي تسخر فيه الكثير من الصفحات بيسر دولي... نجد أن وكالة سانا الرسمية الرزينة كانت أول من روج له منذ أكثر من عام عندما كتبت أن إحساسه المرهف و قربه من الوجدان العام بالإضافة إلى خروجه عن النمطية مكنّه من حجز مكان خاص به بين الشعراء الجدد رغم أنه ابتعد عن الاساليب المتداولة للانتشار الجماهيري مكتفيا بوسائل التواصل الاجتماعي ليسجل حضوره المتميز في اوساط الشباب متحولا الى ما يمكن وصفه بحالة شعرية أثبتت خصوصيتها من خلال اكثر من عشرة آلاف إعجاب يسجله المنشور الواحد للشاعر الشاب.
وبالعودة إلى بدء، فإن الزميل خليل صويلح كتب في الأخبار:"لا شك أن صاحب "على قلقٍ كأن الريح تحتي" قد احتج في قبره على ما آل إليه الشعر من احتضار وسوقيّة وابتذال. لفتنا لقب الشاعر الكبير، ففتشّنا عن معلومات تدلنا إليه، وإذا به "مطشوش" بغزارة في صفحات التواصل الاجتماعي واليوتيوب كأحد شعراء المرحلة الأفذاذ. ورغم أن عدد متابعيه على صفحته في الفايسبوك قد تجاوز 142 ألفاً، إلا أنه يتسم بالتواضع الجّم فهو يقول "لست بشاعر، أظنُّ أني فقط أكتب مشاعر"، لكن هيهات أن تنطلي هذه الفلسفة على معجبيه، خصوصاً أنه افتتح الملتقى بقصيدته "مايا" التي ما انفكّت "تتمدد" في تضاريس قلبه مثل عاصفة "داعش" حسب قوله. ويا لهول الأقدار حين نكتشف أن مايا هي حبيبته، وقد كانت على مقربة خطوات من المنصة، ما أجج تصفيق الجمهور"
ويتساءل أحدهم ساخراً: "هل هناك صلة قرابة بين يسر دولي والنعجة المستنسخة دوللي؟"، وتنصح إحداهن أن يكّرم هذا الشاعر من قبل جمعية "المرأة الذكية"، أو من "ألبسة ولانجري المحبة" وثالث" احذروا يسر دولي ومشتقاته". لكن "شاعر الأسيتون" حسب بعض توصيفاته، لا يلتفت إلى هذه التعليقات المغرضة، فهو"باقٍ ويتمدّد"!
في مقابلة معه على إحدى المحطات الإذاعية، أشار إلى أن الشعر لم يعد يحتمل عبارات مثل "يا سيدتي" غامزاً من نزار قباني لمصلحة ما يكتبه هو على غرار" يا كبير يا مصغرني/ يا أهم الناس يامهمشني"، بالإضافة إلى معلّقات أخرى نجدها في مدوّنته"حكي فاضي".
على المقلب الآخر، سنقع على حملة مضادة تسخر من هذه الظاهرة لتضعها في باب الإفرازات السلبية للحرب التي قلبت الموازين الثقافية وفتحت الباب على مصراعيه لمتسلقي الشعارات الوطنية، وتحويلها إلى باب رزق على هيئة جمعيات وملتقيات وأندية ثقافية.