خاص- سيريانديز- سومر إبراهيم
هي خطوة انتهجتها الحكومات السابقة في بداية تولي كل منها كنوع من كسب الرأي العام والدعاية الإعلامية لها بأن المواطن بوصلتها، وهمومه همومها، وفقره فقرها.. الخ ..!!، وكانت تبدأ هذه الخطوة بزخم كبير واستجابة وتنسيق ثم تضمحل إلى حد التلاشي.
«يوم المواطن» هو أحد أيام الاسبوع كان يفرّغ فيه الوزير أو المسؤول نفسه لاستقبال أكبر عدد من المواطنين لحل مشاكلهم العالقة والاستماع إلى همومهم ، هذا الإجراء لاقى استحساناً وارتياحاً لدى الكثير من الناس، حتى أنّ بعض الوزارات كانت تشهد قدوماً كثيفاً لمواطنين من مختلف المحافظات بهذا الغرض مثقلين بالطلبات لعله يحظى أحدها بالموافقة.
ولدى استطلاع للرأي تبين ان 70% من الطلبات المقدمة في هذا اليوم كانت بغرض التوظيف، ومعظمها بعقود موسمية لثلاثة أشهر تنم عن الحاجة للعمل والرضى بأي فرصة على الرغم من تدني الراتب ، أما الـ 30% الباقية فكانت تتخذ جوانب أخرى أكثر أهمية وكانت تستحق القدوم من محافظة بعيدة كون مواضيعها عالقة نتيجة فساد أو محسوبية معينة أو تردد في اتخاذ القرار من الجهات الفرعية وتحتاج للوزير او المحافظ ليحسم الأمر، وهذه النسبة تستحق الوقوف عندها والتساؤل عن ماذا حل بها بعد إخراج هذا اليوم من أسبوع الحكومة، وكيف يتم حل قضاياها، وهل تحتاج لوساطات عدة لإيصالها إلى الجهة صاحبة القرار... وماذا تكلّف هذه الوساطة ...؟؟
وإذا كان المواطن فعلاً هو "البوصلة والهدف" الذي يتحفنا بهذا الشعار كل المسؤولين خلال تصريحاتهم الإعلامية ... لماذا تم إخراج هذا اليوم الخاص بالمواطن من أسبوع الحكومة، وهل وقت أصحاب الشأن مضغوط لحد لا يستطيعون فيه إفراد بضع ساعات لسماع مشاكل المواطنين عن قرب ..؟؟
ونحن نقول : إن ردم الهوة بين المواطن والمسؤول وإعادة الثقة لن يتحقق بالظهورات الإعلامية المتكررة وإطلاق الوعود الكثيرة التي لن تنفذ وخاصة في هذه الظروف، بل تحتاج لتواجد المسؤول بجانب المواطن في البيت والشارع والسوق والحقل والمعمل والمدرسة والميدان ... وأن تلغى الحواجز الروتينية التي تفصل بينهما وتفتح الأبواب المكاتب المغلقة والآذان الصماء عن حضوره و صوته.
فهل يستعيد المواطن يومه الوحيد وتتهدم جدران البروتوكولات التي يصطنعها مدراء المكاتب.