خاص سيريانديز- رولا سالم
كانت محافظة حمص قبل اندلاع الأزمة أول محافظة لا يوجد فيها أي متسول، خالية تماماً من المتسولين، ولكن دفعت الأزمة عدد من المواطنين للتسول كوسيلة للعيش في ظل عوامل كثيرة منها افتقاد البعض لعمله الذي كان يعتاش منه
وعليه، لم تكن حادثة الطفلة هديل قاروط التي توفيت إثر الضرب الذي تعرضت له من قبل والدها، الحادثة الوحيدة على مدى خمس سنوات من استمرار الحرب الطاحنة التي انتشرت كالنار في الهشيم، لتلتهم معها جسد هذه الطفلة البريئة.
هديل أثارت الرأي العام في سورية وحمص على وجه الخصوص، وأشعلت صفحات التواصل الاجتماعي ، فالطفولة كانت وما زالت تحتاج للرعاية الخاصة في ظل الظروف التي لجأ فيها ضعاف النفوس لاستغلال براءة الأطفال وزجهم في أعمال لم ولن تكن لأمثالهم , فالقاتل «والد هديل» لم يعجبه المبلغ الذي جنته يداها الصغيرتان طوال النهار من التسول، فما كان منه إلا أن قام بضربها حتى الموت, ولأن المجتمع السوري لا يقبل بمثل هذه الأفعال
ولم تقف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مكتوفة الأيدي جراء ما حصل مع الطفلة هديل وقامت عبر مديريتها الموجودة في محافظة حمص بالتواصل مع والدة الطفلة هديل والقيام بزيارة لعائلتها المقيمة في حي المهاجرين حيث تم الاستفسار من والدتها عن ملابسات الحادث والسبب الذي أدى إلى وفاتها وتم تقديم المساعدة اللازمة لهم، وتبين أن لدى هديل خمسة أشقاء ستقوم مديرية الشؤون الاجتماعية في حمص بتسجيلهم بإحدى المدارس ليتلقوا التعليم المناسب ، كما يتم العمل على تأمين فرصة عمل للأم ولولدها الأكبر
وفي السياق أكدت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أنها ملتزمة بحماية أبنائها من كل أشكال أسوأ العمالة التي تطالهم ومنها ظاهرة التسول التي تعمل الوزارة على مكافحتها مع الجهات المختصة والمجتمع الأهلي، وأكدت الوزارة تنسيقها الدائم مع الجمعيات الأهلية لدمج الأطفال في مجتمعهم وتدريبهم وتعليمهم
وكانت الوزارة طلبت من مديريتها في محافظة حمص تفعيل دور مكتب مكافحة التسول لديها وتكثيف جهودها في رصد الحالات المشابهة لحالة الطفلة هديل، والتنسيق مع من يلزم من الجمعيات الأهلية للحد من ظاهرة التسول وحمايتهم من الاستغلال من قبل أي جهة