رسام محمد
في متابعة لأخبار زيارة السيد رئيس مجلس الوزراء الى محافظة اللاذقية كان من اللافت الخبر المتعلق بمنشأة أبقار فيديو وتخصيص قرابة مليار ليرة لتطويرها وهذا الأمر على درجة عالية من الأهمية لمساهمته في الأمن الغذائي للمواطن..
وحيث يملك الغاب في محافظة حماة ميزة نسبية فيما يتعلق بثروته الحيوانية فكان لابد من أن يحضر الى الذاكرة السؤال : لما لا يحظى بمشاريع مماثلة ؟ فهو خزان غذائي نظرا لإمكاناته الزراعية الهائلة وغير المستثمرة بالشكل المناسب ومع ازدياد الحاجة للاستثمار الزراعي والحيواني لتحقيق الأمن الغذائي كون قدر بلدنا أن يظل بلدا مقاوما فتحصين البلد غذائيا حاجة لابد من المضي بها بالسرعة القصوى والخروج بالغاب الى دائرة الاهتمام الحكومي فإبمكانه أن ينتج ما يتطلبه السوق من المنتجات الزراعية والغذائية فمساحة الغاب تعادل مساحة هولندا الثانية عالميا في تصدير المنتجات الغذائية والزراعية، وتربته وجغرافيتة تشبهها الى حد بعيد «حسب رأي خبراء».
إن من يراقب واقع الغاب يلاحظ أنه لم يحظ الا بجزء ضئيل من الرعاية الحكومية لا بالخطط ولا من خلال هيئة تطوير واستثمار الغاب والتي أوكل لها قبل الأزمة تنفيذ مشروع الأغروبولس الذي غابت أخباره منذ بداية الأزمة والذي شكل بوابة أمل لأهل المنطقة ورسم هذا المشروع صورة موضوعية متفائلة لإمكانات المنطقة من حيث الاستفادة القصوى من الإمكانات الزراعية والتصنيع الزراعي وتربية الثروة الحيوانية بالإضافة الى رؤية من منظور تخطيط إقليمي، تخصص التوسع العمراني في المناطق الجرداء غير القابلة للزراعة ومن اللافت الآن انتشار السكن على حساب الأراضي الزراعية الخصبة التي إن فقدنا شبرا منها فلن نستعيدها أبدا.
لسنا في صدد إعادة العمل بمشروع صيغ في زمن مختلف ولكن التذكير مفيد عسى تتذكر الحكومة هذه المنطقة وقد تكون زيارة ميدانية واحدة للحكومة كفيلة لشرح مجلدات مما نحاول قوله، هنا لابد من الإشارة لحجم التضحيات التي قدمها أبناء الغاب وشهداؤه وجرحاه الذين ما بخلوا بدمائهم وما زالوا يقدمون أرواحهم لتبقى سورية.